مقالات وآراء

… حتى لا يضيع الوطن

‭}‬ عمر عبد القادر غندور*
يمكن القول إنّ لبنان دخل في سبات عميق منذ سبعة أشهر عقد خلالها مجلس النواب 11 جلسة لم تأت برئيس، في ظلّ أفق مسدود!
وليس غريباً على بلد تعطل فيه الاستحقاق الرئاسي سنتين ونصف السنة قبل انتخاب العماد ميشال عون في 31 تشرين الأول 2016، «فَمَا كَانَ اللَّهُ لِيَظْلِمَهُمْ وَلَكِن كَانُوا أَنفُسَهُمْ يَظْلِمُونَ (70) التوبة».
ومنهم من هو صادق وأكثرهم كاذبون!
واليوم، تستمرّ المماحكات والمناورات واجترار الكلام من غير طائل، ويتواصل الكيد السياسي بأبشع صوره، ولا يتخلى أحد عن أنانيته وتغليب المصلحة العامة على المصالح الخاصة، بل تستمرّ الخلافات والانهيارات والإخفاقات والانكسارات على مساحة وطن يعاني الفقر واليأس والجوع.
وإذا كان بعض اللبنانيين ينتظر كلمة سرّ تأتيه من الخارج لانتخاب رئيس، فهو واهم، لأنّ الخارج العربي والأجنبي يشترط حصول توافق بين اللبنانيين أولاً، والطريق الى انتخاب رئيس للجمهورية يفرض تفاهماً لبنانياً ـ لبنانياً إلزامياً والتخلي عن أنانيتهم، ولا مناص من التفاهم والتحاور في ما بينهم طالما ليس لهم وطن سواه، والنزول الى مجلس النواب لانتخاب رئيس مُلمّ بطبيعة النسيج اللبناني وإعادة الاعتبار لإدارة مسؤولة من خارج الطيف السياسي الطائفي والعبور بها الى دولة محترمة من أبنائها المؤهّلين انضباطاً وكفاءة وخلقاً، خلافاً لما ألفه اللبنانيون من سرقات وسمسرات في الكثير من النماذج المشهود لها بنظافة وعلوّ الكعب ثقافة وخلقاً، وليُصار الى الاتفاق على مرشح أو أكثر ولينجح من يحظى بالأصوات المطلوبة، وإذا لم يتوفر ذلك فينبغي أن تتحوّل الأصوات كلّ الأصوات لمرشح يتوافق عليه الجميع لإنقاذ وطن فيه حوكمة ومساءلة وتحقيق.
وإذا كان لبنان انتظر سنتين ونصف السنة لانتخاب الرئيس الأخير، فلبنان اليوم الغارق في قعر جهنّم ليس لبنان الأمس ولا يستطيع الانتظار ولا ليوم واحد، في حين انّ السفيرة الأميركية في لبنان قالت إننا نخشى ان يصبح لبنان بحاجة أكثر الى من يحضنه…!
*رئيس اللقاء الإسلامي الوحدوي

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى