أخيرة

ناصرٌ يشدُّ العزم قنديلٌ يكسرُ العتم

‭}‬ نادين خزعل
لم يكن صباح بيروت الأحد الفائت يشبه باقي توقيت الأزمنة.
ففي خضمّ تفشّي الابتعاد عن لبنان والمواطنة والثقافة، كانَ جمعٌ من نخبةِ أهل الفكر الذين تلاقوا في منتصف طريق، كلّ دروبه تؤدّي إلى الارتقاء والسموّ، لتتشكلَ الأفكار النهضويّة البنّاءة التي وحدها تبقى الأمل بترميم الكثير مما كُسرَ في دواخلنا في محاولة لالتئام جروحٍ غائرةٍ في فكرنا.
ناصرٌ منتصرٌ في كلّ رحى نقاشاته ويشهدُ له وعليه التاريخ والآتي…
قنديلٌ شعَّ نوراً من فكرٍ وحريّة فاندحر ديجور الجهالةِ والتبعية…
ناصر قنديل
اسمٌ بلا استئذان يقتحمُ فضاءَ قراءتنا ومدى استماعنا الرحب، يُلهمُنا، يعلّمنا، يثقّفنا، ينوّرنا، يُخبرنا، يشرحُ لنا، يدثرنا، يعانقُنا، يُدفئنا،
في حضرة ناصر قنديل، نشرّع نوافذ أفئدتنا وألبابنا وأبوابنا، هذا الرجل يسكننا، وفيه يسكن الوطن تاريخاً كان وتأريخاً سيكون…
بقلمِ صحافي متمرّس وبألمِ مواطنٍ يائس، وبمداد من الفوضى المتراكمة والمتاهة المحتدمة، وعلى صهوة الإنصاف لدَحرِ الإجحاف كتب ناصر قنديل:
«ثورة… مخاض أم متاهة؟ حسان دياب: حكومة فاشلة أم فرصة ضائعة؟»
وحول هذا الكتاب نظم اللقاء الإعلامي الوطني ندوةً في المكتبة الوطنية التابعة لوزارة الثقافة بحضور رئيس الحكومة السابق حسان دياب الذي بدا هادئاً مصغياً يسترجع تفاصيل حقبة سياسية لبنانية كان فيها هو رئيساً للحكومة…
وفي زمنِ تشتت الاتجاهات وضياع البوصلات، كانت سطور ناصر قنديل تُفنّد، تضع الأصابع على الجروح، تُنصف، تُدين، تقارب وتقترب وقاربُ الوطنِ لا يغرق لو أن الكلّ كالكلِّ الحقيقيّ الصريح المواجه…
ناصر قنديل، استمع إلى غسان جواد مقدّماً للندوة، وإلى الوزيرين القاضي محمد وسام المرتضى والطبيب رمزي مشرفية وإلى الدكتور بسام الهاشم والإعلامي قاسم قصير الذين ناقشوا كتابه وحللوه، وشكرَ الحشدَ الذي غصّت به قاعة المكتبة الوطنية واعتبرَه إيذاناً بأنّ لبنان ما زال بخير وما زالت عاصمته على هويتها الثقافية، وبتأثرٍ واضح أعرب عن أنّ هذا الحضور هو بمثابة تكريم له…

مقالات ذات صلة

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى