أخيرة

لنا النصر المبين في كلّ الميادين

‭}‬ عبير حمدان
الصمت رقي وبلاغة في حضرة الشهادة، والكلمة الحق للميدان لرجال أشداء قادرون على الردّ وفيهم قوة تزلزل الأرض تحت أقدام بني صهيون…
قاس هذا الصباح المعمّد بالدماء، دماء يتشرّف بها الوطن وأحراره وشتان بين متخاذل يلتصق بمهنة الإعلام ليستعرض أخباره بلغة ركيكة وهو يتلطى خلف جدار، وبين إعلام وهب الفرح والربيع للسماء، هذا الإعلام سينبت قنابل في قلب المحتلّ وسيحرقه…
حجم القهر كبير لكن العزّ وقفة ثابتة وراسخة ومتجذرة بأنّ ساحات التصدي للكلمة والصورة الناصعة الى جانب الرصاصة والصاروخ.
هما شهيدا الوطن كلّ الوطن، هما شهيدا فلسطين من بحرها الى نهرها، هما شهيدا الحق في وجه الباطل، هما الشرف في وجه الذلّ، هما القوة في وجه التخاذل، هما الصرخة في وجه الجبن والخنوع، هما المقاومة في وجه الإعتدال.
لأنها أبعد من مجرد وسيلة إعلامية كانت «الميادين» هدفاً للحقد والإجرام الصهيوني، هي الفكرة الحرّة التي لا يمكن تقييدها، وهي التي ضبطت توقيتها على زمن فلسطين، وهي التي نشأت في مرحلة مصيرية وتاريخية وفق تعبير رئيس مجلس إدارتها الإعلامي الكبير غسان بن جدو الذي يستحق كلّ الثناء والتقدير والذي يقول عنه كلّ العاملين في المؤسسة إنه «أب» لهم ولم يكن يوماً عكس ذلك…
استهداف فريق «الميادين» الذي يقوم بواجبه المهني الصادق على أرض الجنوب هو استهداف لكلّ حرِّ ولكلّ مؤمنٍ بنهج المقاومة، وبأنّ الطريق إلى فلسطين كلّ فلسطين سيل من الدماء الطاهرة التي ستزهر بساتين ليمون وزيتون وشتول تبغ وقمحٍ…
سحقاً لكلّ المتخاذلين ولكلّ المارقين الذين ينادون بالحريات المستوردة ويعلنون تضامنهم مع إعلام هجين يرى أنّ الخيانة وجهة نظر فيما يغيبون عن صورة التضامن المشرّفة مع الإعلام الحقيقي الذي أعلن فلسطين بوصلته.
سحقاً لكلّ أنظمة الاعتدال والقلق الدولي الكاذب، ولكلّ من يسعى مع العدو إلى إسكات «الميادين».
ستبقى «الميادين» ثابتة ومتجذرة وصادقة وحقيقية وحرة، وبحق الدماء الطاهرة ووقفات العز ستهزمون وعن أرضنا سترحلون وسيشرق الفرح ربيعاً على امتداد بلادنا، ففي كلّ حقل وعند كلّ تلة يزهر الياسمين فخراً بطعم الشهادة، لنا النصر المبين في كلّ الميادين ومنا الخبر اليقين…

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى