مانشيت

بعد 17 عاماً على حرب تموز 2006: الكيان يعيش أسوأ أيامه… والكل ينتظر كلمة نصرالله / بري: للحفاظ على الوحدة بمواجهة العدوانية الاسرائيلية… وباسيل عدنا للحوار مع حزب الله / الحسنية من القاع في ذكرى شهادة سعاده: متمسكون بالمقاومة… ولن يبقى احتلال في سورية /

كتب المحرّر السياسيّ
في الذكرى السابعة عشرة لحرب تموز 2006 تتجذّر نتائجها وتبرز بقوة أكبر، فيكفي النظر إلى حال كل من كيان الاحتلال من جهة والمقاومة من جهة مقابلة، لمعرفة الموازين التي رسمتها تلك الحرب ولا زالت مفاعيلها تتعزّز وتتعمّق، وبالأمس كانت الانقسامات التي تنهش جسد الكيان توحي بملامح حرب أهلية حذر من الانزلاق إليها رئيس الكيان اسحق هرتزوغ، وكان الحديث عن العصيان المدني من أكثر من نصف السكان يبحث بصورة جدّية في مواجهة حكومة بنيامين نتنياهو الخارجة من هزيمة مدوّية في حرب شنتها بقوة النخبة في جيش الاحتلال ضد عشرات المقاومين في أقل من نصف مخيم جنين على مساحة أقل من نصف كيلومتر مربع، بينما تبدو المقاومة مرتاحة إلى وضعها ممسكة بزمام المبادرة، واثقة من أن يدها هي العليا في أي مواجهة، كما تقول مقاربتها لملف زرع الخيم في منطقة مزارع شبعا المحتلة وموقفها الحاسم لفرض انسحاب الاحتلال من الجزء اللبناني من بلدة الغجر. وهذه المقاومة الواثقة والقوية والقادرة يكفي لفهم رمزية عناصر حضورها وثقلها، الانتباه إلى حجم الاهتمام المحلي والإقليمي والدولي، بما في ذلك داخل كيان الاحتلال نفسه، بالكلمة التي سوف يلقيها اليوم قائد المقاومة الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله، بصفته مَن يرسم معادلات المواجهة، ومَن يحدّد ويعدّل قواعد الاشتباك.
في ذكرى الحرب كلام لرئيس مجلس النواب نبيه بري، تأكيد على نهج المقاومة والتمسك بها وتحية للتضحيات التي حققت الإنجازات، ودعوة لعدم ترك الخلافات والاختلافات تحول دون الوحدة في مواجهة العدوانية الاسرائيلية.
وفي توقيت لافت عشية ذكرى الحرب وعشية كلمة السيد نصرالله، تحدّث رئيس التيار الوطني الحر النائب جبران باسيل عن عودة الحوار بين التيار وحزب الله بصورة تركت ارتياحاً بين جمهور كل من الطرفين، خصوصاً الذين يتمسكون بالتفاهم بين الحزب والتيار، والذين كانوا يستشعرون خطورة المناخات القاتمة التي سيطرت على العلاقة بين الجمهورين خلال الفترة السابقة.
في البقاع، وفي مدينة القاع تحدث نائب رئيس الحزب السوري القومي الاجتماعي في مهرجان حاشد في ذكرى استشهاد مؤسس الحزب وزعيمه أنطون سعاده، فأكد تمسك الحزب بالمقاومة، وقال إن لا بقاء لأي من الاحتلالات في سورية، لا احتلال أميركيّ ولا احتلال تركي ولا احتلال صهيوني.
دعا نائب رئيس الحزب السوري القومي الاجتماعي وائل الحسنية إلى تطبيق اللامركزيّة الإداريّة لتسهيل أمور المواطنين وتخفيف الأعباء عنهم، أمر يجب أن يتحقق ربطاً بالإنماء المتوازن. أما الذين يريدون اللامركزية الإدارية مدخلاً للفدرلة والتقسيم، فإننا نقول لهؤلاء، دعواتكم مشبوهة ونحن لن نتخلى عن مسؤولياتنا في حماية وحدة لبنان واللبنانيين وتعزيز استقراره وتحصين سلمه الأهلي.
وشدّد في ذكرى استشهاد مؤسّسه أنطون سعاده، باحتفال حاشد في قاعة كنيسة مار الياس – القاع، على أنّ المقاومة هي خيارنا وقد أثبتت هذه المقاومة منذ انطلاقتها إلى اليوم أنها عنصر قوة للبنان وهي فخره وعزّه، وقادرة على حمايته من العدوانية الصهيونية، ولذلك فإن من يناهض المقاومة ويهاجمها يقدم خدمة للعدو الصهيوني الذي عجز هو ومَن يقف خلفه عن النيل من المقاومة.
أكد الحسنية أن لبنان هو جزء من محيطه القومي ومصيره مرتبط بمصير محيطه وعمقه القومي، ولذلك فإن انتصار سورية على الإرهاب هو انتصار للبنان، والمطلوب من الحكومة اللبنانية أن تستثمر في هذا الانتصار، وتعمل مع الحكومة السورية على إعادة تفعيل الاتفاقيات المشتركة وتعزيز العلاقات المميزة وحل كل القضايا العالقة، لا سيما مسألة النازحين.
وأكد الحسنية، أنّ «سورية مستمرة في معركة صون السيادة والكرامة، ولن يبقى على أيّ جزء من أرضها، لا بؤر ارهابية ولا احتلال أميركي ولا احتلال تركي ولا احتلال صهيوني، وأن إجراءات الحصار الاقتصادي القسرية التي تفرضها الولايات المتحدة الأميركية وحلفاؤها على سورية لن تحقق أهدافها. فسورية التي انتصرت في الحرب ليست عاجزة عن الانتصار على هذه الحرب الاقتصاديّة المفروضة».
وفي سياق ذلك، اعتبر رئيس مجلس النواب نبيه بري في بيان أصدره بمناسبة الذكرى الـ17 للعدوان الإسرائيلي على لبنان في تموز من العام 2006 أن «الخلاف والاختلاف السياسيين حول الكثير من القضايا والملفات والاستحقاقات على أهميتها تستوجب ضرورة الإسراع والعمل على حلها بروح المسؤولية الوطنية الجامعة، لكنها بالتوازي يجب أن لا تحجب الرؤيا لدى جميع اللبنانيين على مختلف توجهاتهم وانتماءاتهم السياسية والروحية والحزبية حيال نيات «إسرائيل» العدوانية المبيتة ضد لبنان انتهاكاً يومياً لسيادته جواً وبحراً وبراً. وهذه المرة انطلاقاً من ضمّ قوات الاحتلال الإسرائيلي للشطر اللبناني الشمالي من قرية الغجر واستمرار احتلالها لمزارع شبعا وتلال كفرشوبا».
وأضاف بري: «وبعد سبعة عشر عاماً على تاريخ أرادته إسرائيل نقطة انكسار للبنان، فحوّله اللبنانيون بوحدتهم وبسواعد المقاومين الى نقطة تحول وانتصار، وأثبتوا عجز القوة الإسرائيلية على مدى 33 يوماً عن كسر إرادة اللبنانيين في ممارسة حقهم المشروع في المقاومة دفاعاً عن الأرض والعرض والكرامة والسيادة». وتابع «مجدداً ودائماً مقياس الانتماء الوطني والدفاع عن السيادة والاستقلال والهوية ليس وجهة نظر فهو يبدأ من الجنوب في مواجهة عدوانية «إسرائيل» وأطماعها ثباتاً ووحدة وطنية لا تقبل التنازل او التفريط بذرة تراب لبنانية من أعالي العرقوب الى رأس الناقورة».
وتترقب الساحة الداخلية والخارجية مواقف الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله في ذكرى حرب تموز 2006، ومن المتوقع أن يتطرّق السيد نصرالله الى جملة ملفات داخلية وخارجية سيكون موضوع الاعتداءات الإسرائيلية على الغجر والخيمتين في مزارع شبعا العنوان الأبرز إضافة الى الملف الرئاسي والحكومي وحاكمية مصرف لبنان.
وأشارت مصادر مطلعة في فريق المقاومة لـ»البناء» الى أن نصب خيم في مزارع شبعا حق للمقاومة لكون المزارع لبنانية وفق الوثائق الدولية والوثائق السورية التي أرسلتها للأمم المتحدة، وبالتالي من حق المقاومة تحريرها وفق البيان الوزاري للحكومات المتعاقبة.
ولفتت الى أن حزب الله لن يزيل الخيم قبل انسحاب القوات الإسرائيلية من الجزء الشمالي من قرية الغجر، فتحرير الغجر أهم من الخيمتين. وأكدت المصادر أن المقاومة ستردّ على أي عدوان إسرائيلي لإزالة الخيم بالقوة أو على أي منطقة أو هدف آخر في لبنان.
وتكثّفت الضغوط الأميركية والأوروبية والعربية على الحكومة اللبنانية لإقناع حزب الله بإزالة الخيمتين في مزارع شبعا.
ووفق معلومات «البناء» فإن مضمون الوساطات التي حملها قائد اليونيفيل والسفيرة الأميركية الى الحكومة اللبنانية وللرئيس بري، إزالة الخيمتين مقابل انسحاب الاحتلال الإسرائيلي من الغجر، وهذا ما أبلغته الحكومة اللبنانية للموفدين الغربيين والعرب. ووفق المعلومات فقد أكد الجانبان اللبناني والاسرائيلي للموفدين الخارجيين استعدادهما لحل الخلاف في الغجر وشبعا بالواسطات والحلول السليمة، وأن لا نية لديهما بالتصعيد العسكري على الحدود.
الى ذلك، أوعزت وزارة الخارجية والمغتربين لبعثة لبنان الدائمة لدى الأمم المتّحدة في نيويورك بتقديم شكوى إلى الأمين العام للأمم المتّحدة ومجلس الأمن الدولي حول تكريس الجانب الإسرائيلي احتلاله الكامل واستكمال ضمّ الجزء الشمالي اللبناني لبلدة الغجر الممتد على خراج بلدة الماري ما يشكّل خرقًا فاضحًا وخطيرًا، يضاف إلى الخروق الإسرائيلية اليومية والمستمرة للسيادة اللبنانية وللقرار 1701 (2006).
وطلبت الوزارة «إدانة هذا الخرق المتعمّد للسيادة اللبنانية والانسحاب الفوري وغير المشروط من كافّة الأراضي اللبنانية المحتلّة».
والتقى وزير الخارجية والمغتربين في حكومة تصرف الأعمال عبدالله بوحبيب بسفراء الصين واسبانيا واليابان أمس، وقد تمّ بحث السبل الآيلة لوقف عملية قضم الأراضي اللبنانية المحتلة في الجزء الشمالي من بلدة الغجر الممتدّ إلى خراج بلدة الماري، وتمّ إبلاغهم بأنّ لبنان سيتقدّم بشكوى إلى مجلس الأمن الدولي لإزالة هذا الخرق وانسحاب «إسرائيل» من هذه المنطقة المحتلّة تطبيقًا للقرار 1701، طالبًا المساعدة لمعالجة هذا الخرق الذي يُضاف إلى الخروق اليومية العديدة والمستمرة التي تهدّد الاستقرار والهدوء في جنوب لبنان والمنطقة.
كما تمّ التداول بموضوع الخيمتين المنصوبتين في مزارع شبعا، وشدّد الوزير بوحبيب على أهميّة استكمال عمليّة ترسيم الحدود البرية، والبحث في كيفية معالجة النقاط الخلافية المتحفّظ عليها المتبقية ضمن إطار الاجتماعات الثلاثية، بما يعزّز الهدوء والاستقرار في الجنوب اللبناني، ويتوافق مع قرارات الأمم المتّحدة ذات الصلة.
في غضون ذلك، يستعدّ المبعوث الرئاسي الفرنسي جان ايف لودريان لزيارة لبنان مرة جديدة في الأيام المقبلة، والاثنين المقبل على الأرجح.
ولفتت مصادر إعلاميّة إلى أن اجتماع الخماسية سيعقد في الدوحة الاثنين المقبل، ويحمل عنواناً رئيسياً يتعلق بمدى نجاح البدء بالخيار الثالث وفق طاولة حوار توافقية ورعاية دولية.
وإذ شددت أوساط نيابية في الحزب الاشتراكي لـ»البناء» على أننا مازلنا مع التقاطعات وتأييدنا للمرشح جهاد أزعور طالما سبل الحوار والتوافق والتفاهم مسدودة، أشار مصدر نيابي في التيار الوطني الحر لـ»البناء» الى أن «الخلاف مع حزب الله يتركز على الملف الرئاسي، لكن لا خلافات في الملفات الاستراتيجية، وفي ذروة الخلاف بيننا لم نخلق اصطفافات مع الحزب لكن نلتقي معه على أن الحوار والتفاهم هو السبيل الوحيد لحل الأزمة الرئاسية».
وكشف المصدر أنه «بعد جلسة 14 حزيران هناك مقاربة ايجابية لحزب الله أكثر من قبل، لكن لا تتعدّى الطرح الكلامي الإيجابي لكن لا شيء عملياً وجدياً، ونتمنى أن تنحو الأجواء نحو الإيجابية». وأشار المصدر إلى «خلاف مع الحزب في الملفات الداخلية كالحكومة والرئاسة وادارة البلد لكن هناك تلاقٍ على مستوى الملفات الاستراتيجية لا سيما حماية المقاومة والدفاع عن لبنان وتحرير الاراضي المحتلة من العدو الاسرائيلية».
وكشف المصدر عن «تواصل بين الحزب والتيار لمرتين في الملف الرئاسي وحصل التقاء على ضرورة الحوار والتفاهم لحل الخلاف، لكن لا شيء ملموساً للانتقال الى مرحلة متقدمة».
وأكد رئيس «التيار الوطني الحر» جبران باسيل، أننا «عاودنا التحاور مع حزب الله بذهنية إيجاد حل من دون فرض او شروط مسبقة. وهذا الحوار الذي بدأ بوتيرة جيدة وإيجابية»، آملاً أن «يتكثف الحوار للوصول الى نتائج تأتي بالمنفعة لجميع اللبنانيين وليس لفريق على حساب فريق».
ولفت الى أن «الحكومة تتجرأ اليوم على العمل جدياً لتعيين حاكم مصرف لبنان الآن وقائد جيش لاحقاً». ولفت باسيل، الى أن «التخاذل من قبل بعض القوى السياسية جعل حكومة تصريف الأعمال على التجرؤ لعمل ما تقوم به اليوم وهذا بمثابة المجزرة اليومية بحق الدستور والميثاق اللبناني».
وأكد أن «الحلول موجودة امام الحكومة من خلال الالتزام بالدستور والمشكلة في وضع اليد على صلاحيات رئاسة الجمهورية»، مضيفاً «تعيين حاكم مصرف لبنان من قبل حكومة تصريف الأعمال يجعل اللبنانيين ينسون مسألة رئاسة الجمهورية وتسلم نائب الحاكم مسألة طبيعية».
واعتبر باسيل، أن «أي محاولة للتعيين بخلاف الدستور تتخطى وزير الدفاع سنعتبرها انقلاباً عسكرياً حقيقياً لن نسكت عنه»، مضيفاً «اللامركزية الإدارية حق والصندوق الائتماني هو واجب من أجل حقوق المودعين ولا حياة في لبنان من دون دولة ولن نقبل أن نكون جزءاً من مشروع محاصصة».
على صعيد آخر، كشف النائب سيمون ابي رميا أن البرلمان الأوروبي يتهيأ اليوم للتصويت على قرار ضد مصلحة لبنان في ملف النزوح. واشار ابي رميا في تصريح له عبر وسائل التواصل الاجتماعي، الى أننا «سنتصدى لكل المشاريع التآمرية. مصلحة لبنان فوق كل اعتبار، مع أصدقائنا الأوروبيين سنكون في المرصاد».

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى