ثقافة وفنون

التقرير الشهري الرابع عن أضرار القطاع الثقافي نتيجة العدوان على غزة / استهداف للمباني التاريخية وللمواقع التراثية واغتيال الشعراء والكتاب والفنانين والمؤرخين

أصدرت وزارة الثقافة الفلسطينية تقريرها الشهري الرابع عن أضرار القطاع الثقافي نتيجة العدوان وحرب الإبادة المستمرة على قطاع غزة.
وجاء في التقرير أن 44 كاتبًا وفنانًا وناشطًا في حقل الثقافة استُشهدوا خلال الأشهر الأربعة الأولى من الحرب، بجانب تضرّر 32 مؤسسة ومركزًا ومسرحًا إما بشكل جزئي أو كامل، وتضرّر 12 متحفًا و2100 ثوب قديم وقطع تطريز من المقتنيات الموجودة في المتاحف أو ضمن المجموعات الشخصية، و9 مكتبات عامة و8 دور نشر ومطابع.
وذكرت الوزارة أن قرابة 195 مبنى تاريخيًّا يقع أغلبها في مدينة غزة، تم هدمها بشكل جزئي أو كامل، ومنها ما يُستخدم كمراكز ثقافية ومؤسسات مجتمعية، بجانب تضرّر 9 مواقع تراثية و10 مساجد وكنائس تاريخية تشكل جزءًا من ذاكرة القطاع.
وذكرت الوزارة في تقريرها أن جيش الاحتلال يعمد إلى تدمير الميادين العامة وهدم النصب والأعمال الفنية فيها، إلى جانب تدمير الجداريّات الفنية في الأماكن العامة وعلى طول شاطئ بحر مدينة غزة، ذاكرة أن طواقمها رصدت تدمير 27 جدارية فنية.
ونوّهت الوزارة إلى الخسارة الكبرى التي مُني بها قطاع الفن التشكيلي الفلسطيني في قطاع غزة نتيجة هدم مراسم الفنانات والفنانين، سواء تلك الموجودة في بيوتهم أو الموجودة بشكل منفصل، إذ لم يعد لديهم أي لوحة من لوحاتهم، بجانب تدمير الأعمال الفنية التي كانت تقتنيها المؤسسات والجامعات والمراكز من منحوتات ولوحات وآلات موسيقية، ناهيك عن المقتنيات الفنية الشخصية.
وقالت الوزارة إن هناك عمليات سرقة مهولة يقوم بها جنود الاحتلال للمقتنيات الفنية والتراثية واللقى الأثرية. ونوّهت إلى أن الاحتلال «وهو يواصل عدوانه الشرس على أهلنا في غزة بعد دخول هذه المقتلة الشهر الخامس، لم يتوقف عن استهداف كل شيء في القطاع من البشر والحجر والشجر»، وهو ما يؤكد ضرورة التحرك من أجل وقف هذا العدوان بشكل كامل، حتى يتم إنقاذ ما يمكن إنقاذه من تراثنا وثقافتنا.
وقال وزير الثقافة الفلسطيني عاطف أبو سيف إن حرب الرواية والسردية التي تقوم بها دولة الاحتلال من أجل استهداف وجود شعبنا، هي استكمال لجريمة النكبة التي لم تتوقف منذ قرابة ستة وسبعين عامًا، من استهداف للمباني التاريخية وللمواقع التراثية والمتاحف والمساجد والكنائس التاريخية، ومن استهداف للمؤسسات الثقافية من مراكز ومسارح ودور نشر ومكتبات عامة ومحلات بيع وجامعات ومدارس وجداريات فنية وكتب، واغتيال الشعراء والكتاب والفنانين والمؤرخين.
وتابع: «خلال حربها البربرية على شعبنا قامت طائرات وبوارج ودبابات الاحتلال وجنوده بتدمير المدن والبلدات والمخيمات، ومارست هوايتها في قتل الأبرياء وتدمير المكان وهدم البيوت على ساكنيها، وسرقة آثار وتراث شعبنا أمام صمت العالم وتخاذل بعض قواه الكبرى».
ونوه أبو سيف إلى أن الحكومة شكلت لجنة من الوزارات المعنية لمتابعة جرائم الاحتلال بحق التراث الفلسطيني وعمليات سرقة الآثار واللقى التاريخية التي تقوم بها دولة الاحتلال خلال عدوانها على شعبنا.
وأضاف: إن صمت المنظمات الدولية المنوط بها وفق القانون الدولي حماية المواقع الأثرية أمام استهداف تراثنا المادي وغير المادي، لهو خيانة ليس فقط لمنجز شعبنا الكنعاني العربي الحضاري، بل هو تواطؤ في تدمير جزء هام من ذاكرة العالم، الجزء الذي كان لشعبنا عبر حضارته الكنعانية والفينيقية والمسيحية والإسلامية فضل في إغناء الوعي الحضاري بمنجزات هامة ستظل علامات فارقة في رقي البشرية.
وقال: «تقع على عاتق هذه المؤسسات مسؤولية تاريخية في إنقاذ تاريخ البشرية وتراثها من التدمير ومن عمليات السرقة التي تقوم بها دولة الاحتلال، من خلال الاستيلاء على مقتنيات المتاحف والمواقع التراثية، كما فعلت العصابات الصهيونية وجيش الاحتلال منذ بداية المشروع الإحلالي الكولونيالي في البلاد».

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى