أولى

سقوط السردية القطرية

منذ مغادرة المبعوث الفرنسي جان ايف لودريان لبيروت في الزيارة السابقة في أواخر شهر تموز الماضي، وهناك حملة منظمة يقودها عدد من المحللين والمشاركين في البرامج التلفزيونية على القنوات الكبرى، وعدد من كتاب الصحف، مضمونها أن لودريان قد لا يعود، وإن عاد فإنه سوف يودّع لبنان وينهي مهمته، وأن اللجنة الخماسية التي من المقرر ان تجتمع في الدوحة، سوف تنقل قيادة المساعي في لبنان الى قطر، وأن ذلك يتم بدعم سعودي مباشر، وأن الموفد القطري الذي يملك مؤهلات استثنائية ويملك علاقات مفتوحة مع الجميع في الداخل والخارج، سوف يقود مساعي الوساطة لبلورة حل يبدو واضحاً أن عنوانه الوحيد هو قائد الجيش العماد جوزف عون.
جاء لودريان إلى بيروت، وبمعزل عن ما قاله في اللقاءات التي نظمها مع جميع الأطراف، فإن الحدث البارز كان في ما شهدته السفارة السعودية من لقاء نيابي لنواب الطائفة السنية بحضور مفتي الجمهورية، جاء تتويجاً لاجتماعات باريس السعودية الفرنسية التي شارك فيها لودريان والسفير السعودي وليد البخاري. وما قاله لودريان والبخاري كان واضحاً، أن فرنسا والسعودية شريكان في العمل معاً لمساعدة لبنان للخروج من الفراغ الرئاسي، وأنهما متفقان على تبني مبادرة رئيس مجلس النواب نبيه بري، وأن هذه المساعي متواصلة، ولودريان سوف يضع اللجنة الخماسية في صورة مساعيه ونتائجها في اجتماع نيويورك في 19 الشهر الحالي، ثم يعود الى بيروت مطلع الشهر المقبل.
السؤال ليس موجهاً للذين قادوا حملات الترويج، واليوم ينتقلون إلى ترويج آخر لتغطية سقوط نظرياتهم وفرضياتهم، فيسوقون نظرية سقوط ترشيح الوزير السابق سليمان فرنجية مرفقاً بجائزة ترضية اسمها سقوط ترشيح الوزير السابق جهاد أزعور. وكان معلوماً أن وظيفة ترشيح ازعور هي هذه أن يسقط هو وفرنجية معاً، وينتقل هؤلاء إلى الحديث عن بدء البحث عن مرشح ثالث، على قاعدة لا فرنجية ولا ازعور، تعني هذا الانتقال، وينسبون القول للمبعوث الفرنسي، وهو لم يقل أكثر من استخلاص نتيجة جلسة 14 حزيران بالقول، لقد ثبت أن لا فريق يستطيع أن يأتي برئيس بمفرده.
السؤال هو للذين صدّقوا الرواية التي تقول بسقوط الدور الفرنسي لصالح الدور القطري بدعم سعودي، وثبت أنها رواية غير صحيحة، هل سوف يصدّقون تتمة الرواية بالحديث عن سقوط ترشيح فرنجية؟

التعليق السياسي

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى