ثقافة وفنون

تواصل أعمال الترميم في التكيّة السليمانية في دمشق

 

 

تواصل محافظة دمشق بالتعاون مع عدد من الجهات المعنية والأمانة السورية للتنمية أعمال الترميم التي تقوم بها في التكية السليمانية، لوقف التدهور في الحالة الفنية التي كانت تعاني منه والتي تهدّد بانهيار أجزاء منها.
وأكد محافظ دمشق المهندس محمد طارق كريشاتي في تصريح للصحافيين خلال جولة له في التكية أنه وبعد إعادة ترميم التكية السليمانية سيعود الحرفيون إلى أجزاء منها، لتكون مقصداً ثقافياً وتراثياً وتاريخياً وسياحياً، مشيراً إلى أن الوضع الفني الراهن لها وطبيعة الأضرار الحاصلة في بنيتها، سواء في السقوف والأعمدة والجدران أو في الأرضيّات هو نتيجة تراكم سنين طويلة قبل الحرب وازداد سوءاً خلالها.
وأوضح كريشاتي أن الترميم تطلب دراسات فنية دقيقة جداً وخبرات عالية في مجال الترميم التراثي، واستعانت المحافظة بالمديرية العامة للآثار والمتاحف وكوادرها الخبيرة، إضافة إلى المؤسسات الوطنية المتخصصة في صون وحماية الأماكن التراثية وفي مقدّمتها الأمانة السورية للتنمية، التي قدمت خبرتها المتراكمة على مدى سنوات طويلة في مجال صون وحماية التراث المادي واللامادي.
ولفت كريشاتي إلى أن ترميم التكية سيستند إلى هويتها وطابعها المعماري والتاريخي والثقافي، وسيحافظ على هذه الهوية وسيضيف شيئاً من بصمة الزمن الذي نحن فيه الآن، كما سيحافظ على الوظيفة الأساسية للتكية كمعلم تاريخي وتراثي، مبيناً أن المحافظة تقوم بترميم سوق السروجية التراثي وتقوم أيضاً بالشراكة مع مؤسسة الآغا خان الثقافية وخبرتها الكبيرة في المجال التراثي بترميم عدد من البيوت التراثية في دمشق القديمة.
بدوره أكد أنطون شنيارة مدير أعمال الترميم في التكية السليمانية أن استراتيجية مشروع ترميم التكية تقوم على إيجاد حلول لكل المشاكل المتعلقة بما تحتاجه المباني الأثرية من خدمات التشغيل بطريقة صحيحة، استناداً إلى هويتها وطابعها المعماري والتاريخي والثقافي.
وأوضح شنيارة أن موقع التكية المجاور لمسار نهر بردى تعرّض خلال العقود الماضية لهبوط مستوى المياه الجوفية بسبب شح مصادر المياه، ما أدى إلى انجراف في طبقات التربة تحت منسوب تأسيس المباني ونتج عنه هبوطات كبيرة ظهرت آثارها على شكل تشققات وتصدعات في كثير من أسقف وقبب التكية وأعمدتها وجدرانها.
وأضاف شنيارة: أن هناك عدداً من الأسباب الجيولوجية إذ تسببت الكتل المضافة إلى المباني الأثرية خلال العقود الماضية من جدران وغرف ومبانٍ ومرافق عامة وصرف صحي غير مربوط على الشبكة الرئيسة، بزيادة الحمولة على المكان ما سرع عمليات التصدع والتشققات في جدرانها وأسقفها.
من جهته أشار مدير عام مديرية الآثار والمتاحف نظير عوض إلى أن مشروع الترميم هو وطني ومهم، لأنه تم في الوقت المناسب قبل تدهور حالة البناء في التكية وحصول انهيارات وتداع في البنية الإنشائية، موضحاً أن التقارير التي تم إعدادها حول وضع التكية كانت تشير إلى حالات حرجة في المباني التي تقع ضمن التكية، رغم جميع الحلول الإسعافية التي تم اتخاذها.
وأوضح عوض أن المشروع تم إعداده بالتعاون مع مجموعة من المؤسسات بشكل منهجي وعلمي ووفق المنهجيات العالمية، باستخدام مواد وتقنيات حديثة جداً للحفاظ على هوية المبنى التاريخية والعمرانية والتراثية، لافتاً إلى أن المباني الحجرية التاريخية تحتاج إلى وقت طويل، وخصوصاً عند ظهور مشاكل إنشائية معقدة تحتاج لدراسات، إضافة إلى الحصار الاقتصادي الذي يمنع وصول عدد من التقنيات اللازمة في عمليات الترميم.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى