ثقافة وفنون

بيروت… يا بيروت

د. زينة جرادي*

بيروت يا عُمر العُمر
يا دُرةً غافيةً على المتوسط
يا أُمّ الشرائع ومنبع الأدباء والمفكرين والحكماء
يا مهد الحضارات وأرض القداسة
لا يليق بك ثوب الحداد
لا تطرب أرضك دماء الشهداء الأبرياء
لا تحجب الغيوم ثغرك البسام
يا بيروت…
***
حزنك اليوم هدَّني
وأنينك أوجعني
صارت دمعتي حطاماً
وصوتي أشلاء،
وصرت مثلك يا مدينتي شريدة ..
أيّ لعنة حلّت عليك
وأنت يا ثكلى موجوعة الأوصال،
تسكنين الهلع والخوف
تسكنين الفراق والدمار والموت
تذرفين دَامعةً على فلذات كبدك،
تنزفين الأمل
شوارعك بائسة،
وجوه أبناؤك ذابلة
حزنك عميق عميق…
***

لا يا بيروت…
أنت مدينة العشق والهوى والقصيدة،
شبابيكك مفتوحة على عراقة التاريخ،
ومصطبات منازلك أَوْرَقَ على جوانبها الياسمين،
يا مدينة الشهادة لا تبكِ
إنَّ دموع الشرفاء مواعظ،
لا تحنِ جبينك
فأنت عروس المدائن،
لملمي أحزانك وغطي الزمن بالعتب،
فأنت باقية لانقضاء الدهر،
ومن اعتدى إلى مزبلة التاريخ…
يا عروساً لطخوا ثوبها الأبيض بكراهيتهم،
فضّوا بكارة طهرها بأحقادهم،
ستعودين في مآذن الجوامع سورة،
في نواقيس الكنائس قرباناً،
وفي حكمة الموحدين آية …
***
تغتسلين بماء المتوسط،
وتتعطرين بالكرامة،
وتُزَفّين إلى التاريخ بتولا…
ستعودين يا سيدةً،
وستشرق شمسك الساطعة…
ستعودين بإذنه تعالى سيدة المدائن…
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
*كاتبة وشاعرة وإعلامية

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى