أولى

كلمة السر الجديدة: الانضمام إلى بريكس

– ربما لا ينتبه البعض إلى، أو يرغبون بتجاهل، حقيقة أن السمات الاقتصادية التي ترافق مراحل التحولات الدولية، تحمل في طياتها وبين سطورها الإشارات الأشد بلاغة على وجهة التحوّلات وعمقها.
– في مرحلة نهاية الثمانينيات من القرن الماضي ومطلع التسعينيات مع صعود الأحادية الأميركية بعد تفكك الاتحاد السوفياتي كانت كلمة السر التي تنتقل بسرعة من بلد إلى آخر، هي الانضمام إلى منظمة التجارة العالمية التي مثلت الإطار الاقتصادي للزمن الأميركي الجديد، وفي مرحلة لاحقة تطور العنوان ليصير الانضمام الى منظومة الاتفاقات المالية التي تنظم حركة التحويلات والحسابات المصرفية التي وضعتها المؤسسات المالية الأميركية، وشكلت لاحقاً آلية تطبيق العقوبات الأميركية.
– خلال هذه المرحلة التي ترتسم معها ملامح تفكك الأحادية الأميركية في الهيمنة على العالم، تتردّد في أنحاء عديدة من العالم، وفي دول عرفت تاريخياً بتحالفها مع واشنطن، جملتان جديدتان، الأولى هي الانضمام إلى مجموعة بريكس، والثانية هي التداول في التجارة الخارجية بالعملة الوطنية بدلاً من الدولار الأميركي.
– عندما ننظر إلى معنى اعتماد الهند وباكستان وتركيا والسعودية ومصر وأندونيسيا والبرازيل وسواها العديد العديد من دول العالم هاتين المعادلتين، فذلك ليس شأناً عابراً، ولا قضية عادية، بل هو المؤشر الأهم على وجهة المرحلة الجديدة على الصعيد العالمي، واعتماد الدولار في التداولات التجارية العالمية يقع في مرتبة أهم بالنسبة لواشنطن من استضافة القواعد الأميركية، التي يشكل فرض الدولار كعملة تداول إحدى مهامها.
– العالم يتغيّر بسرعة والمنطقة بدأت تواكب هذا التغيير وهذه السرعة، لكن يبدو لبنان عالقاً في الماضي وحده.

التعليق السياسي

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى