ثقافة وفنون

ندوة عن الأديب الفلسطيني محمود موعد في ثقافي أبو رمانة

أقام المركز الثقافي في أبو رمانة ندوةً بمناسبة مرور ذكرى رحيل الأديب الفلسطيني الدكتور محمود موعد، تضمّنت تسليط الضوء على أدبه وكتابته وانتمائه للقضية الفلسطينيّة ومحبّته لزملائه والمثقفين ومحبة الجميع له، وشارك فيها عدد من النقاد والأدباء والشعراء.
وقال الدكتور الناقد عبد النبي اصطيف: إن أدب الراحل الدكتور محمود موعد كان يحتوي الوعي الإنساني الذي يرتكز على المنطق ويسجل من خلال أدبه لحظات ما قبل الشعور، الذي كان يدور في ذهنه، لذلك كان يصمت في كثير من الأحيان، ومن خلال قصصه يمكن أن نعرف ما كان يدور في ذهنه خلال الصمت، إضافةً إلى تميزه بالصدق واحتوائها على ما يدور بينه وبين المتلقي، مشيراً إلى وجود القضية الفلسطينية في أكثر قصصه ورواياته التي جمعت بين الواقع والخيال.
ورأت الدكتورة الناقدة ماجدة حمود أن الراحل موعد كان فخر فلسطين وكان استثنائياً، لأنه جمع بين القول والفعل من خلال قدرته الفائقة على العطاء، فاهتمّ بالنهضة العربية التي تقوم على الثقافة، فجمع بين الثقافتين الغربية والعربية الأصيلة، وفي كتاباته ظلّ محافظاً على الحلم الفلسطيني وأهمية العمل على تحقيقه في التحرير والنصر والعودة، مع التأكيد على القيم وتنفيذها خلال استخدامه اللغة الواقعية.
وبيّن الدكتور الناقد ثائر عودة أن الدكتور موعد هو الفلسطيني الإنسان والمثــقف المجتهد الذي لعب دوراً في تكوين فكر المخــيم وتنشيط العمل الثقافي، من خلال اتصالاته وحضوره وعمله ومحبّته لكل من يتعامل معه ومحبة الآخرين له، وجمع بين الأدب بأشكاله في القصة والشعر والرواية والترجمة.
وأشار الأديب الدكتور حسن حميد إلى قوة وأهمية العلاقة التي تربطه بالدكتور موعد، ومعرفته من خلاله بكثير من الأصدقاء الأدباء والأماكن الثقافية الجميلة على مستوى سورية، وأنهما طرحا القضية الفلسطينية في كثير من الأماكن وفي المؤسسات الثقافية والجمعيات والصالونات، مبيناً أن الدكتور موعد كان يميل إلى الصمت والتعبير عما يجول بنفسه بصدق وفنية عالية.
وأوضح الشاعر محمد خالد الخضر في شهادته أن الدكتور الأديب موعد كان حريصاً على القضية الفلسطينية ووجودها بأغلب كتاباته ومواقفه، مستشهداً بديوانه الشعري الذي صدر بالفرنسية وترجمه إلى العربـــية بعنوان (برقوق من فلسطين)، ومدى محبة المتلقين لحضوره الثقافي والأدبي وتقدير كل الأشكال الأدبية التي كان يكتبها.
أما الناقد أحمد هلال الذي أدار الندوة فبين أنه في لحظة استذكار ووفاء يستدعي الأكاديميون والمثقفون والأدباء ذكرى الأديب موعد الحية الباقية، ليقرؤوا مشروعه الإبداعي والمعرفي والثقافي في رحلته التراجيدية عبر المكان والزمان واللغة، هي لحظة وفاء فارقة، لرجل استثناء تماهى مع حلمه الكاشف، وحبره المضيء بأزمنته، فكان ذاكرةً ثقافيةً خصبةً وملونةً.
وقال الأديب والمترجم عماد موعد، نجل الراحل: إن محمود موعد كان يجمع المتناقضين وصديقاً للمختلفين، لا يبالي بكثير من القضايا الصغيرة التي يختلف فيها الآخــرون، كان قـــادراً على الحــبّ، لذلك تخلّص من الحقد، فملك روح الشعر والحياة، كان رقيــقاً وفــي الوقــت ذاته عنيداً في مبادئه وفــي حــبّ فلســطين، إلا أنه عناد منزّه عن هوى النفــس، مقــيّد بالأخــلاق، مضيفاً: إنه كان يجد في إبداع الآخرين إبداعاً له، يفرح له وكأنه إبداعه.
وفي اختياراته ومواقفه بعيداً عن الحسابات الشخصيّة، ينحاز للوطن والإبداع بعيداً عن الشخصنة وبعيداً عن البطولات.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى