أولى

عين الحلوة: من يريدها مرة أو مالحة؟

مع سقوط ثالث مشروع لوقف إطلاق النار، وتجدّد الاشتباكات ليل أمس في مخيم عين الحلوة، يصبح السؤال مشروعاً، هل بقي ممكناً الحديث عن حادث أو انفلات عن السيطرة، رغم حجم الزخم الذي توافر لوقف إطلاق النار الأخير وتوجّه قادة العمل الوطني الفلسطيني الى المخيم للإشراف على تطبيق وقف إطلاق النار؟
نوعية ومستوى إطلاق النار وظهور نيات تدميرية وراءها، باستخدام صواريخ 107 ملم خلال الاشتباكات، وما ينتج عنها من هدم بيوت لن تتاح عملية إعمارها لاحقاً بسهولة، وما ينتج من تهجير مئات وآلاف الفلسطينيين، بصورة باتت الحياة في المخيم مستحيلة، تطرح أسئلة مشروع مع دخول الاشتباكات اليوم الرابع، حول وجود قوى فاعلة غير منظورة تقف وراء الدفع بتفجير الموقف ضمن خطة تنخرط في تنفيذها مجموعات ممسوكة استخبارياً على طرفي الاشتباك.
يقول الذين يخشون وجود مخطط لتكرار نموذج مخيم نهر البارد في مخيم عين الحلوة، إن الأيدي توجه فوراً نحو المخابرات في كيان الاحتلال التي تملك نفوذاً على بعض قادة أجهزة السلطة الفلسطينية من جهة، ومقابلها نفوذ مواز لأجهزة مخابرات إقليمية ودولية صديقة للكيان داخل الجماعات المسلحة التي تحمل عناوين إسلامية وتنتمي الى مناخ تنظيم القاعدة، خصوصاً تلك التي قاتلت في الحرب على سورية، ومنها المجموعات التي تم إبعادها عام 2019 الى تركيا وشمال سورية، ويشار بالإصبع إلى دور قطري وراء عودتها.
ينقل هؤلاء الخائفون من خطة لتدمير المخيم وتهجيره ما لديهم من معلومات حول نية إسرائيلية بالتخلص من هؤلاء الذين ينتمون إلى بلدات الجليل، الذين يشكلون امتداداً طبيعياً لمشروع العبور الذي يخشى الكيان من قيام المقاومة الإسلامية بتنفيذه في أي مواجهة مقبلة، ويشكل نقلهم الى بلداتهم الأصلية في العبور المقبل، الحلقة الأشدّ خطورة ضمن خطة العبور وفق المنظور الإسرائيلي.
الصورة السيئة للمسلح الفلسطيني التي نشرتها الاشتباكات بين اللبنانيين، التي حلت مكان الصورة المشرقة للمسلح الفلسطيني التي تعمّمت إثر عمليات المقاومة الفلسطينية في القدس والضفة والداخل الفلسطيني وخصوصاً معركة جنين البطولية، تكفي لمعرفة خطورة ما يجري، خصوصاً مع ظهور حملات تقودها أطراف لبنانية تسعى لفتح ملف السلاح داخل المخيمات على إيقاع هذه الاشتباكات، وصولاً الى مطالبة الجيش اللبناني بالتحرك، مقابل تعرّض الجيش للرصاص والقذائف من داخل المخيم ما يفتح الباب لتقدير وجود نيات توريط الجيش بالاشتباكات، عبر الاستفزاز وإسقاط الجرحى والشهداء في صفوفه.
البيان الأميركي حول الاهتمام بمتابعة ما يجري في مخيم عين الحلوة، يقول إن الأحداث مرشحة للاستمرار، أو انه من المخطط لها الاستمرار. ومن يتذكر معارك مخيم نهر البارد يتذكر أشياء كثيرة حول كيفية توريط الجيش فيها، وما ترتب على ذلك من تداعيات.
هناك كثيرون لا يريدون لعين الحلوة أن تبقى حلوة، بل يريدونها مرة أو مالحة على الأقل.

التعليق السياسي

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى