عربيات ودوليات

خبير دولي يحذر من فوالق تبتلع جزءاً كبيراً من مياه النيل في سدّ النهضة

قال الخبير الدولي في قضايا المياه ضياء الدين القوصي، إنّ ما تقوم به إثيوبيا يؤكد أنها لا تقدّر النتائج في ما يتعلق بأزمة سد النهضة، مشيراً إلى أنّ «صبر مصر لا بدّ أن ينفد».
وأوضح في تصريحات لـRT، أنه منذ منتصف تموز الماضي وحتى الآن أيّ ما يقرب من 55 يوماً، قامت إثيوبيا بتخزين حجم كبير من المياه يتراوح ما بين 20 إلى 25 مليار متر مكعب، مشيراً إلى أنّ هذا الحجم يمثل 40% من الإيراد الطبيعي للنيل الأزرق.
وكشف أنه على ما يبدو فإنّ حجم ما تمّ تخزينه يزيد عن حجم إيراد النيل، مشيراً إلى أنّ هناك «فواقد كبيرة» في عملية التخزين، حيث أنّ السدّ تمّ بناؤه على فوالق وفي الأغلب أنّ تلك الفوالق «تبتلع» جزءاً من المياه، مشيراً إلى أنّ إيراد تموز وآب ونصف أيلول يزيد عن حجم المياه التي تمّ تخزينها خلال تلك الفترة بكثير، وهذا من شكل الهطول المطري على الهضاب الإثيوبية المستمر منذ كانون الأول الماضي.
وأوضح القوصي أنه لو تمّ طرح الفواقد وما تمّ تخزينه من المياه من الإيراد الطبيعي للنهر، سيكون حجم المياه المتبقية 20 مليار متر مكعب فقط، ومن المفترض أن يمرّوا فوق الممرّ الأوسط حتى يصلوا إلى مصر والسودان، معرباً عن مخاوفه من وصول حجم قليل من المياه إلى مصر.
وأضاف أنّ مصر كانت تحصل من النيل الأزرق على حجم مياه يتراوح ما بين 30 إلى 40 مليار متر مكعب سنوياً، ولكن هذا العام لن تحصل على نصف هذا الحجم وهنا تكمن خطورة الموضوع، مشيراً إلى أنّ مصر لن تأخذ من النيل الأزرق نصف حصتها السنوية، ولفت إلى أنّ مصر قد تلجأ إلى سد هذا العجز من مياه السد العالي، ولكن هذا الأمر لن يستمرّ طويلاً لأنّ تكرار السحب من مياه السد العالي بكميات كبيرة سيؤثر سلباً على حجم المياه في بحيرة ناصر.
ووصف الخبير الدولي ما تقوم به إثيوبيا بمثابة «اللعب بالنار»، والحلّ الوحيد لكلّ هذه القضايا هو الجلوس مع مصر، وأن يتم الاتفاق مع كافة قواعد الملء، وهذا ما ينص عليه اتفاق المبادئ بين مصر وإثيوبيا والسودان، مشدّداً على أنّ الصبر المصري لا بدّ أن ينفذ، فالمسألة لا تحتمل إصابة 100 مليون مصري بالعطش، ولا أحد في العالم يقبل بذلك.
وأشار إلى أنّ الجانب الإثيوبي يدخل في المفاوضات دون نية للتوصل إلى حلول للأزمة، ولكن من أجل كسب الوقت واستهتار بمصالح المصريين، ولا يقدّرون حجم الضرر الذي قد تتعرّض له مصر.
وفي وقت سابق الأحد، أعلن رئيس الوزراء الإثيوبي آبي أحمد، انتهاء عملية تعبئة سد النهضة الضخم على النيل الأزرق، والذي يشكل مصدر توتر مع مصر والسودان.
وأعلنت وزارة الخارجية المصرية أنّ إتمام إثيوبيا عملية الملء الرابع لخزان سد النهضة يعدّ استمراراً من جانب إثيوبيا في انتهاك إعلان المبادئ الموقع بين مصر وإثيوبيا والسودان.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى