أخيرة

دبوس

الوعد الصادق

وضوح رؤية، وعقل صارم لا يلتبس عليه شيء، وسرد للأحداث ولما وراء الأحداث جليّ واضح بائن، وتشخيص للمشهد ببساطة السهل الممتنع، ومقدّمات تتبعها استنتاجات تنضح منطقاً وعقلانيةً، وانسيابية حينما يستدعي الموقف هدوءاً وأريحيةً، وعنفوان وزمجرة حينما يتطلب الأمر زجراً ونهياً وتقريعاً…
حار الأعداء قبل الأصدقاء في سبر أغوار أعماقه، والتبسوا في تبيان كنه الذي ينتويه، فغدا، ورغم كل السلاسة والبساطة التي يطالعنا بها، لغزاً محيّراً وكابوساً مؤرّقاً لا يعتريه أي تردّد أو تناقض، واضح وضوح الشمس، غامض غموض الإعصار، يمارس الحرب النفسية كما يتنفس، ولا ينطق بحرف أو كلمة إلّا لتجد لها طريقاً كالسهم إلى قلب الخصم…
يتناثرون كالضباع، ويتحلّقون حول أجهزة التلفزة لمحاولة سبر أغوار ما ينطق به، ويضربون أخماساً بأسداس وهم يحاولون، بلا طائل، استشراف ما هو مقدم عليه، يأتون الى سماع ما سيقول وبحوزتهم مئة سؤال وسؤال، وينفضّون بعد إطلالاته وفي جعبتهم آلاف الأسئلة بلا جواب وبلا استقراء، كلما حاولوا استدراك الكيفية التي يفكر بها، ومعرفة ما يعتمل في دهاليز عقله، تفاقم الأمر عليهم، وازدادوا جهلاً على جهل، وتشتتت بصائرهم، واستفحل الضلال في تلافيف عقولهم،
يتداعى أعوانهم ومرادفيهم من شياطين الغرب ليلقوا بأفاعيهم في محاولة لبث الخوف في نفسه فيلقي بعصاه، وفي لحيظة، تبتلع كل ثعابينهم وتتلاشى مؤامراتهم، ويندثر مكرهم، يبعثون بإشارات ورسائل التهديد والوعيد، فيقول لهم من طرف العين، ومن سدّة العالم والعارف بما لديه وبما لديهم، ومن عتبة الواثق المؤمن الممسك بزمام الأمور، والآخذ بتلابيب الموقف، إرموا بما عندكم وصبّوا كيدكم وألقوا هولكم، فلن تجدونا إلّا صابرين واثقين محتسبين منتصرين، أعدكم بذلك.

سميح التايه

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى