أولى

ماذا تعني خسارة لواء جولاني ربع قوته البشرية؟

– في 31 تشرين الأول قال مصدران إسرائيليان لموقع «إكسيوس» إن فرقتي مدرعات ومشاة يصل عديد قواتهما إلى أكثر من 20 ألف جندي إسرائيلي دخلتا قطاع غزة منذ بدء العملية. وعند بدء المرحلة الثانية من الحرب بعد انتهاء الهدنة كان قد تمّ نقل ما يعادل هذا الرقم من الضفة الغربية إلى العمل في حرب غزة لاقتحام المناطق الجنوبيّة، فيما تتولى عشرون ألف ثالثة مهام جبهة المواجهة مع حزب الله، وهذه هي مجموع القوى النظاميّة القتاليّة المحترفة وقوات النخبة في جيش الاحتلال موزّعة على 16 لواء، من أصل 120 ألفاً هم قوام القوات البريّة في جيش يضمّ 170 ألف جندي نظامي و480 ألف جندي في الاحتياط.
– تمّ استدعاء 300 ألف جندي من الاحتياط، قبل أن تكتشف قيادة الجيش أن لا شغل لهم، لأن القتال في غزة لم يسفر عن مناطق سيطرة كاملة يمكن تسليمها لقوات من الاحتياط، فتمّ تسريح 100 ألف منهم، وترك 100 منهم ينتظرون في الجبهات الخلفيّة لغزة ومثلهم ينتظر في الجبهة الخلفية للمواجهة مع جنوب لبنان، حيث القلق من تدحرج الأمور يفرض تسليم خطوط المواجهة لوحدات محترفة وقوات نخبة.
– يقع لواء جولاني في رأس قائمة الوحدات المحترفة ووحدات النخبة في جيش الاحتلال، وعندما يقول قائده السابق موشي كابلنسكي إن اللواء خسر ربع قوامه البشري خلال معارك غزة، فهذا يعني أن سائر الوحدات قد خسرت على الأقل نسبة موازية، فالمعارك في كل أنحاء قطاع غزة ولواء جولاني يغطي بعضها فقط، وما قالته أرقام المستشفيات وقبلها صحيفة يديعوت أحرونوت عن إجمالي خسائر جيش الاحتلال 5000 إصابة منها 2000 حالة إعاقة و2000 إصابة خطرة و200 إصابة في العيون يؤكد نسبة الربع من إجمالي القوات الـ 20 ألفاً.
– من المعلوم لدى القادة العسكريين وفي العلوم العسكرية أن عمل الوحدات العسكرية يرتبط بتوزيع تشكيلاتها على تخصصات فنية وتقنية لا يصحّ فيها حساب العدد فقط، فعندما تخسر كتيبة مدرعات خمسين جندياً وضابطاً، فإن من بينهم عدداً مَن يحمل صفة، رامي المدفع وسائق الدبابة، وقائد الدبابة، وعندما تبلغ خسارة الكتيبة ثلث قوامها البشريّ وما فوق يستحيل تعويض خسائرها كما تصبح شبه مستحيلة مواصلتها للقتال.
– بين جيش الاحتلال وبلوغ اللحظة الحرجة مسافة وقت ينفد، طالما أن المعارك ضارية والخسائر متواصلة، ومعدل الخسارة هو 5% كل عشرة أيام قتال، بقياس خسارة 25% خلال 40 يوم قتال برّي. ما يعني أن الجيش خلال عشرين يوماً سيكون قد خسر 35% من قوامه البشريّ وبلغ مرحلة الخطر، ما يستدعي وقف الحرب أو مواجهة انهيارات دراماتيكيّة.
– هذا يفسّر اقتراح واشنطن نهاية العام موعداً لإنهاء المواجهات العسكريّة في غزة، وهي الأيام التي تدرك المقاومة أن عليها التصعيد فيها والتمسّك بموقفها الرافض للهدنة، سعياً لوقف الحرب، كشرط مسبق لتبادل الأسرى.

التعليق السياسي

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى