الوطن

«القومي» يُحيي ذكرى استشهاد أنطون سعاده باحتفال حاشد في القاع نائب رئيس الحزب وائل الحسنيّة: سعاده رسم التاريخ الناصع بدمه من أجل ارتقاء الأمّة إلى مصاف الأمّم الحيّة حائزاً على رتبة الشهيد الأول ورائد الشهداء المقاومة هي السبيل الوحيد لتحرير فلسطين كل فلسطين وإزالة العدو الصهيوني عن كامل أرضنا

النائب حمادة: دم أنطون سعاده والشهداء الذي اختلط سينتصر وإن أمة فيها أمثال الزعيم انطون سعاده قادرة على الانتصار بوقفات العز

السبلاني: أنطون سعاده مفكّر وقائد وفيلسوف أسّس حزباً مقاوماً يحمل قضيّة ويُدافع عنها في معارك المصير والوجود

الحجيري: طريقنا طريق استشهاد الزعيم أنطون سعاده وجول جمال وجمال عبد الناصر وحافظ وبشار الأسد ومستمرّون مع السيد حسن نصرالله سيد العزة

الأب نصرالله: انطون سعاده رجل استثنائي قدّم لأبناء جيله ولأجيال لم تولد بعد فكراً نيراً تقدمياً ومبادئ يصحّ أن تكون نهج حياةٍ وباعثة نهضة وثورة اجتماعية.

أحيّا الحزب السوري القومي الاجتماعي، ذكرى استشهاد مؤسّسه أنطون سعاده، باحتفال حاشد في قاعة كنيسة مار إلياس – القاع، حضره وفد مركزي من قيادة الحزب ضمّ نائب رئيس الحزب وائل الحسنيّة وعميد الداخليّة رامي قمر وعضو المجلس الأعلى د. جورج جريج إلى جانب منفِّذ عام الهرمل محمد الحاج حسين وأعضاء هيئة المنفذيّة، ومنفّذ عام البقاع الشمالي محمد الجبلي وعدد من المسؤولين.
كما حضر الاحتفال نوّاب وفاعليّات سياسيّة وحزبيّة واجتماعيّة وثقافيّة وتربويّة ومن بينهم عضو كتلة الوفاء للمقاومة النائب الدكتور إيهاب حمادة، النائب ملحم الحجيري، عضو المكتب السياسي لحركة أمل الحاج مصطفى السبلاني، عضو قيادة حزب البعث العربي الاشتراكي في لبنان الدكتور أديب الحجيري، كاهن رعيّة القاع الأب إليان نصرالله، المهندس وديع ضاهر، مسؤول العمل البلدي في حزب الله في البقاع الحاج مهدي مصطفى، مسؤول قطاع البقاع الشمالي في حزب الله الحاج أحمد النمر على رأس وفد، مسؤول حركة أمل في الهرمل محمد ناصر الدين على رأس وفد، مسؤول تيّار المردة في بعلبك ـ الهرمل سمير عون، وفد من الحزب الشيوعي اللبناني، رئيس اتحاد بلديات الهرمل رئيس بلديّة الكواخ الحاج نصري الهقّ، رئيس بلدية القصر محمد زعيتر، رئيس بلديّة الهرمل الحاج صبحي صقر، رئيس بلديّة الشربين علي زين ناصر الدين، رئيس بلديّة رأس بعلبك منعم مهنا، رئيس بلديّة العين زكريا ناصر الدين، نائب رئيس اتحاد بلديّات شرقي بعلبك رئيس بلديّة حربتا كمال المولى، نائب رئيس بلديّة عرسال الدكتورة ريما قرنبي، مسؤول سرايا المقاوَمة في رأس بعلبك رفعت نصرالله، مدير معهد الهرمل الفنّي العالي محمد شمص، مدير ثانويّة رأس بعلبك زياد ناصيف، نائب أمين حزب شبيبة لبنان العربي صور التوم وعدد من فاعليات ووجهاء عائلات الهرمل والبقاع الشمالي ومخاتير عدد من القرى والبلدات.
استُهلَّ الحفل بالنشيد الوطني اللبناني ونشيد الحزب السوري القومي الاجتماعي. وقدّمت للاحتفال ريتا حسن التي رحّبت بالحضور وأوضحت دلالات إحياء ذكرى استشهاد مؤسّس الحزب في منطقة القاع.
وأضافت «هذه المنطقة تتربّع على ضفاف نهر العاصي الذي تحدّى وعصى نواميس الطبيعة، وهو يُشبه أبناءه الذين قدّموا الشهداء والتضحيات في معارك العزّ والكرامة وعلى طريق المقاومة وواجهوا كلّ أشكال الاحتلال من التركي إلى الفرنسي، فالمحتلّ الصهيوني وأدواته من مجموعات ارهابيّة».
كلمة أبناء القاع وبعلبك الهرمل
استهلت الكلمات بكلمة أبناء القاع ألقاها كاهن رعية القاع الأب اليان نصرالله وفيها قال:
أهلاً بكم في بعلبك ـ الهرمل، في بلدتنا الحبيبة القاع، يا من كنتم نموذجاً في العيش الوطني والفداء والوفاء، وأهلاً بحضرة نائب رئيس الحزب السوري القومي الاجتماعي، حضرة الأمين وائل الحسنية، والذي تعاونت معه لسنين كثيرة في شتّى المجالات الإنمائية والثقافية والاجتماعية.
شكراً لكم لأنكم شرّفتموني أن أمثّل أهالي بعلبك ـ الهرمل، في إحياء ذكرى استشهاد الزعيم انطون سعاده الأليمة.
«في تلك اللحظات ودّدتُ لو خبّأته في جبتي/ لو تمكّنت من إخفائه في قلبي/ أو بين وريقات إنجيلي. إن عظامي لترتجف كلما ذكرته».
هذه العبارة التي قالها الكاهن الذي عرَّف الزعيم انطون سعاده قبيل إعدامه، كلمات تعبر عن رجل استثنائي قدّم لأبناء جيله ولأجيال لم تولد بعد فكراً نيراً تقدمياً ومبادئ يصحّ أن تكون نهج حياةٍ وباعثة على نهضة وثورة اجتماعية.
فالزعيم انطون سعاده أول مَن استشرف الخطر الصهيوني وحذّر منه، فأتت شهادة القوميين على امتداد عشرات السنين، تأكيداً على هذه العقيدة الأبيّة والراسخة في الدفاع عن الوطن والأمة بوجه العدو الإسرائيلي.
سعادة وصف الإنسان بأنه قيمة اجتماعية بحد ذاته، هو أول من طرح فكرة العلمانية فكان الحزب السوري القومي الاجتماعي هو أول الأحزاب الذي ضمّ بين صفوفه مُنتمين من كل المذاهب والطوائف.
إن اغتيال سعاده هو وصمة عار في تاريخ أمتنا، حيث لم تتم محاكمته وفقاً للأصول القانونيّة، وجُرِّد من أبسط حقوقه الإنسانية والمدنية ومُنِع حتى من رؤية عائلته. فكانت رصاصات الإعدام بمثابة رصاصاتٍ بوجه الفكر والثقافة والحرية والسيادة والعدالة الاجتماعية والمواطنة.
لقد انخرط قوميّو بعلبك ـ الهرمل في الحزب السوري القومي الاجتماعي في أربعينيات القرن الماضي، فشكّلوا حتى يومنا هذا صمّام الأمان للسلم الأهلي في أحلك الظروف الأمنية والنزاعات الطائفية، فكانوا مثالاً لفكر سعاده اللاطائفي، والذي يهدف إلى تحقيق المواطنة الكاملة..
ولا بدّ من التنويه أيضاً بدور الحزب السوري القومي الاجتماعي في مكافحة الإرهاب والتصدّي للحركات الأصولية المتطرفة في لبنان وسورية، ومشاركته في معركة فجر الجرود إلى جانب جيشنا الوطني والشعب والمقاومة.
وهنا اسمحوا لي أن أشيد بدور الحزب السوري القومي الاجتماعي في إيصال النائب الدكتور مروان فارس إلى الندوة البرلمانية، فكان خير ممثلٍ لأبناء منطقة بعلبك ـ الهرمل وعلى امتداد الوطن في العلم والثقافة والمناقبية ونظافة الكفّ.
وقال: مات سعاده لكن حزبه بقي.. فعسى أن تزهر دماؤه حرية وعدالة اجتماعية مؤكدين على أهمية وحدة الحزب كما أراده سعاده ووحدة الوطن، في وقتٍ جُلّ ما نحتاج إليه هو الارتقاء بمجتمعنا حتى نبني دولة تحترم الإنسان والمواطن.
وختم: أيها الحضور الكريم.. كما لا بد لنا أن نستذكر شهداء القاع وشهداء أبناء منطقة بعلبك ـ الهرمل الذين قدّموا أنفسهم دفاعاً عن مبادئهم في الحفاظ على الأرض والتمسك بالعيش الواحد، ليبقى لبنان لكل أبنائه.
كلمة البعث
كلمة حزب البعث العربي الاشتراكي ألقاها الدكتور أديب الحجيري، فأشار إلى أن الزعيم أنطون سعاده خاض مواجهة من أجل أمته واستشهد من أجل مبادئ آمن بها وقاوم من أجلها.
وأكد الحجيري التمسك بالثوابت وفي مقدّمها ثابت تحرير فلسطين كل فلسطين، واستشهد بما قاله الرئيس الراحل حافظ الأسد «نحن نريد أن نؤسس لأجيالنا التي ستأتي بعدنا قضية يناضلون من أجلها خير من أن نورثهم سلاماً مذلاً يخجلون منه».
وقال الحجيري «المقاومة، ثقافة ووعي وإنتماء وعلى هذه الطريق سرنا منذ استشهاد الزعيم أنطون سعاده وجول جمال وجمال عبد الناصر وحافظ الاسد ومستمرون مع السيد حسن نصرالله سيد العزة والكرامة والصدق. (…) ومع القائد بشار الأسد الذي رفض إملاءات وشروط كولن باول، مؤكداً أنّ «كلفة مقاومة هذه الشروط هي أقلّ بكثير من كلفة القبول بها».
وعن الوضع الداخلي في لبنان قال الحجيري: نريد رئيساً للجمهورية لا يطعن القضية التي تمثل عنفوان أمتنا في الظهر، فالمقاومة ليست بحاجة إلى مَن يحميها وهي أرست معادلة توازن الردع ومنعت العدو الصهيوني من تحقيق أهدافه.
وإذ وجّه الحجيري انتقادات لتقاطع أزعور وما يسمّى نواب التغيير والسفارات وجمعيات الـ NGOS ، قال: «نحن لن ننسى مع مَن تآمر على لبنان ووقف مع العدو الصهيوني لأي سبب كان، إلا أننا نسامح ونمدّ يدنا للحوار من أجل وحدة لبنان وسيادته وحقوق شعبه».
وجدّد الحجيري دعوة أمين عام «البعث» في لبنان علي حجازي لقيام جبهة وطنية عريضة، وأكد التمسك بالثلاثية الماسية جيش وشعب ومقاومة وبالأخص المقاومة، لأن جيشنا ممنوع عليه السلاح ممن يسمون أنفسهم أصدقاءه، حتى من حلفائنا ممنوع عليه قبول الهبات العسكرية التي تشكل نوعاً من أنواع أسلحة الردع للعدو الصهيوني.
وقال: نحن تربينا في مدرسة قائدنا المؤسس حافظ الأسد على مبادئ المقاومة، ونحن دوماً وأبداً على هذا الطريق مع الدكتور بشار الاسد، هي مدرسة عنوانها الصدق والوفاء والكرامة والثبات على المواقف مهما كانت التضحيات.
وختم قائلاً: التحية إلى رفقاء الدرب في الحزب السوري القومي الاجتماعي وكل الحلفاء وعهداً أن نبقى معاً في الطريق نفسها.
كلمة أمل
وألقى عضو المكتب السياسي في حركة أمل مصطفى السبلاني، كلمة أشار فيها إلى «أنّ أنطون سعاده مفكّر وقائد وفيلسوف أسّس حزباً مقاوماً يحمل قضيّة ويُدافع عنها في معارك المصير والوجود. فقد ارتبطت حياة سعاده بحياة أمّته، ووضع أسساً ومداميك لارتقاء شعبه في مواجهة الويل الذي لحق به نتيجة حقبات الاستعمار التي عاثت تدميراً لحصار هذه البلاد وتجهيلاً لهويتها واستهدافاً لإنسانها».
وقال «اليوم ومن على منبر حزب أنطون سعاده، وفي هذه المنطقة العزيزة، منطقة القاع، نؤكِّد أنّ لبنان الذي دافعنا عنه وعن فرادته المتمثّلة بوحدة الحياة بين أبنائه، يضع على عاتقنا مسؤوليّة الحفاظ على هذه الفرادة، والفرادة ليست فقط في نسيجه الاجتماعي المتنوّع الأطياف، بل في نفوس أبنائه الذين اختطّوا درب المقاومة ضدّ العدو الصهيوني، وسجّلوا وقفات عزّ مشرِّفة في هذا القتال، فدحروه في بيروت وخلدة وكلّ المناطق وصولاً إلى التحرير عام 2000».
وشدّد على «أنّ ما يُعاني منه هذا البلد، يتطلّب من الجميع، الاستجابة وفوراً لدعوة الرئيس نبيه برّي، والذهاب إلى الحوار، من أجل انتخابِ رئيسٍ جديدٍ للجمهوريّة، وإنجاز كل الاستحقاقات التي تُساهم في انتظام مؤسّسات الدولة والقيام بمسؤوليّاتها على الصعد كافّة.
واعتبر أنّ «صون وحدة لبنان وسلمه الأهلي، يحتاج من الجميع وقفة مسؤولة، خصوصاً في هذا الظرف الدقيق، فالعدوّ الصهيوني هو تهديد دائم للبنان، ولا يمكن مواجهة هذا العدوّ إلاّ من خلال تمسّكنا بعناصر قوّتنا، ولذلك نحن نُشدد دائماً على المعادلة الماسيّة جيش وشعب ومقاومة، لأنّ هذه المعادلة هي التي تحمي لبنان، ونحن في حركة أمل ندرك جيداً نجاعة عناصر القوّة من خلال أفواج المقاومة اللبنانيّة التي خاضت غمار المقاومة في كلّ الجبهات والميادين وسطرت أرواع ملاحم البطولة، كما الحلفاء في الحزب السوري القومي الاجتماعي وسائر أحزاب المقاومة».
وأكّد «أنّ دعوتنا الدائمة هي إلى الحوار والتلاقي لنحمي بلدنا وأهلنا من شرور الانقسام والرهانات الهدّامة». وختم «نحن نُريد لبنان كما أراده الإمام موسى الصدر والزعيم أنطون سعاده، بلداً يحيا بالإخاء والوحدة بين أبنائه، وهذا يوجب الدفع باتجاه قيام دولة المواطنة الحقيقيّة التي تُحصِّن هذا البلد وتصونه».
كلمة حزب الله
وألقى عضو كتلة الوفاء للمقاومة النائب الدكتور إيهاب حمادة كلمة حزب الله، كلمة قارب في مستهلها الجانب الإنساني والحياة الواحدة باشارته إلى وقوفه في بلدة القاع، وهو ابن الهرمل الذي كان تلميذا في مدرسة القاع. وقال: أنطون سعاده دفع روحه ودمه ووجوده فداء لما كان يؤمن به، ولو قدّر له أن يعيش أكثر لاغتنت هذه الأمة من رؤيته ومن أفكاره ومن ما يحمل من منظومة إنسانية تجمع الإنسان كل الإنسان.
أضاف: حرّي بنا أن نلجأ الى بوابة العقل في مقاربتنا لفكر انطون سعاده، وفي ذكرى استشهاد الزعيم انطون سعاده نقارب أيضاً من بوابة المستقبل المستشرف الذي فيه استشراف على نقاط قوة هذه الأمة وعلى مكامن إبداعها وعلى إيماننا بإنسانها، وإذا عدنا الى انطون سعاده في لحظة من اللحظات، وإذا تجرّدنا جميعنا وعدنا الى قيمه وإلى فكره ومنظومته التي يحملها لكنا في خير وفي سلام».
وفي ما يتصل بالجانب السياسي، قال حمادة: «في موضوع رئاسة الجمهورية نؤكد أننا دعونا الى التفاهم والحوار. وهذه لَبِنة من لَبِنات مقولات انطون سعاده أي الدعوة الى الحوار وقبول الآخر بما يحمل هذا الآخر ارتكازاً الى القيم الإنسانية والحقيقية.
أضاف: أحدهم يقول إننا ندعو للحوار والتفاهم على سليمان فرنجية، والحقيقة أننا عندما دعونا الى طاولة حوار وتفاهم على اسم لرئيس الجمهورية لم نكن بعد قد أعلنا الدعم للمرشح سليمان فرنجية وحينها لم نلق أي جواب على دعوتنا أو اي تعليق إيجابي، بل اتهام وكيد في التعاطي ماريه فريق من اللبنانيين، تجاه الشريك الموجود في لبنان.
وتابع: في كل استحقاق كان سليمان فرنجية اسم مرتكز على مستوى الساحة المسيحية سواء إذا كنا نتحدث عن البطريرك أو عن القيادات المسيحية التاريخية. فسليمان فرنجية له حضوره واعتباره وقيمته وهو الأقدر والأجدار لمعالجة أزمة النازحين نتيجة علاقته العميقة والجذرية والتاريخية بسورية الأسد، بسورية الصمود، بسورية الانتصار، وأيضاً علاقته على المستوى العربي والإقليمي.
أضاف: قبل أن يتسلم الرئيس عون الذي نوجّه كل التحية له في ذكرى حرب تموز التي سجلنا فيها الانتصار في ظل وحدة اللبنانيين بجزء كبير منهم ومن ضمنها فريق التيار الوطني الحر، فكان الانتصار لكل لبنان، وحينها وقف الوزير فرنجية على خاطرنا في التزامنا مع الرئيس عون، وفضل هذه الوحدة التي تم جرى التصويب عليها وتوجيه الاتهامات.»
ولفت إلى أن: «مقاربة موضوع رئيس الجمهورية تكون بما له علاقة بمستقبل لبنان، وبما له علاقة بالاعتداءات الإسرائيلية الآن على قرية الغجر وانتم تعرفون ما حصل من توسع وجدار وهو ليس جداراً معدنياً، كما ورد في بعض وسائل الاعلام إنما بقواعد اسمنتية ترتفع 50 سنتيمترا، ولذلك جاءت رسالة الخيم في كفرشوبا.
وأضاف: «إزاء التوسّع في قرية الغجر والتهديدات «الاسرائيلية مفي موضوع الخيمتين اللتين نصبتا في كفرشوبا، فان الدولة اللبنانية معنية بتقديم شكوى، والقيام بحراك سياسي ودبلوماسي يظهّر الموقف من هذا الاعتداء الإسرائيلي. ومن هنا، من القاع، نعلن أن المقاومة بكل فصائلها، المقاومة الإسلامية والمقاومة الوطنية وكل الأحزاب التي وقفت واختلط دمها بدمها وأشلاؤها بإشلائها على كامل الأرض العربية وليس في لبنان فقط وليس في سورية فقط، إنما خارج هذه الجغرافيا هي جاهزة لأن تردع هذا العدو ولأن يكون ترابنا كما بحرنا عصياً على الاعتداء الإسرائيلي ولتصل الأمور إلى أبعد ما قد تصل إليه. وهذه الرسالة التي أوصلتها المقاومة الى الاسرائيلي».
وختم: «أيها الاعزاء نحن دائما في موقعنا الذي أصبح موقعا مثبتاً بدماء الشهداء، في حزب الله وفي حركة أمل وفي الحزب السوري القومي الاجتماعي وفي حزب البعث وفي كل الأحزاب الوطنية، هذا الدم الذي اختلط هو دم سينتصر وإن أمة فيها أمثال الزعيم انطون سعاده قادرة على الانتصار بوقفات العز».
كلمة «القومي»
وألقى نائب رئيس الحزب السوري القومي الاجتماعي الأمين وائل الحسنيّة كلمة استهلّها بتسليط الضوء على «المشروع الإنقاذي للامة الذي كان يعمل عليه أنطون سعاده والذي بسببه تعرض للاغتيال، فسعاده استُشهد من أجل أمّته وشعبه، بمؤامرة منظّمة نفّذتها أيدي الخونة الغادرة لحساب أعداء الأمّة والوطن».
وأكّد الحسنية أن سعاده «رسم التاريخ الناصع بدمه من أجل ارتقاء الأمّة إلى مصاف الأمّم الحيّة حائزاً على رتبة الشهيد الأول ورائد الشهداء».
ولفت الحسنيّة إلى أنّ «أعظم أعمال سعاده بعد العقيدة، إدراج نظام المؤسّسات ضمن الدستور، النظام الذي ساهم في بقاء واستمرار الحزب وانتصاره بعد استشهاده، الأمر الذي أيقنه الزعيم منذ تأسيس الحزب مؤكّداً أنّه سيموت أمّا حزبه فباقٍ»، مضيفاً أنّ «الحزب بقي واستمر مقدّماً آلاف الشهداء الذين نُحيي ذكراهم في الثامن من تمّوز من كلّ عام، كمّا للحزب نُخبة من الأسرى والجرحى والمُعذَّبين من أجل أن تتحصّن هذه الأمّة بتعاليم سعاده».
وأطلق الحسنية جملة من المواقف الثوابت فدعا إلى انتخاب رئيسٍ للجمهوريّة اليوم قبل الغدّ، رئيس يلتزم بثوابت لبنان وخياراته، لا بل اكثر من ذلك، نريد رئيساً يحمي ويصون عناصر قوة لبنان.
وشدّد الحسنية على ضرورة تطبيق الدستور اللبناني والبنود الإصلاحيّة في اتفاق الطائف. وإلى قانون انتخابي على أساس وطني لا طائفي.. وقانون للأحوال الشخصيّة وقانون للأحزاب قائم على أسُس وطنيّة.
ورأى الحسنية أن تطبيق اللامركزيّة الإداريّة لتسهيل أمور المواطنين وتخفيف الأعباء عنهم، أمر يجب أن يتحقق ربطاً بالانماء المتوازن. أما الذين يريدون اللامركزية الادارية مدخلاً للفدرلة والتقسيم، فإننا نقول لهؤلاء، دعواتكم مشبوهة ونحن لن نتخلى عن مسؤولياتنا في حماية وحدة لبنان واللبنانيين وتعزيز استقراره وتحصين سلمه الأهلي.
وإذ شدّد الحسنية على ضرورة القيام بإصلاحات بنيوية حقيقيّة في لبنان، وعلى الصعد كافة، دعا الدولة إلى ممارسة مسؤولياتها ودورها الراعي لحماية المواطنين من وطأة الازمات المعيشية والاجتماعية والاقتصادية المتفاقمة.
الحسنية أكدّ أنّ المقاومة هي خيارنا وقد أثبتت هذه المقاومة منذ انطلاقتها إلى اليوم أنها عنصر قوة للبنان وهي فخره وعزّه، وقادرة على حمايته من العدوانية الصهيونية، ولذلك فإن من يناهض المقاومة ويهاجمها يقدم خدمة للعدو الصهيوني الذي عجز هو ومن يقف خلفه عن النيل من المقاومة.
وأكد الحسنية أن لبنان هو جزء من محيطه القومي ومصيره مرتبط بمصير محيطه وعمقه القومي، ولذلك فان انتصار سورية على الارهاب، هو انتصار للبنان، والمطلوب من الحكومة اللبنانية أن تستثمر في هذا الانتصار، وتعمل مع الحكومة السورية على اعادة تفعيل الاتفاقيات المشتركة وتعزيز العلاقات المميزة وحل كل القضايا العالقة، لا سيما مسألة النازحين.
كما أكد الحسنية، أنّ «سورية مستمرة في معركة صون السيادة والكرامة، ولن يبقى على أي جزء من أرضها، لا بؤر ارهابية ولا احتلال أميركي ولا احتلال تركي ولا احتلال صهيوني، وأن اجراءات الحصار الاقتصادي القسرية التي تفرضها الولايات المتحدة الأميركية وحلفاءها على سورية لن تحقق أهدافها، فسورية التي انتصرت في الحرب ليست عاجزة عن الانتصار على هذه الحرب الاقتصاديّة المفروضة».
وختم بتوجيه التحيّة «إلى ابناء شعبنا في فلسطين وحيّا بطولاتهم في جنين»، داعياً إيّاهم جميعاً «إلى تزخيم المقاومة لأنّ المقاومة هي السبيل الوحيد لتحرير فلسطين كل فلسطين وإزالة العدو الصهيوني عن كامل أرضنا».

 

 

 

 

 

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى