مسيرة بحريّة في صيدا بذكرى استشهاد والده سعد: سنستمرّ في النضال لانتزاع حقوق شعبنا
نظّم صيّادو الأسماك في مدينة صيدا، مسيرة مراكب وفاءً لذكرى الشهيد معروف سعد “الذي ناضل من أجل الصيّادين واستشهد دفاعاً عن حقوقهم في مواجهة مشروع شركة “بروتيين” الاحتكاريّة”، وفق ما أفاد المنظمّون.
انطلقت المسيرة من ميناء الصيّادين وجابت البحر بمشاركة الأمين العام لـ”التنظيم الشعبي الناصري” النائب الدكتور أسامة سعد وعدد من قيادات التنظيم وصيادين وفاعليات. ورفع الصيّادون على مراكبهم الأعلام اللبنانيّة والتنظيم وصور الشهيد على وقع الأغاني الوطنيّة، وأطلقت السفن الراسية في المرفأ أبواقها تحيّة لذكرى الشهيد.
وعند انتهاء المسيرة البحريّة كانت كلمة لنقيب الصيّادين في صيدا نزيه سنبل أكّد خلالها أنّه في “هذه الذكرى الأليمة نستذكر الشهيد معروف سعد، ونقف وقفة نضال كما علّمنا المناضل معروف سعد، وهو من طالته يد الغدر عندما كان يدافع عن الصيّادين. ومن ساحة الصياديّن اليوم نعده بأنّ كلّ صيّاد هو معروف سعد وكلّ بحّار هو معروف سعد”.
وحيّا النائب سعد في كلمة المشاركين في المسيرة، واستحضر تظاهرة الصيّادين في العام 1975 “التي كان على يرأسها المناضل الشهيد معروف سعد والتي استشهد فيها دفاعاً عن حقوق الصيّادين ولقمة عيشهم”، مثنياً على “تضحيات الصيّادين ووفائهم لنهج الشهيد”.
وقال “اليوم نحن على نهج الشهيد ومستمرّون معكم ومع كلّ الفئات الكادحة والمنتجة من أبناء شعبنا، وفي هذه الأيّام الصعبة التي يمرّ بها بلدنا، والتي يُعاني خلالها الناس من الجوع والحاجة والأعباء التي تقسم ظهورهم، وفواتير الصحة والتعليم والغذاء والخدمات من الماء والكهرباء، وفي ظلّ غياب كامل للدولة ومؤسّساتها في حماية شعبنا من كلّ هذه الاوضاع الصعبة التي نعيشها، سنستمرّ في النضال من أجل انتزاع الحقوق الإنسانيّة لشعبنا، وهذا واجب علينا، ونحن كلّنا أمل بأنّه عندما تتضافر جهود القوى الشعبيّة المنظّمة والقوى النقابية المنظّمة والمخلصين والأحرار من أبناء شعبنا، عندما يتحدون في مواجهة هذه الأوضاع الناتجة عن سياسات السلطة الجائرة في حقّ شعبنا، إنّما يقومون بواجبهم ويسعون إلى التخلّص من كلّ هذه الأوضاع”.
وأعرب عن يقينه بـ “أنّنا إذا سرنا في هذا الطريق، طريق وحدة القوى الشعبيّة والنقابيّة والأهليّة، طريق تنظيم أوضاعنا، نستطيع أن نُحقِّق المعجزات وأن نستعيد حقّ شعبنا فوق أرضه”.
«العُمّالي» ولجنة الأسير سكاف
إلى ذلك، حيّا الاتّحاد العمّالي العام في لبنان روح المناضل معروف سعد في الذكرى السنويّة الـ48 لاستشهاده وقال في بيان «حوالى خمسة عقود مضت على استشهادك ولا يزال طيفك حاضراً في كلّ بيت وفي كل شارع وفي وجدان كلّ صيّاد أو عامل أو فقير في مدينة صيدا وفي كلّ لبنان. خمسة عقود مضت ولا يزال صدى صوتك هادراً في تظاهرات الصيّادين والعمّال والمناضلين في الساحات انتصاراً للحقّ وللعدالة الاجتماعيّة».
أضاف “معروف سعد كنتَ فلسطينيّاً بقدر ما كنت لبنانيّاً وكنت عربيّاً وأمميّاً كما كنتَ صيداويَّ الولادة والمنشأ. معروف سعد كان استشهادك على رأس تظاهرة الصيّادين احتجاجاً على مشروع إنشاء شركة احتكاريّة للصيد البحري، أعمق تعبير عن الصدق والوفاء لقضايا الناس وكان تأسيسك لهذه العائلة المناضلة من الشهيد مصطفى إلى النائب أسامة، شهادة إضافيّة لرمزيّة هذا البيت العريق وأصالته ورسوخه».
وختم “كنت صديقاً للنقابيين المناضلين وملهماً لهم، نفتقدك اليوم وكلّ يوم، وألف تحيّة لروحك وباقة ورد على ضريحك”.
بدورها توجّهت لجنة أصدقاء عميد الأسرى في السجون “الإسرائيلية” يحيى سكاف في بيان، بالتحيّة إلى “روح الشهيد الكبير إبن مدينة صيدا الأبيّة عاصمة المقاومة المناضل معروف سعد”، معتبرةً أنّ سعد “هو رمز من رموز المقاومة في مواجهة العدو الصهيوني والصوت المدوّي للشعب الفلسطيني المظلوم، حيث وقف المناضل معروف سعد طيلة حياته بكلّ قوته إلى جانب القضيّة الفلسطينية و استشهد لأجلها و لأجل تحرير أوطاننا و مقدّساتنا من رجس الاحتلال”.
ودعت إلى “التمسّك بنهجه و استكمال النضال في خطّ المقاومة حتى تحقيق الإنتصار الكبير لأمّتنا وتحرير فلسطين من البحر إلى النهر، لأنّ هذا خيار معروف سعد وخيار كلّ الأحرار والشرفاء الذين لم ولن يتخلّوا عن حبّة تراب من فلسطين الحبيبة».
و أكّدت “أن ما يقوم به يوميّاً أبطال عرين الأسود في فلسطين هو عمل جبّار ينحني له الجبين، لأنّهم يسطرون أروع أنواع الملاحم من البطولة والفداء بقبضاتهم القابضة على الزناد وأجسادهم العارية رغم تفوُّق الآلة العسكريّة الصهيونيّة، إلاّ أنّهم فرضوا توازن رعب مع العدو وحطموا جبروته وأسطورته، رغم تخلّي المجتمع الدولي والمنظّمات الإنسانيّة الدوليّة والأنظمة العربيّة المنبطحة عن مساندتهموتغطيتها لجرائم العدو بحقهم”.