ثقافة وفنون

معرض «أرضي» يفتح أبوابه برعاية وزير الثقافة وإعلان إطلاق المنصة التدريبية الالكترونية «شتلة وحرفة»

يستمرّ معرض “أرضي” أمام زواره الذين تجاوز عددهم 30 ألفا، وكان قد افتتح برعاية وزير الثقافة القاضي محمد وسام المرتضى ممثلًا بالإعلامي روني ألفا الذي أعلن اطلاق المنصة التدريبية الإلكترونية “شتلة وحرفة”.
وقال: “نجتمع هذا المساء حول شَتلَةٍ وحِرفَة. والشتلةُ نباتٌ وحجرٌ وإنسانٌ وأرضٌ مقاوِمَةٌ كما الحِرفَةُ بوابَةٌ للصمودِ والبقاءِ ولمواجهةِ الحياةِ بِصُروفِها ومصاريفِها. وما أنتم أيها الإخوةُ والأخوات إلا منصَّةَ العبور إلى هذا الصمود المجتمعي الذي لا يقل أهمية عن صمود ومقاومة حماة الثغور على الحدود”.
وتابع: «نكبُرُ بمبادرَتِكُم ونعتبرُها صمّامَ أمانٍ لآلاف المواطنين الذين يواجهون البطالة الدائمة أو المؤقتة أو الذين يعيلون عائلاتهم أو أنفسهم ما يتيح لهم الاستقلالية وإعادة بناء الذات الواثقة وترميم المعنويات التي كادت تقضي عليها الأزمة بعد ضربِها للبنان منذ أكثر من خمس سنوات. وما يجعلُ من فخرِنا مضاعفًا هو حبُّكُم للأرض ومن فيها لأن الأرض بدون شعبها قفرٌ وصحراءٌ والأرضُ هي العرضُ والشرفُ والكرامةُ بمن فيها، ولذلك كان هدفُكُم تعزيزَ بشرِها وحجرِها ورفدِها بالخبرة والعلم والتقنيات والوسائل الحديثة والحضارة الرقمية بما يدعم المهارات ويقوّي من شَكيمةِ المواطنين والمواطنات في بلداتهم ويجذّرهم في أماكن تواجدهم ويخفف من وطأة الهجرة الداخلية باتجاه العاصمة المكتظة والتي تندر فرص العمل فيه.
بهذه المعايير أنتم مقاوِمون درجة أولى. مقاومون بأسلحة دمار شامل ضد العدو الذي يتربّص بنا لأن أكثر ما يخيفه ايها الاخوة أن يبقى اللبناني في أرضه يسوّرُ بيتَه ويهتمُ بحقله ويُكثِرُ من ذريَّتِه خصوصًا على حدودنا مع فلسطين المحتلة حيث تسطِّرُ المقاومة الفلسطينية مؤازَرَةً بالمقاومة في لبنان والمحور انجازات ٍسيكتبُ عنها التاريخ على انها صانعةٌ التاريخ”.
اضاف: «ثِقوا أيها الإخوةُ ان درب الحرية يشقُّهُ الشهداءُ وخصوصاً من كان منهم على طريق القدس، القدس مدينةُ المدائن التي توحَّدتْ فيها المسيحيةُ والإسلامُ حتى لكأَنَّكُم ترون مقاومينَ وُلدوا على دينِ الله وسنَّةِ رسولِه ومقاومينَ آخَرين وُلدوا في أجران المعمودية لأن المقاومةَ دينُ الإنسانية وضميرُ الإنسانية جمعاء. لقد سمعنا يوم أمس خطابًا سجَّلَ اعلى نسبةِ مشاهدةٍ منذ عدوان تموز ٢٠٠٦ فوقفَ العالمُ يترقَّبُ سُبَّابةَ رجلٍ واحد وكلمةَ رجلٍ واحد وايماءةَ رجلٍ واحد، وهذا فخر للبنان الذي أضحى أقوى دولةٍ في العالم العربي، نعم أقوى دولة بقوة مقاومتها ودعم جيشها وشعبها والأهم لأنها دولة تنطق بالحق في مواجهة الباطل وبالتحرّر في مواجهة العبودية، وليس هناك من دولة أقوى من تلك التي تملك قوة تحقيق الحق وتستندُ إلى قوة الحق لا الحق المتغطرس بالقوة. ثِقوا أن منصَّتَكم صِليَةُ صواريخ أيضًا تُشغِلُ بالَ العدو وتقضُّ من مضاجعه لأنه في الحرب الإعلامية والنفسية التي انفق في سبيلها عشرات مليارات الدولارات لا يبتغي سوى مساواتكم بنفسه هو المنهارُ والمتفككُ والمتزلزلُ، هو الذي يكتظُ في كيانه مطار بن غوريون بآلاف المستوطنين الذين بدأوا الهجرة المعاكسة التي الى ديار الله الواسعة.
يريدُنا العدوَّ مثلَ تشتُّتِه، ومثلَ تفرُّقِهِ ومثلَ ضياعه، يريدنا مهاجرين الى ديار الله الواسعة لنتساوى معه بالخوف والقلق على المصير”.
وسأل: “ولكن لماذا نرحل اذا كانت هذه ارضنا؟ ولماذا يرحل الفلسطينيون اذا كانت فلسطين ارضَهم؟ وهل نجح التتار والهمج في غزَّةَ في ليِّ ذراع غزّاويٍ واحد؟ ألم يُقَل له من أهل غزة إنهم سيخلدون للنوم في بيوتهم المهدّمة وإنهم لن يرحلوا؟ وأي قوة بالعالم يمكنها أن تدفع بصاحب الارض الى الرحيل الا بالموت والشهادة؟”.
وختم ألفا: «عانى الفلسطينيون عذاب التشريد والموت والاضطهاد ولن يعيدوا الكرة وقد رفدهم الله بكل أسباب البَأس والقوة لينتصروا على الباغي والطاغي وقد انتصروا بعد أن حوّلوه الى سخرية ومسخرة بين الأمم يتندر عليه الناس على هواتفهم النقالة، وعلى منصات التواصل الاجتماعي. انتم الأقوياء وما منصَّتُكم هذه سوى رمزٍ للقوة الهادئة، تمامًا كالقوة الهادئة التي بانَت على محيا سيد المقاومة بعد ظهر أمس. القوة الواعدة والمتوعدة التي باتت صدقيتُها لدى العدو أكبرَ من صدقية سلطات العدو لدى المستوطنين، فحافظوا وطوّروا وتابعوا استقطابَ الناس على منصتكم لتكونوا الخطَّ الدفاعي الأول عن إنجازات لبنان في وجه الاحتلال كما في وجه الازمة الاقتصادية والاجتماعية التي تعصف ببلدنا في هذه الأزمنة العجاف».
كما تم تكريم ما يزيد عن 20 اعلاميًا بهدف دعمهم وتشجيع أقلامهم الحرة، في حضور النائب ايهاب حمادة ومدير سوق أرضي الدكتور علي زعيتر إضافة الى المسؤول الاعلامي لمؤسسة «جهاد البناء» عادل أحمد، وأثنى النائب حمادة على «أهمية الإعلام والجهود التي يبذلها الإعلاميون في إيصال صوت الحق، خاصة في هذه الأوقات التي أصبح فيها التضليل الإعلامي طاغياً أكثر من إيصال الحقيقة». ثم تحدّث مدير السوق الدكتور زعيتر مشيدًا بدور الإعلامي الحر، وفي نهاية الحفل شكر أحمد الإعلاميين حضورهم وتغطيتهم لفعاليات السوق، مختتمًا الحفل بجولة في أرجائه، ثم سحب التومبولا بحضور إعلاميين.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى