دردشة صباحية
أيها الأميركيون والصهاينة كفاكم تزويراً…
يكتبها الياس عشي
«السياسة فنّ الممكن» تعريف استعماريّ آخر يمكن القبول به، ومقاربته، وتسويقه، وجعلُه من العناوين الرئيسة المتعارف عليها في الاستعمار الحديث. وهو، على كلّ حال، تعريف يتقاطع مع الماكياڤيلية التي تقول بأن «الغاية تبرّر الوسيلة».
أقول ذلك وأنا أتقصّى، منذ أمس، ردود الفعل عند الجانب الأميركي الذي أبدى استنكاره لتعرّض إحدى قواعده العسكرية لهجوم أدّى لمقتل وجرح جنود أميركيين متواجدين على أراضي الغير بالقوة! وكأن المطلوب حمايتهم، والاعتذار منهم، وتقديم الولاء لهم، وغضّ الطرف عن سرقات النفط التي لم تتوقف منذ سنوات، ولن تتوقف حتى ينسحب الأميركيون من الأراضي التي يحتلونها، وتعود سيطرة الدولة عليها.
لم أرَ في حياتي أوقح من الأميركيين والصهاينة، والاثنان يتكلمان بلسان واحد يقول: نحن نحتفظ بحق الدفاع عن النفس ضدّ الذين «يحتلون» أراضينا. فالأميركيون أقاموا قواعدهم العسكرية في سورية، وعلى أطرافها، بحجة مكافحة الإرهاب، فيما أصغر أميركي يعرف أنّ الأرهابيين هم الأبناء المدللون لواشنطن. والصهاينة جاؤوا من الجهات الأربع، وأخرجوا الفلسطينيين من بيوتهم، وبياراتهم، وحدائق أطفالهم، وشرّدوهم، وقدّموا لهم الخيام، وحرموهم من حقهم في أن يكون لهم وطن، وصاروا لاجئين! وبصفاقة لا مثيل لها، تعلن «إسرائيل» أنها تدافع عن حقها في الوجود.
كفى تزويراً، التاريخ لن يرحمكم، عودوا أيها الأميركيون إلى دياركم، فثمّة أمهات ينتظرن أن يعود أبناءُهنّ أحياء إلى بيوتهم.