بريكس: 5 + 13
عام 2009 وعلى هامش قمة الدول الثماني الكبار أعلن رؤساء روسيا والصين والهند والبرازيل تأسيس مجموعة بريك لكسر الأحادية الأميركية في العالم والسعي لعالم ثنائي القطبية، والاسم هو الأحرف الأولى لأسماء الدول المشاركة، وعام 2010 انضمّت جنوب أفريقيا فصار اسم المجموعة بريكس.
شكلت المجموعة إطاراً للتشاور والتنسيق في كيفية التعاون الاقتصادي وبناء نظام مصرفي وتجاري رديف للنظام الذي يهيمن عليه الغرب، لكنها مع تطورات المشهد الدولي على خلفية الصعود الروسي والنهوض الصيني، وفي ظل تداعيات حرب أوكرانيا ونظام العقوبات، قفزت إلى مرحلة متقدّمة في طرح التداول التجاري بالعملات الوطنية فيما بينها، وبينها وبين دول العالم.
شكلت بريكس عملياً القطب الثاني المقابل لقمة السبعة التي تقودها واشنطن، وبدأت تتحوّل الى قطب جاذب للدول الراغبة بالتموضع خارج نظام الأحادية الأميركية. وكان أغلب الراغبين بالانضمام من الدول التي عرفت بعلاقات مميزة تحت المظلة الأميركية، مثل باكستان والسعودية ومصر وتركيا والإمارات.
بالأمس عقد وزراء خارجية بريكس اجتماعاً لنقاش مستقبل المجموعة، وحضر وزراء خارجية الدول الراغبة بالانضمام تحت اسم أصدقاء بريكس، وكانوا ثلاثة عشر وزير خارجية مثلوا دول، السعودية الجزائر ومصر والإمارات والبحرين والسنغال وسورية والسودان وتونس وتركيا والأرجنتين وأفغانستان وبنغلاديش وبيلاروس وفنزويلا وزيمبابوي وإندونيسيا وإيران، وكازاخستان والمكسيك ونيجيريا ونيكاراغوا وباكستان وتايلاند وأوروغواي.
الانضمام من حلفاء أميركا إلى البريكس له معنى واحد، هو إدراك هذه الدول أن هناك قوساً صاعداً وقوساً هابطاً، وأن القوس الهابط لدول الغرب، جعلها في موقع العجز عن كفاية تلبية ما تحتاجه الدول التي كانت حتى الأمس تكتفي بمحورية علاقتها بالغرب، وصارت اليوم تعرف أن القوس الصاعد لدول بريكس يجعل الانضمام الى المجموعة تعبيراً عن تلبية حاجات لا تتحقق تحت المظلة الغربية.
هذه أهم لحظات التحوّل في موازين القوى الدوليّة.
التعليق السياسي