مقالات وآراء

ألف ابتسامة… وسواعد قادرة على البناء

‭}‬ عبير حمدان
أيّ قانون هذا الذي يُمعن في نشر الموت ويُراكم الحقد وسياسة التقسيم على قياس هندسة أصحابه لخارطة أطماعهم القديمة الجديدة بخيرات بلادنا.. أيّ قانون هذا الذي يقول مبتدعوه بشرعيته على حساب الإنسانية.. أيّ قانون هذا الذي يكرّس الجبن والنأي بالنفس… وكيف ننأى بأنفسنا عن ذاتنا وأهلنا وناسنا.
سورية ما نأت يوماً عن قضايا الأمة ولم تغب عن ميادين النضال ولم تتجاهل مظلوماً إلا ونصرته، سورية شريان مقاومتنا وصمودنا بقيادتها وشعبها ولا يمكن فصل القيادة عن الشعب لأنّ الأولى من نبض الثانية مهما حاول البعض التشويش على هذا الواقع بتقاريره الافتراضية المدفوعة الأجر على حساب معاناة الناس وجراحهم.
سورية الحضارة والتاريخ وامتداد الزمن الآتي، سورية السيادة التي لا تتبدّل ولا تتحوّل، سورية القادرة على احتواء حتى من غدر بها يوماً لأنّ العفو من شيَمها، وهي قادرة على احتراف الحياة من رحم الألم دون مِنّة من أحد.
كلّ القوانين التي يبتدعها دعاة الحرية الغربية تسقط أمام حقيقة الجغرافيا، كلّ الفبركات الهوليوودية التي امتهنها الإعلام الهجين هباء لا قيمة له، هو خيال طامع وبلادنا فعل وجود يلغي حدود رسمها الاستعمار وكلّ من ارتهن له.
أين أنتم يا من تنادون بالإنسانية من خلف حواسيبكم وتحشدون مجتمعكم المدني وتجاهرون بالثورة على الظلم والجور أمام «قيصر»، الذي يسمّونه قانوناً! ومن الذي يحدّد أحكام القوانين الفارغة والمسنونة لإرهاب الشعوب وتأطير خياراتها وقرارها في تحديد مصيرها.
أين أنتم من صرخة أب يلقن الشهادة لإبنه، ومن إرادة حياة ترجمت بولادة طفل تحت الركام، أين أنتم من كلّ هذه الجراح وسيل الدمع، أين مقالاتكم ومواقفكم «التغييرية» وشرعة حقوق الإنسان ومناهضة العنف والحصار والقمع وسدّ المنافذ على شعب رفض بيع قضيته للشيطان وقاوم وصمد ولم يزل يحيا رغم الحصار…
انها سورية، أرض العطاء والخير والجمال، سورية التي احتضنت وجع الجميع وشرعت أبوابها للجميع وحين تكالب عليها الكون بحربه القذرة لم تنكسر، اليوم تحمل جرحها بثبات ولا تستعطي من أحد، وغداً حين يتمّ رفع الركام ستنبت ألف ابتسامة كما وجه الطفلة التي حضنت أخاها سبعة عشر ساعة لتحميه كما بلادها مع أخوتها ولو أنكر بعضهم ما قدّمته لهم…
ليذهب «قانون قيصر» الى الجحيم… وأبناء سورية لهم سواعدهم القادرة على لملمة الأشلاء وبلسمة الجراح والبناء…

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى