أخيرة

دبوس

مخيّم العز

هكذا يقاتل الجبان، قنص لخزانات المياه المثبّتة على سطوح البيوت لإرواء العطش، وللحاجات الأوليّة، محاصرة النساء والأطفال، ثم ترهيبهم وإجبارهم على الخروج من بيوتهم بلا مأوىً وبلا زاد وبلا غطاء، ومنع طواقم الإسعاف من الوصول الى النازفين والجرحى والمصابين، لا يتحرك إلّا في قلاع متحرّكة محصّنة مدرّعة، يدمّر البنى التحتية لأنها هدف سهل لا يبادله القتال، ولا يتحرك إلا في مجاميع كالضباع بعد ان يدمّر ويهدم كلّ ما هو قائم…!
هذا هو ديدنه في عقيدته القتالية، يستهدف، وعن تخطيط وإصرار ومنهج، الأطفال والنساء والشيوخ والضعفاء، ظنّاً منه انه بذلك يؤلّبهم ضدّ المقاومة، ولكن ظنه يخيب المرة تلو الأخرى، ولا يحصد إلّا الخذلان.
لقد خرجت نساء الضاحية الجنوبية من تحت الأنقاض وهنّ يصرخن، هيهات منا الذلّة، وروحنا فداك يا سيد المقاومة، تماماً كما انبعثت النساء في غزة من بين الركام وهن يصرخن، فداءً للمجاهدين والمقاومين، دمّروا وانشروا الهول وصبّوا ناركم، لن نتزحزح عن حبّ المقاومة، هذه هي أخلاقياتنا، وتلكم هي أخلاقياتكم، يتفاخرون في مذكراتهم بأنّ ارتكاب المجازر ضدّ الأطفال والنساء والعاجزين هو تكتيك حربي بارع، يضطر الطرف الآخر الى النزوح هرباً من الموت، هكذا هو الوحش، ذو الرأس الصهيوني والبدن الأنغلوساكسوني، طارئ على الإنسانية، صيغت بنيته من مزيج من الأنانية والكراهية وحب الذات والرغبة الطاغية للاستحواذ، بينما أنشأ وجودنا الموضوعي، محمد وعيسى وكلّ الأنبياء الذين نؤمن بهم، على نكران الذات، والإيثار، والمحبة، والرأفة حتى بالشجر والحجر، هذا هو الفرق بيننا وبين هؤلاء الجبناء..
سميح التايه

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى