الوطن

مجلس الوزراء أكد احترامه لحريّة التعبير من دون قيد ووافق على خطتي وزارتي الأشغال والصحة بإدارة الكوارث

وافق مجلس الوزراء على خطّتيّ وزارة الأشغال العامة والنقل ووزارة الصحة في ما يتعلق بإدارة الكوارث وترفيع أفراد الهيئة التعليميّة في الجامعة اللبنانيّة.
وكان المجلس انعقد أمس في السرايا، برئاسة رئيس الحكومة نجيب ميقاتي وأذاع مقرّراتها وزير الإعلام زياد المكاري الذي قال “في مستهلّ الجلسة طلب دولة رئيس الحكومة من الوزراء الوقوف دقيقة صمت حداداً على الشهداء الذين سقطوا في جنوب لبنان وغزّة من جرّاء العدوان الإسرائيليّ. وتحدّث دولة الرئيس فقال: اليوم، أكثر من أي وقت مضى، تتجه أنظار اللبنانيين القلقين، إلى الحكومة، من جراء استمرار الاعتداءات الإسرائيليّة في الجنوب والعدوان المستمرّ على قطاع غزّة، لمعرفة ما نقوم به من اتصالات ونتخذه من إجراءات لمواكبة ما يجري”.
أضاف “طوال الأيّام الماضية، واصلت إجراء الاتصالات واللقاءات الديبلوماسيّة لشرح الموقف اللبناني ومطالبة الدول الصديقة بالضغط لمنع التعديات الإسرائيليّة وامتداد النيران إلى الداخل اللبنانيّ. صحيح أنّ الحرب لا تزال محصورة في قطاع غزّة، ولكن ما يحصل في الجنوب وسقوط الشهدء يوماً بعد يوم، فهذا الأمر يجب التوقف عنده. من هنا، كانت مطالبتنا الدائمة للدول الشقيقة والصديقة بأن تقوم بالضغط اللازم لوقف الاستفزازات والتعديات الإسرائيليّة على لبنان. كما أنّ المجزرة الرهيبة التي حصلت في غزّة دليل صارخ على أنّ العدو لا ضوابط لعدوانه، فلا كلام يمكنه أن يصف ما حصل. والسؤال المؤلم الذي يُطرَح في هذا السياق، أين العدالة الدوليّة؟ فعندما تنتفي العدالة يُصبح العالم بأسره في خطر”.
وتابع “نحن مستمرّون في اتصالاتنا بشكل مكثف. لقد تلقيتُ في الساعات الماضية بعض الأجواء الديبلوماسيّة التي أبدت تفهماً للمخاوف اللبنانيّة ووعداً باستمرار السعيّ لوقف الاعتداءات الإسرائيليّة. وآخر هذه الاتصالات حصل قبل بدء الجلسة بدقائق من قبل الأمين العام للأمم المتحدة السيد أنطونيو غوتيريس الموجود في القاهرة، والذي وضعني في أجواء الاتصالات، تمهيداً لعقد مؤتمر في القاهرة يوم السبت المقبل”.
وأردف “في إطار الخطوات العملانيّة، اجتمعتُ مطوّلاً مع حاكم مصرف لبنان واطلعتُ منه على الإجراءات التي يتخذها لتأمين الاستقرار النقديّ وضبط سعر الصرف، وأنا مطمئن إلى الخطوات التي تُتّخَذ. كما عقدت اجتماعاً مع هيئة إدارة الكوارث والأزمات الوطنيّة لبلورة الخطوات التنفيذيّة المطلوبة لمواجهة ما قد يحصل. وانتهينا إلى سلسلة من المقرّرات والخطوات التي سنتخذ القرارات المناسبة في شأنها. كما عقدت هذا الصباح (أمس) اجتماعاً موسّعاً مع الوزراء المختصين والمنظّمات والهيئات الدوليّة العاملة في لبنان وبحثنا في سبل التنسيق وتعيين أشخاص يتولون التنسيق ويبدأون بالعمل فوراً”.
وختم مؤكّداً “أنّنا مستمرّون في العمل بكلّ طاقتنا والإمكانات المتوافرة لتحصين الوضع الداخليّ إزاء الأحداث”.
أضاف وزير الإعلام “بعد ذلك، توقّف مجلس الوزراء عند الاحتجاجات الشعبيّة وما رافقها من حالات شغب وإضرار بمصالح المواطنين، فأكّد احترامه لحريّة التعبير من دون قيد، ولا سيّما في ضوء الحدث الجلل الذي يحصل في غزة، خصوصاً أنّ هذه الحريّة مصانة بنصّ الدستور. وفي المقابل، طلب المجلس من الأجهزة الأمنيّة اتخاذ ما يلزم من إجراءات في سبيل حماية الأملاك العامّة والخاصّة ومنع المندسين وإحالتهم على القضاء المختصّ”.
بعد ذلك، درس مجلس الوزراء جدول أعماله وأقرّ معظم بنوده، ومن بينها الموافقة على خطّة وزارة الأشغال العامّة والنقل ووزارة الصحة في ما يتعلق بإدارة الكوارث. كما تقرر ترفيع أفراد الهيئة التعليميّة في الجامعة اللبنانية”.
وعن ملف البريد، قال “لقد استمع مجلس الوزراء إلى عرض رئيس ديوان المحاسبة. وبعد النقاش، تقرّر إرجاء البحث في هذا البند إلى الجلسة المُقبلة ودعوة رئيس هيئة الشراء العام لاستكمال البحث”.
من جهته، قال وزير الأشغال العامّة والنقل الدكتور علي حميّة “بالنسبة لموضوع الحفاظ على حسن سير وانتظام العمل في مطار رفيق الحريري الدوليّ بيروت، قامت وزارة الأشغال العامّة والنقل بإعداد تقرير شامل حول الثغرات والأمور والمتطلّبات التي كانت في حاجة إلى موافقة مجلس الوزراء، وهي مؤلفة من 13 بنداً، وتمت اليوم الموافقة عليها من قبل الحكومة اللبنانيّة، وسنعمل كخلية عمل مع مجلس الإنماء والاعمار والشركات الخاصّة التي لديها عقود مع الدولة اللبنانيّة من حيث تحسين انتظام العمل في مطار رفيق الحريري الدوليّ بيروت، وخطط الطوارىء والخطّة التي تقوم بها وزارة الأشغال العامّة والنقل المتعلقة بالجسور والطرق، المرافىء التجاريّة الأربعة، صيدا، صور، بيروت وطرابلس، ومطار رفيق الحريري الدوليّ بيروت”.
أضاف “بالتالي، في أيّ حدث، أيّ دولة في العالم تُجهّز نفسها لتلافي أيّ مخاطر قد تحدث على البنى التحتيّة، وهذا الأمر لا يعني أننا ذاهبون نحو السلبيّ أو الإيجابيّ، بل على العكس، أعددنا خطة في وزارة الأشغال لنتمكن من أن نكون على جهوزيّة كاملة من حيث الأمور الفنيّة والمتطلّبات الماليّة التي نحن بحاجة إلى موافقة مجلس الوزراء عليها. وبالتالي، تم اليوم إقرار هذه الخطّة من قبل مجلس الوزراء لتكون وزارة الأشغال جاهزة لأيّ تداعيات أو أيّ أمور من الممكن أن تهدد البنيّة التحتيّة لمرافقها المهمّة”.
بدوره قال وزير الصناعة جورج بوشكيان “هناك أمر أساسيّ حصل اليوم في مجلس الوزراء، حيث تم طرح موضوع مطاريّ القليعات ورياق، وهذا الموضوع طرحناه كوزارة صناعة، وأعلمَنا وزير الاشغال بأنّه سيدرس جدوى هذين المطارين لتحويلهما إلى مطارات للشحن الجويّ ورحلات “التشارتر” ليكونا في المرحلة المقبلة على خارطة الطيران المدنيّ في لبنان”.
وأشار وزير الثقافة القاضي محمد وسام المرتضى في بيان، إلى أنّه “‏عطفاً على موقفنا صباحاً الذي تضمّن استنكار ما جرى في عوكر لجهة التعدّي على أملاك الافراد وتخريبها وحرقها، طلبتُ في بداية جلسة مجلس الوزراء تأكيد الحقّ في الاحتجاج ولا سيما في ضوء الأحداث المؤلمة التي تحصل وآخرها محرقة مستشفى المعمدانيّ، واستنكرتُ التجاوزات التي طالت الأملاك الخاصّة والفرديّة، وطالبت الجهات الأمنيّة بالحرص على مواكبة الاحتجاجات وعلى السهر على عدم حصول أية تجاوزات بمعرضها، كما طالبت بتكليف الهيئة العليا للإغاثة بإجراء مسحٍ للأضرار تمهيداً للتعويض على المتضررين، وقد وافق مجلس الوزراء مشكوراً على هذه الطلبات».
وقال “نعم للتعبير عن الرأيّ والتضامن مع فلسطين المظلومة، لا للمندسّين والغوغائيين، لا للتعدّي على الأملاك الخاصّة والعامة وإحداث الفتن بين اللبنانيين”، معتبراً أنّ “التعدّي على الأملاك العامّة والخاصّة يولد الفتن ويخدم إسرائيل”.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى