أخيرة

صباح السيد صباح الأحبة…

‭}‬ د. علي اليسوعي
سلام على دم تنتظره أمواج البحر لتقبّل حبات الرمال المصبوغة بالأحمر أو الأرجوان،
كلّ الحروف تمشي على دروب وطأتها أقدام الشهداء،
كلّ الكلمات عاشقات،
تنادي أسماء من رحلوا وعلى صدورهم خطت من كتب الله آيات،
الموت لا يُنهي الحياة،
هو أدونيس المجنون،
يفتش بين الشهداء عن عشتار،
صارخاً: هذه أرض عاشق يخافه الموت كلما ازداد حبه بالحياة،
هنا الشواطئ تأبى أن تهاجر،
وليس هناك بين الموت والحياة خيار،
هنا تحت الركام تقتل أمّ
لتلد طفلاً أو طفلة،
هنا فوق هذه الأرض وما بين الموت والحياة غفلة،
أهو الزيتون يصلي
والسنديان يرسل مع كلّ عاصفة
إلى أهل الأرض قبلة،
يسأل شريان جريح ينزف:
من الذي يقرع أجراس القدس
والقدس جريحة؟
كيف ينام إحساس البشر
فوق أرض التحمت أجساد الأطفال بالحجر؟
وما تغرّبت هذه الأرض يوماً،
وأمواج بحرها عشقت العودة من السفر
أطفال هذه الأرض
يرثون التراب
ومن فوقه تنبت شتلة،
لتشهد على موت
إرهاب دولة
أطفالنا يتسلقون إلى السماء ملائكة
وهم الآتون من رحم الحرية
مع كلّ حبة مطر
مع أول آذار
مع شقائق النعمان
وأسراب الياسمين
وأغصان الشجر
قد نموت أو نسافر
وأما هذه الأرض تأبى السفر،
يا عدو هذه الأرض
هل سمعت وفهمت؟
لا يخاف الموت من يولد من رحم الخطر…

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى