أخيرة

دبوس

أزهر الزهراء
متى تتعلم المؤسسات الغير مرتبطة برباط محكم مع دهاليز السلطة التي عادةً ما تكون غاطسةً حتى الأذنين بكلّ قذارات وسفالات السياسة الدولية، ولا تملك من أمرها فكاكاً، تدلي قولاً بمعسول الكلام، وتفعل فعلاً ما يندى له جبين كلّ ذي قلب وعقل وضمير، واستتباعاً لعلني أتساءل، ما هو موقف الأزهر الشريف، والذي عادة ما يتصدّى لمسؤولية تمثيل ضمير الشعب المصري؟ كيف يلتزم الصمت والغزاويون يذبحون مرتين أو ثلاث مرات؟ بالقتل قصفاً بكلّ أنواع القنابل والصواريخ، وبالتضوّر جوعاً وعطشاً ونقصاً لكلّ مقوّمات الحياة، والآن إعداماً وتصفيةً في الميدان بطريقة عشوائية من قبل عدو تفوّق في وحشيته على كلّ وحوش التاريخ، بينما المعونات الجاثمة على مداخل رفح تنتظر إشارة الصهيوني الى حاكم مصر، يدخلها أو يمنعها من الدخول!
كيف يسكت الأزهر؟ أين الأزهر الشريف من مساعدات تتكدّس على الحدود المصرية الفلسطينية، تشرئبّ لها أمعاء الغزيين، ولكنها لا تجد طريقها الى ملايين الجوعى من أبناء القطاع إلا بإيماءة من قتلة الأطفال والنساء والأنبياء، إنْ أذنوا، أُذن، وإنْ منعوا، مُنع، والحاكم السياسي مرتهن القرار مصادره!
كيف يرضى الأزهر فيصمت ولا نسمع له زئيراً يشقّ عنان السماء، هذا الأزهر الذي يمثل ضمير الشعب المصري، العبقري بالفطرة، خير أجناد الله، قاهر الصليبيين ومن قبلهم المغول، والواقف عبر التاريخ كالطود الشامخ دفاعاً عن كلّ الأمة على مرّ التاريخ؟
لا يمكن بتاتاً ان تكون مصر كمثل أنظمة الممالك السبعة، المرتهنة حتى النخاع للصهاينة والانجلوساكسون، وهي لا تملك من أمرها شيئاً، تؤمَر فتنفذ، وتُنهَى فتنصاع، مصر هي العروبة والإسلام، والأزهر هو المصباح المنير، الذي يضيء الطريق ويطلق الصرخات مدوّيةً ويرفع لواء الحق عالياً، كلما بدَر تقاعس هنا، أو تخاذل هناك.
لقد ضربت غزة بأربع قنابل ذرية بالتصوير البطيء، وفقدت مئة ألف بين شهيد وجريح، بالنسبة والتناسب، كأن تفقد مصر لا سمح الله، أربعة ملايين بين شهيد وجريح، وان تفقد الأردن، لا سمح الله، نصف مليون بين شهيد وجريح، وأن تفقد السعودية، لا سمح الله، مليون وثلاثمئة ألف إنسان بين شهيد وجريح، لا يمكن ان تقارن مصر بأنظمة الممالك السبعة، تنطلق منها وخلالها قوافل الأغذية الطازجة من بقلها وقثائها وفومها وعدسها وبصلها، لتعمر بها موائد الصهاينة، قتلة الأطفال والنساء والأنبياء، بينما يمتنع عن أهل غزة حتى رغيف الخبز وشربة الماء وحبة الدواء!؟
سميح التايه

مقالات ذات صلة

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى