أولى

فقاعة معوّض ودبوس جنبلاط

في ردّ المعاون السياسي لرئيس مجلس النواب نبيه بري النائب علي حسن خليل على المرشح الرئاسي النائب ميشال معوّض، تعقيباً على كلام معوض بحق الرئيس نبيه بري، ورد أن معوض يعيش في فقاعة الترشيح، والفقاعة هي وعاء اصطناعيّ غير قابل للحياة يوحي بالدفء والاسترخاء، لكنه أمام وخزة دبوس تفقع الفقاعة وينتهي كل شيء. والاستعارة البلاغية لمفردة الفقاعة تشبه الاستعارة التي وردت في كلام الرئيس بري لمقارنة المولود الطبيعي أو المرشح الرئاسي الطبيعي، بمحاولات استيلاد مرشح عبر تجارب اصطناعيّة تسمّى بالتجارب الأنبوبية.
بالتأكيد لم يغب عن معوض قصد الرئيس بري، وهو يعلم ويعرف أن داعميه يتعاملون معه كمرشح تجربة (أنبوية)، أملاً بالتوصل لأحد خيارين، الاتفاق على مرشح موحّد بين النواب المفترضين معارضون وعددهم 65 نائباً، كما تقول القوات اللبنانية، أو أملاً بالتوصّل إلى مرشح توافقي مع الكتل النيابية الأخرى، كما يقول الحزب التقدمي الاشتراكي، والقوات والاشتراكي أبرز داعمي ترشيح معوض.
حاول معوّض تحويل كلام بري الى شتيمة أخلاقية لعائلته بالإصرار على إسقاط جنسي لمفردة التجارب الأنبوبية، أملاً بنيل استعطاف شرائح وشخصيات وقوى من خارج مؤيدي ترشيحه، وحشدها لدعمه في المواجهة مع الرئيس بري، عساه يثبت ترشيحه بقوة هذا التعاطف.
الذي حدث هو أن التذاكي لا يحلّ مكان الذكاء فوقع معوّض في شر أعماله، فجاءه الرد سريعاً من الحزب التقدمي الاشتراكي باعتبار كلامه همايونياً، وكان الكلام الاشتراكي هو الدبوس الجنبلاطيّ الذي أصاب الفقاعة وتسبب بفقعها.

التعليق السياسي

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى