أولى

انهيار الجيش الأوكراني!

كانت الكلمات المعبرة للرئيس الروسي فلاديمير بوتين عن نية الغرب، وعلى رأسه الأميركيون، خوض الحرب ضد روسيا حتى آخر أوكراني، اختصاراً لما جرى عملياً منذ تراجع الرئيس الأوكراني عن موافقته على حل سياسي يقوم على ضمان عدم انضمام أوكرانيا الى حلف الناتو وإعلان حيادها، ونزع سلاحها الذي يمكن أن يهدد أمن روسيا، والقبول بأوضاع خاصة للمناطق ذات الأغلبية الروسية، وفق استفتاء يتمّ تنظيمه بين السكان يقررون فيه خيار الضم الى روسيا أو الاستقلال أو قبول حكم ذاتي في ظل الدولة الأوكرانية، باستثناء القرم التي تمّ التسليم باستعادتها من قبل روسيا كجزء من أرضها.
قدم الغرب لأوكرانيا كميات هائلة من الأسلحة والأموال، وجرى الحديث عن هجوم معاكس تستعد له أوكرانيا في الربيع، وتأخر الهجوم. ثم أعلن عن بدء الهجوم منذ ما يقارب الشهر وأكثر، وفيما يقول الميدان إن الهجوم قد أصيب بالفشل، وإن المعدات الغربية تم تدميرها في أرض المعركة، خرج الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي يقول إن الهجوم تأخر لنقص المعدات، معترفاً بالتفوق الروسي، رغم كل الأوهام التي تم ضخها حول تمرد جماعة فاغنر، التي يبدو أنها كانت مع ما يفترض أن يرافقها من انشقاقات داخل موسكو، الرهان الحقيقي لبدء الهجوم.
الجديد هو ما نقلته قناة سي بي سي الحكومية الكندية من حوار مع ضابط عمليات أوكراني، حيث نقلت عن قائد وحدة في القوات الأوكرانية المسلحة أن مئات من «خيرة مقاتليه وأفضلهم تجهيزاً» قد قضي عليهم خلال معركة واحدة فقط. واعترف الضابط بالقول «لقد تكبّدنا خسائر فادحة. من بين 420 جنديًا، سقط مئة ما بين قتيل وجريح، من بينهم مقاتلون، للأسف، هم الأفضل بيننا». وما زالت الكتيبة غير قادرة على التعافي من الأضرار التي لحقت بها، مثلما أكد الضابط، لأن المقاتلين الذين وصفهم بأنهم «من ذوي الخبرة» يتم تعويضهم بمجندين آخرين «يتم تدريبهم على عجالة في دورات تمتد لأسبوعين»، مثلما صرّح. وأشار الصحافي في قناة «سي بي سي»، نيل هاور، إلى أن القوات الأوكرانية المسلحة تتكبّد خسائر فادحة بسبب خطوط الدفاع العميقة التي أقامها الجيش الروسي في الأراضي المحرّرة. وقال قائد الوحدة «لقد تمكنوا من ترسيخ مواقعهم، وبناء تحصينات خرسانية. وزرع ألغام. خط الدفاع الأول قويّ جداً». وأوضح العسكري الأوكراني أن الروس يستخدمون طائرات هليكوبتر لتدمير العربات الغربية المتقدّمة من مسافة بعيدة، في حين أن مدى أنظمة «ستينغر» للدفاع الجوي المحمولة على الكتف لا يصل إلى بعد كافٍ لتدمير الأهداف الجوية، «لهذا مُني هجومنا بالفشل»، مثلما قال.
الجيش الأوكراني ينهار، ويبدو أن اجتماع الناتو على مستوى القمة، سوف ينظر بهذا المعطى الخطير ليقرّر كيف يستدير نحو الحل السياسي بشروط تقبلها روسيا، أو يذهب للتورط بصيغ جديدة للتصعيد، قد تكون بولندا ضحيتها هذه المرة، ما يفسّر سر الاهتمام في بيلاروسيا بما يجري وإعلان الاستعداد لمرحلة عسكرية جديدة.

التعليق السياسي

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى