مانشيت

أنصار الله يتسبّبون بإحباط في واشنطن مع تصاعد ضرباتهم ضد السفن المخالفة / هآرتس: 50 ألفاً من الجيش خارج الخدمة… ورئيسة بلدية حيفا: الآلاف سيُقتلون/ واشنطن تنتظر كلمة الفصل لجيش الاحتلال لصفقة تنهي الحرب برأس نتنياهو

‭‬ كتب المحرّر السياسيّ

تبدو المنطقة وقد وصلت إلى مفترق الطرق الحرج بين ما قد تفرضه مواصلة الحرب وصعود السلم الذي يؤدي الى التدحرج نحو مواجهات تخرج عن السيطرة، وبين ما يستدعي وقفها من أثمان لا يبدو الكيان جاهزاً لتحمل تبعاتها. وبالرغم من المحاولة الأميركية للاستجابة لتحديات البحر الأحمر والعراق بجرعات عسكرية تريدها تحت سقف عدم التورط بحرب كبرى، فإن الضربات الإيرانية الصاروخية ونجاحها في احتواء التوتر مع العراق وباكستان، قالت إن مخاطر الخروج عن السيطرة باقية ما بقيت الحرب.
في البحر الأحمر مزيد من الإحباط لواشنطن مع قيام أنصار الله بتصعيد ضرباتهم للسفن الأميركية وتلك المتجهة الى موانئ كيان الاحتلال، بعد الضربات الأميركية والبريطانية التي روّجت واشنطن لنجاحها بإخراج ثلاثة أرباع القدرة الصاروخية لليمن من الخدمة، لتعود بعد هذا التصعيد وتصحّح، فتقول يبدو أن الضربات لم تحيد أكثر من 20 % من قدرة اليمن، وأن الردع لم يحقق أهدافه كما كان مرجواً، وكان السيد عبد الملك الحوثي قد توعّد الأميركيين بالمزيد من الردود القاسية.
في كيان الاحتلال مقاربات مستوحاة من حرب غزة ومخاطر حرب لبنان، تقول إن التداعيات الخطيرة تفعل فعلها على الصعيد السياسي، وتشكل بيئة لنمو تيار وقف الحرب، سواء في البيئة الاستيطانيّة أو في الجيش. وكان لافتاً المقالة الافتتاحية التي نشرتها صحيفة هآرتس للمحلل العسكري عاموس هرئيل الذي يحظى باحترام النخب العسكرية والسياسية في الكيان. ويقول هرئيل في مقالته مراعياً شروط الرقابة العسكرية حول الجيش وخسائر الحرب، إن عدداً متساوياً مع المصابين بإعاقة تزيد عن 20 % تتسبب بمنع عودتهم إلى الخدمة، يبدو متساوياً مع عدد الجرحى، وإن عدداً مساوياً للجرحى هو عدد زوار العيادات النفسية الذين لا يصلحون للخدمة، وإن عدداً متساوياً لهؤلاء هو عدد الجنود الاحتياط الذين تسرّبوا من الجبهات ولن يعودوا، ومعلوم أن عدد المعوّقين الذين لن يعودوا الى الخدمة وفقاً لتصريح المؤسسة المعنية برعايتهم في الجيش هو 12500 جندي، ومرشح لبلوغ الـ 30 ألفاً، كما قالت المؤسسة إذا استمرت الحرب مئة يوم أخرى، ما يعني أن مجموع المعوقين والمصابين بالصدمة النفسية والجرحى والمتسرّبين الذين لن يعودوا الى الخدمة هو أربعة أضعاف الـ 12500 جندي أي 50 الفاً، والعدد مرشح ليصير 120 ألفاً إذا استمرت الحرب لمئة يوم أخرى.
في سياق موازٍ، قالت رئيسة بلدية حيفا عينات كاليش روتيم بضرورة التصرف بمسؤولية مع مخاطر الذهاب إلى حرب تكون مناطق الشمال خصوصاً حيفا مسرحاً لها، وأشارت إلى أنه في حال نشوب حرب واسعة مقابل حزب الله، «ستدفع حيفا ثمناً باهظاً. ونحن لا نتحدّث عن 1400 قتيل سقطوا في 7 تشرين الأول، وإنما عن آلاف كثيرة، وأضعاف الأضعاف». وأضافت أنه «أعتقد أن القيادة تدرك أن استهداف صاروخي ضد حيفا وخليجها هو حدث كبير جداً. وآمل أنهم يتصرّفون بمسؤولية. ونحن موجودون هنا في وضع معقد للغاية، وأن الكارثة التي حلت بنا في 7 تشرين الأول قد تتسع 100 مرة إذا لم نتوقف ونفكر بما ينبغي فعله ونعيد تخطيط خطواتنا».
على خط واشنطن تل أبيب تبدو الأمور قد بلغت مرحلة الفراق بين إدارة الرئيس جو بايدن ورئيس حكومة الاحتلال بنيامين نتنياهو، ليس على خلفية موقف أميركي من مساندة حروب «إسرائيل»، وأميركا متورطة في كل شيء دفاعاً عن كيان الإحتلال، بل لأن أحداً يجب أن يتحمل ثمن الفشل لمنع التداعيات الأشد قسوة على المكانة الأميركية ومستقبل الكيان، وخيار إطاحة نتنياهو يبدو الأمثل لتخفيف الخسائر. وقد نقلت شبكة NBC الأميركية عن مسؤولين في إدارة الرئيس بايدن، كلاماً عن مرحلة ما بعد نتنياهو، وعن التطلع الى تعاون بين الليكود والمعارضة والجيش وإخراج اليمين المتطرف من الحكومة، لكن كل ذلك يتوقف على موقف الجيش والنقطة التي يتموضع فيها من خيار الحرب في ضوء نتائج ميادين القتال واحتمالاته.
ولا تزال الأوضاع الأمنية على الحدود مع فلسطين المحتلة في واجهة المشهد الداخلي مع تزايد المخاوف من الانزلاق إلى حربٍ موسعة بين قوات الاحتلال الإسرائيلي وحزب الله الذي أكد بأنه غير معني بالرسائل الأميركية – الأوروبية والتهديدات الإسرائيلية. وشددت مصادر مطلعة على موقفه لـ»البناء» على أنه لن يوقف عملياته العسكرية على طول الجبهة إلا بعد توقف العدوان على غزة وقد أبلغ هذا الموقف لكل من حمل الرسائل والعروض وكان آخرها التي نقلها الموفد الأميركي أموس هوكشتاين. وشددت المصادر على أن المقاومة على أهبة الاستعداد والجهوزية للدفاع عن لبنان ضد أي عدوان إسرائيلي محتمل، على الرغم من عجز جيش الاحتلال عن خوض حرب جديدة بعد الهزيمة التي مني بها في غزة والانهيار الذي حصل في جبهته الداخلية على كافة المستويات، لكن قيادة المقاومة في لبنان تستعد لأسوأ الخيارات وجاهزة للتعامل مع كافة السيناريوات. وقد أكد الأمين العام للحزب السيد حسن نصرالله بأن على الأميركيين والغرب أن يخافوا على كيان الإحتلال الذي هو قاعدة عسكرية أميركية، وليس على لبنان.
ونقلت وكالة «رويترز» عن مسؤولين لبنانيين قولهم إنّ «حزب الله» رفض أفكاراً أولية من الولايات المتحدة الأميركية لتهدئة القتال الدائر مع «إسرائيل» عبر الحدود، تضمنت سحب مقاتليه بعيدًا عن الحدود، لكن الحزب لا يزال منفتحًا على الدبلوماسية لتجنب خوض حرب شاملة.
وأفاد مسؤولون لبنانيون ودبلوماسي أوروبي بأن «حزب الله» لم يشارك بشكل مباشر في المحادثات وبدلاً من ذلك نقل وسطاء لبنانيون مقترحات وأفكار هوكشتاين للحزب.
وواصل المسؤولون الإسرائيليون إطلاق التهديدات ضد لبنان وحزب الله، وأشار وزير الأمن في حكومة الاحتلال الإسرائيليّ يوآف غالانت خلال تقييم للوضع في شمالي فلسطين المحتلة، الى أن بلاده يجب أن تكون مستعدّة «لتدهور الوضع الأمني في الشمال»؛ وذلك في ظلّ تواصُل التصعيد التدريجيّ على الحدود مع حزب الله.
وشدّد غالانت وفق بيان لمكتبه على «أهمية الاستعداد في منطقة الشمال، بما في ذلك مدينة حيفا، لاحتمال تدهور الوضع الأمني تجاه حزب الله إلى حملة واسعة النطاق»، مشيراً إلى «سبُل الحفاظ على سير الاقتصاد، حتى في حالة التصعيد». وأضاف غالانت: «إسرائيل تفضّل التوصُّل إلى تسوية سياسية، تسمح لسكان الشمال بالعودة إلى منازلهم، بعد تغيُّر الوضع الأمني على الحدود، لكنها في الوقت نفسه، تعزِّز الاستعداد العملياتيّ لعودتهم من خلال توسيع الحملة العسكرية».
وواصلت المقاومة في لبنان عملياتها العسكرية ضد مواقع الاحتلال الإسرائيلي، واستهدفت عدداً من المواقع أبرزها موقع بركة ريشا التابع للعدو الصهيوني عند الحدود الفلسطينية مع لبنان، وتجمعًا لجنود الاحتلال في محيط ثكنة «أدميت» بالأسلحة المناسبة وحققوا إصابات مباشرة، وموقع الراهب.
في المقابل قصفت مسيّرة إسرائيلية معادية سيارة في سوق الخان قرب كوكبا اليوم، كما أطلقت مدفعية الاحتلال قذيفتين على أطراف كوكبا. وأطلقت مسيرّة أخرى صاروخًا على حديقة منزل وسط بلدة كوكبا، مخلفة أضراراً جسيمة في المنزل دون وقوع إصابات. وسقطت ٣ قذائف مدفعية على تلة الرويسة في خراح بلدة حولا.
ولاحظ خبراء في الشؤون العسكرية والإستراتيجية توسعاً تدريجياً في نطاق الحرب خلال الأسبوع الماضي في مختلف الساحات، مع دخول أطراف جديدة الى الحرب كإيران وباكستان وأربيل ما ينقل الحرب الى وسط آسيا ومنطقة الخليج والمحيط الهندي، اضافة الى التوتر في لبنان وسورية وفلسطين (البحر المتوسط) والبحر الأحمر، ما يعني أن حرب غزة كانت أشبه بزلزال عسكري وأمني وسياسي واقتصادي ترك تداعيات على أكثر من ثلث العالم، الأمر الذي قد يتدحرج الى حرب إقليمية في أي لحظة إذا استمرت وتيرة التصعيد بالشكل القائم ولم تعمل الأطراف الدولية الفاعلة على الساحة الدولية الى احتواء التصعيد وفتح مسار المفاوضات. وحذر الخبراء عبر «البناء» من أن حرب غزة قد تفجر المنطقة إذا ما استمرت أشهراً اضافية، لأن القضاء على المقاومة الفلسطينية يعني سقوط غزة بالقبضة الإسرائيلية وهذا خط أحمر رسمه محور المقاومة، ولهذا شاهدنا التصعيد الكبير والمتزامن من ساحات المحور، لبنان واليمن والعراق وسورية، ولذلك دخلت إيران لرسم خطوطها الحمر في المنطقة بشكل واضح، وهي حماية غزة من السقوط ومعادلات الردع في المنطقة، وحماية الأمن القومي الإيراني. ويشير الخبراء الى أن الرهان الإسرائيلي – الأميركي على تهجير الفلسطينيين الى مصر أو الى مخيمات على الحدود المصرية – الفلسطينية، بعد تحويل غزة أرضاً غير قابلة للحياة وفاقدة لكل المقومات، ولذلك تهدد حكومة الحرب في «إسرائيل» بالسيطرة على محور فيلادلفيا للسيطرة على الحدود والتحكم بمصير مئات آلاف الفلسطينيين لتسهيل تهجيرهم الى مصر. وتوقع الخبراء تصعيداً اضافياً في مختلف محاور القتال والصراع خلال الأسابيع المقبلة لا سيما في البحر الأحمر وجنوب لبنان والعراق، قبل نضوج تسوية إقليمية تدريجياً كلما اقتربنا من الانتخابات الرئاسية الأميركية، وكل دولة ستستخدم أوراق قوتها لحماية معادلة الردع الخاصة بها، والخطوط الحمر التي رُسِمّت في السابق وخلال الحرب.
وأعرب «حزب الله»، في بيان، عن إدانته «قرار الولايات المتحدة الأميركية بلإدراج حركة أنصار الله على لوائح الإرهاب الاميركية، ويعتبره قراراً ظالماً متعسفاً وباطلاً، وهو استكمال للعدوان الأميركي على اليمن والمتواصل منذ سنوات عدة، وصولاً الى الغارات الأخيرة».
وأكد الحزب أن «الولايات المتحدة الاميركية هي راعية الإرهاب الصهيوني والعدوان الإجرامي على غزة وشعبها الصامد والمدافع عنه في كل المحافل والمؤسسات الدولية، وإنه لمن العجب أن الولايات المتحدة تعتدي على اليمن العزيز وشعبه الشريف والمضحّي ثم تقوم بتصنيف المعتدى عليه على ما تسمّيه لوائح الإرهاب التي تعكس ثقافتها الإجرامية وتسلطها العدواني على العالم بأسره».
ولفت الى اننا «نعتقد أن هذ القرار لن ينال من عزيمة الشعب اليمني العظيم ودوره الفعال والمؤثر لرفع الحصار عن قطاع غزة، بل سيزيده إصراراً على مواصلة أدائه المشرف حتى وقف حرب الإبادة الصهيونية ضد الشعب الفلسطيني ومناصرة قضيته المحقة والعادلة».
كما أعرب «الحزب»، في مجال آخر، عن إدانته «لقيام قوات الاحتلال الإسرائيلي باغتيال مدير فضائيّة القدس اليوم الصحافي الشهيد وائل فنونة في اعتداء على مدينة غزة، ويتقدّم من أسرته الكريمة وجميع الزملاء الإعلاميين الفلسطينيين بأحر التعازي والتبريكات».
ولفت الحزب الى أن «استمرار العدو في ملاحقة الإعلاميين وتدمير مقارهم وقتله للمئات منهم يؤكد الدور الهام والأساسي الذي يقوم به الإعلاميون في كشف الجرائم الوحشية المهولة التي تقوم بها قوات الاحتلال الإسرائيلي ضد المواطنين الفلسطينيين الأبرياء».
ودعا «المؤسسات الحقوقية والإنسانية والإعلامية كافة الى إدانة الإجرام الصهيوني المتواصل ضد الصحافيين والمؤسسات الاعلامية، وطالب باتخاذ كافة الإجراءات الضرورية لإدانة العدو أمام المحاكم الدولية المختصة ومنعه من مواصلة جرائمه ضد الاعلاميين».
الى ذلك، رد رئيس حكومة تصريف الأعمال نجيب ميقاتي في بيان لمكتبه الإعلامي، على ما وصفها بالحملة السياسية والاعلامية على الحكومة وعليه شخصياً على خلفية الموقف الذي أعلنه في مجلس الوزراء. وإذ استغرب الحملات المتجددة عليه وعلى الحكومة، طالب «الأطراف المعنية بهذه الحملة بتقديم حلول عملية لما يحصل بدل الاكتفاء بالانتقاد، والرهان على متغيرات ما، او رهانات خاطئة».
ودعا ميقاتي «جميع القيادات اللبنانية الى التضامن في هذه المرحلة الدقيقة والابتعاد عن الانقسامات والخلافات المزمنة التي لا طائل منها». كما يدعو «من ينتقدون عمل الحكومة وسعيها الدؤوب لتسيير أمور الدولة والمواطنين، رغم الظروف الصعبة، الى القيام بواجبهم الاساسي في انتخاب رئيس جديد للبلاد، ليكون انتخابه مدخلاً حقيقياً الى المعالجات الجذرية المطلوبة. وما عدا ذلك لا يعدو كونه حملات سياسية مكررة وممجوجة لن تغيّر في الواقع العملاني شيئاً».
وأضاف البيان: «ميقاتي يعتبر أن المزايدات المجانية في هذا الموضوع لا طائل منها، ودولته ليس في حاجة الى شهادة حسن سلوك من أحد، فهو، من منطلق معرفته الدقيقة بالواقعين الداخلي والخارجي، يدعو على الدوام الى التفاهم والخيارات السلمية وانتهاج الوسطية قولاً وفعلاً. وأثبتت كل التجارب الماضية صوابية موقفه الداعي الى عدم رفع سقوف المواقف وانتهاج الحلول المنطقية والواقعية بعيداً عن المزايدات».
على صعيد الملف الرئاسي، برزت الحركة الدبلوماسية للسفير السعودي لدى لبنان وليد بخاري، إذ استقبل في مقر إقامته في اليرزة، السفير الفرنسي لدى لبنان هيرفيه ماغرو. وجرى خلال اللقاء البحث في أبرز التطورات السياسية التي تشهدها الساحتان اللبنانية والإقليمية، بالإضافة إلى الجهود المبذولة لإنجاز الاستحقاق الرئاسي بأسرع وقت، ليستطيع لبنان الخروج من أزماته المختلفة، في ظل التطورات الحاصلة في المنطقة، كما جرى استعراض العلاقات الثنائية بين البلدين الصديقين وسبل تعزيزها في مختلف المجالات.
كما زار بخاري السفير المصري لدى لبنان علاء موسى في مقر السفارة في بيروت. وناقش الجانبان خلال اللقاء، العلاقات الثنائية بين البلدين الشقيقين وسبل تعزيزها وتطويرها، وبحث آخر تطورات الأحداث الحاصلة في لبنان والمنطقة، والتطورات التي تعيشها الأراضي المحتلة، وضرورة إنجاز الإستحقاق الرئاسي في لبنان في أسرع وقت ممكن، في ظل المستجدات المتلاحقة الحاصلة في المنطقة، إضافة إلى عدد من القضايا ذات الاهتمام المشترك.
وأفادت أوساط نيابية لـ«البناء» عن حراك سعودي – فرنسي باتجاه لبنان لإعادة تحريك الاستحقاق الرئاسي قبيل انعقاد اجتماع «اللجنة الخماسية من أجل لبنان» وتوجه الموفد الفرنسي جان ايف لودريان الى بيروت لإعادة استئناف المشاورات، بموازاة تحرك قطري دائم وسيتزخم أكثر خلال المرحلة المقبلة.
ونقلت مصادر إعلامية عن مصادر عين التينة بأن «رئيس مجلس النواب نبيه بري أبلغ السفير القطري الاسبوع الماضي أنه يشجع الحراك الرئاسي القطري كما نقل للسفير الفرنسي دعم الخماسية».

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى