ثقافة وفنون

معرض دائم للمقاومة في بعلبك ضمن إطار السياحة الجهادية «حكاية الشمس للأرض»… توثيق للماضي والحاضر والنصر المقبل

عبير حمدان
رمزية المكان تحاكي حجم الإنجازات التي تحققت على إيدي المقاومة التي آمنت بقدراتها وحقها في تقرير مصيرها، وترسيخ وجودها تحت الشمس في مواجهة كل طامع بهذه الأرض التي تنبت العز والصمود عند كل محطة مفصلية لتحصد انتصاراً تلو الآخر.
ليس غريباً على بعلبك نسج خيوط التصدّي وهي التي قدمت فواقل الشهداء على امتداد الوطن ولم تزل تزخر بعطائها بمنأى عن كل الشوائب التي يحاول البعض تعميمها كصورة نمطية لها رغم أنها لا تشبهها.
هو مسار زمنيّ يوثق لمسيرة المقاومة ويأتي في وقت تتصاعد فيه التحديات ليؤكد على الثوابت المتمثلة بالدفاع المشروع عن البلاد وخيراتها وثرواتها وصون كل ذرة تراب فيها.
أتى افتتاح معرض «حكاية الشمس للأرض» احتفاء بالذكرى السادسة لعيد التحرير الثاني كوثيقة تاريخية للأجيال القادمة بحيث تبقى القضية الاساس حفظ المقاومة واهلها.
«البناء» جالت في المعرض بهدف الإضاءة على التفاصيل خارج إطار الدعوة الرسمية للافتتاح وبحسب السيد فراس الذي كان دليلنا في الجولة، فإنّ رمزية الموقع تكمن في أنه كان معسكراً للمقاومة في بدايات انطلاقتها، ليخبرنا عن الخط الزمني وأبرز العمليات الاستشهادية منذ الثمانينيات وصولاً الى الحرب السورية.
أما حول توقيت افتتاحه يقول السيد فراس: «أردنا أن نقدّم للأجيال مادة توثيقية دائمة ليتعرفوا على المسار الطويل وأخترنا ذكرى تحرير الجرود لنقدم للعالم الصورة المشرفة لرفض الاحتلال بكل اشكاله».
يضمّ المعرض ما غنتمه المقاومة من الآليات والمدرعات منذ العام 1982 مروراً بالتحرير الأول عام 2000 وانتصار تموز 2006 وصولًا للتحرير الثاني من العدو التكفيريّ للسلسلة الشرقية وجرود البقاع عام 2017. وتبلغ مساحته 10452 متراً مربعاً وكأنه يختصر مساحة لبنان القوي بمقاومته لا بضعفه.
ويشير السيد فراس إلى أن المعرض سيكون دائماً على غرار معلم مليتا ويقول: «هناك آليات لجيوش عربية كان الإسرائيلي قد استولى عليها وقمنا باستردادها إضافة إلى الآليات الإسرائيلية والأميركية التي غنمناها من العدو».
وخلال عمليات تجهيز المعرض ظهرت مغارة طبيعية سيتمّ العمل على تأهيلها لعرض جزء من الاسلحة الخفيفة وفق السيد فراس.
ولعلّ أبرز مقتنيات المعرض السلاح المضاد للطيران الذي تمتلكه المقاومة ليقول: «منظومة سام 6 للدفاع الجوي التي تكشف عنها المقاومة للمرة الأولى بشكل علني والعدو يعرف معنى أن تكون هذه المنظومة بحوزتنا، وبالطبع سيكون قد فهم الرسالة كما يجب».
اما في ما يتصل بجناح القوة الجوية فيقول: «الطائرات التي ترونها أمامكم موجودة في الخدمة الفعلية وهي النسخة اللبنانية عن الطائرات التي تستعملها روسيا في الحرب مع اوكرانيا، حيث أننا نمتلك تقنيات تصنيع الأسلحة من الطلقة وصولاً إلى الصاروخ».
وعن تعاطي الإعلام مع المعرض يقول: «من البديهي انّ الإعلام الذي يؤيد محور المقاومة تفاعل بشكل كبير، قبيل افتتاح المعرض تمّ تسريب بعض الصور التي حاول البعض ربطها بحادثة الكحالة بما يتنافى مع أي منطق عقلاني، ونحن نعرف أن الإعلام المضاد لن يكون راضياً عن كل ما نفعله ولكن حتى الآن لم يشن أي حملة مغرضة تجاه المعرض».
ويشير السيد فراس إلى أن المعرض استقطب عدداً كبيراً من الزوار وهو في أولى مراحله حيث ستكون هناك إضافات عليه من ضمنها «تلفريك» يصل المعلم بالقلعة حيث أنه يروي التاريخ الحديث الذي لا ينفصل عن تاريخ بعلبك وقلعتها.
وختم السيد فراس: «ما نقدّمه اليوم لشعبنا هو ضمن إطار السياحة الجهادية ومن يناصرنا سيفرح به، والعدو سيدرك حجمه بشكل أكثر وضوحاً».

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى