أولى

طريق الحرب أُغلق…

‭}‬ تمجيد قبيسي
ناقوس الاغتيال السياسي يدقّ باب نتنياهو، خياران فقط أمامه، إما دخول غزة برياً كتغييرٍ لقواعد اللعبة إقليمياً للاتجاه نحو حرب شاملة تورّط الأميركي الذي لا يجرؤ على حمل خطيئة حاملة الطائرات في الحرب وفتح الباب أمام تفعيل وحدة الساحات التي تبدي جهوزيتها وخصوصاً الجبهة الشمالية بعد استهداف حزب الله كاميرات وتجهيزات العدو الفنية المثبتة على جدار مستوطنة المطلة وتعطيلها، وتعمّد ضرب منظومات الاتصالات وتحصينات المواقع الحدودية كرويسات العلم والراهب وزرعيت في ردوده لتجهيز الظروف انْ تمّ اتخاذ قرار الاقتحام البري من الجليل، أما الجبهات الأخرى كاليمن والعراق وسورية ستتصرف، السيد السيستاني أعطى الفتوى، الحشد الشعبي هدّد، الحوثي حذر، والجولان سيكون باباً برياً مريحاً الى جانب الجليل.
في إطار العواقب يعرف الأميركي أنها لن تقتصر على الشرق الأوسط، لا بل على صعيد جميع الجبهات عالمياً، وستُستهلّ بجبهة أوكرانيا – روسيا ، ويعرف بايدن تردّدات هذا على الانتخابات الرئاسية، كما يعلم أنه يشكل تهديداً على مصير الولايات المتحدة وهيمنتها عالمياً، بحيث يصل صدى الخطر حتى على سحب البساط الاقتصادي من تحته وليس السياسي والعسكري فقط.
الخيار الثاني أمام نتنياهو هو الرضوخ للسيناريو الذي جاء به بلينكن بالأمس، والعمل بالمبادرة القطرية وإيقاف القصف على غزة مع فكّ الحصار وفتح معبر رفح، وهنا يُسجل للموقف المصري ثباته منعاً لتهجير أهالي غزة، الأمر نفسه الذي يرفضه الملك عبدالله الثاني الذي يتخوّف مستقبلاً من تهجير أهالي الضفة الى الأردن، ومقابل هذه النقاط تسليم الأسرى المدنيين فقط، وهذا ما شدّد عليه وزير خارجية إيران الدكتور حسين أمير عبد اللهيان بقوله «الأسرى العسكريون خط أحمر»، وبهذا تنتقل الكرة الى ملعب المفاوضات، ويُحرَق نتنياهو سياسياً، ليُفتح طريق رئاسة الحكومة أمام لابيد الذي امتنع مع ليبرمان عن المشاركة بحكومة الطوارئ لضمان دور في ما بعد عهد نتنياهو.
في سياق المفاوضات التي ستجري، يعرف الأميركي انّ صفعة 7 أكتوبر، لها تردّدات على فالق منطقة الشرق الأوسط، ففي لبنان سيحقق حزب الله انتصاراته السياسية وسيُجبر الأميركي على فكّ الحصار الاقتصادي، كما في سورية التي سيُصبح قانون قيصر ضدّها حبراً على ورق، أما الفرات فسيشهد على غرق التواجد الأميركي، فموازين القوى رُسمّت، ومحور المقاومة بقوته التي اربكت «الإسرائيلي» وأقلقته بكلّ خطواته، تتزايد أكثر فأكثر تمهيداً لإنسحاب أميركي من المنطقة، فنحن أمام شرق أوسط جديد في كلا الحالتين وحتى بحال قرع طبول الحرب الضروس التي تسحق جبروت نتنياهو…

 

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى