الوطن

أبواب محافظة حلب مفتوحة على مدار الوقت لاحتواء الأزمة

محمد حجازي: الإعلام العالميّ لم ينصف سورية وكذلك فعل العالم المستكبر
في حلب 470 ضحية وأكثر من 700 إصابة وعدد غير محدّد من المفقودين

 

‭}‬ حلب ـ عبير حمدان
منذ وقوع الزلزال ومحافظة حلب تهتمّ بتنظيم عمليات الإغاثة وتوجيه اللجان التي تشكلت وهي مستنفرة بكل أفرادها وأجهزتها للوقوف على ما يحتاجه الناس من مستلزمات ضرورية، كما وتستقبل القوافل الآتية الى حلب من المناطق السورية الأخرى ومن العديد من الدول.
حلب كما كل سورية صمدت في وجه الإرهاب ولم تنكسر ورغم سرقة نفطها وقمحها ومحاصرتها تمكنت من لملمة آثار الكارثة الأخيرة ورفع الركام تمهيداً لمسح الأضرار على كافة المستويات الإنشائية والمعنوية والنفسية.
لا يهدأ موظفو المحافظة في المدينة وأبوابها مفتوحة على مدار الوقت لاحتواء الأزمة وللتنسيق مع اللجان المحلية الموجودة على الأرض، واستقبال القوافل التي تصل إلى حلب تباعاً، والتنسيق مع الجمعيات المحلية والأحزاب الوطنية.
وقد استقبل رئيس مجلس محافظة حلب محمد حجازي “البناء” في مبنى المحافظة بحضور منفذ حلب في الحزب السوري القومي الاجتماعي طلال حوري، حيث تحدث عن اللحظات الأولى للزلزال وكيفية التعاطي مع الكارثة رسمياً بإطار تنظيمي مسؤول في ظل حصار جائر وتعاطٍ إعلامي عالمي لا يمتّ الى الإنسانية بصلة.
استهلّ حجازي حديثه مع “البناء”، بالقول: “طبعاً في البداية لا بدّ من الترحم على الشهداء وتمنّي الشفاء العاجل للجرحى والعودة السريعة الآمنة للسكان الذين تركوا منازلهم نتيجة الزلزال الذي ضرب سورية وكان له تأثير كبير في مدبنة حلب، طبعاً هذا الجيل وكل الأجيال التي عاشت هذه الفترة لم تشهد زلزالاً بهذه القوة، وقد هرع الناس الى الشوارع خوفاً بالإضافة الى أن منازل كثيرة تهدمت، عدا عن تصدع آلاف المنازل ونحن حالياً بصدد القيام بإحصاء الاضرار لتحديدها كلياً”.
وأضاف: “منذ اللحظات الأولى للكارثة تشكلت غرفة عملية بتوجيه من المحافظ، وعلى الفور باشرنا بإرسال فرق الدفاع المدني الى المناطق التي تهدّمت، وبالطبع كان العمل مضنياً وقاسياً في محاولة لإنقاذ الناس من تحت الأنقاض”.
وحول صعوبة الأمر جراء الحصار، قال: “إن سورية تعاني منذ عشر سنوات جراء الحصار بعد سرقة النفط السوري والقمح السوري والناس تعيش ظروفاً اقتصادية صعبة وتفتقد الى الدفء ووقع هذا الزلزال الذي ضاعف المعاناة، ورغم ذلك عملت الفرق المختصة في الدفاع المدني السوري على انتشال الضحايا وإنقاذ من كُتب له النجاة بما تيسّر من معدات حيث إنه لا توجد لدينا آليات ثقيلة بما يكفي، لكننا عملنا بجهد واستنفرنا كل النقابات من عمال وآليات لتقديم الإغاثة وبعدها بدأت الآليات تصل من لبنان ومن باقي الدول الصديقة فاكتمل العدد وتمّ الانتهاء من العمل بشكل كلّي وبدأت لجان السلامة العامة تجري مسحاً كاملاً لمدينة حلب في محاولة لحصر الخسائر المادّية والبشرية”.
وأضاف: “هناك 85 لجنة من السلامة العامة تقوم بالكشف على الأبنية المتضرّرة غير الصالحة للاستخدام وأيضاً معاينة المباني التي يمكن أن يعود إليها أصحابها، بالإضافة الى تأمين مراكز الإيواء ووصل عددها الى 265 مركزاً، وقامت الدولة على الفور بتقديم الاحتياجات الأساسية للمتضررين وهناك دعم من الدول الصديقة ولبنان الشقيق بأحزابه وبكل المكونات الإنسانية بحيث تم استكمال الدعم الكامل في مراكز الإيواء الخاصة التي افتتحها الصناعيون والأهالي والصالات والملاعب”.
وحول الحضور الإعلامي العالمي، قال: “الإعلام العالمي لم ينصف سورية ولم يحضر، هناك من لم ينصف سورية إنسانياً فكيف سينصفها إعلامياً، بعض الدول تمارس الحصار على سورية، وإعلان الولايات المتحدة الأميركية عن تجميد العقوبات والحصار هو محاولة للتعمية على غطرستها، ويمكن للمراقب أن يرى مدى التعمية من قبل الإعلام الغربي على الكارثة الانسانية في مناطق الشمال السوري. وحده الإعلام السوري المحلي وبعض وسائل الاعلام الصديقة من لبنان وتلك التي جاءت مع القوافل التي كسرت الحصار”.
وختم: “سيكتب التاريخ أن دول الغطرسة وكل من هو خاضع لها يمارسون الحصار والضغوط على سورية، استكمالاً للحرب الإرهابية الكونية، ولكن رغم هول الكارثة، ومعاناة الناس، فإن سورية قوية وقادرة على تجاوز الأزمة واحتواء تداعياتها والنهوض مجدداً”.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى