مانشيت

هنية يحدّد شروطاً لا تنازل عنها للتهدئة: وقف نهائيّ للحرب وتبادل جدّي وانسحاب/ قاسم يعد بالرد وقصف كريات شمونة بعشرات الصواريخ… وكلمة لنصرالله اليوم/ الحوثي: الجرائم في غزة بـ 3000 قنبلة أميركية ثقيلة… واستهداف سفينة بريطانية

‬ كتب المحرّر السياسيّ

على صفيح ساخن تتأرجح المنطقة، حيث فرضيات التفاوض على الطاولة للتوصل الى تهدئة تفتح باب إنهاء الحرب، ومقابلها مخاطر التصعيد تلوح في الأفق من جبهات غزة ومخاطر استهداف رفح والنازحين إليها. وبالتوازي التصعيد على جبهة لبنان ومخاطر اشتعالها، فيما جبهة اليمن تواصل استهداف السفن المشمولة بقرار المنع.
رئيس المكتب السياسي لحركة حماس إسماعيل هنية يتحدث لـ»رويترز» عن مراوحة مفاوضات القاهرة في نقطة لا تبدو فيها فرص تؤشر لاتفاق التهدئة، محدداً شروطاً لا تنازل عنها بالنسبة للمقاومة، أولها أن تضمن وقفاً نهائياً للحرب والثاني أن تتضمن صيغة جدية لتبادل الأسرى، تتناسب مع ما طرحته المقاومة منذ طوفان الأقصى لجهة السعي للإفراج عن كل الأسرى الفلسطينيين من السجون الإسرائيلية، والثالث ضمان انسحاب كامل لقوات الاحتلال من قطاع غزة.
بالتوازي مع كلام هنيّة كانت قوات الاحتلال تواصل استهداف المدنيين ومراكز إيواء النازحين، وهدف الأمس كان مجمع ناصر الطبي في خان يونس الذي يتكرر فيه مشهد مجمع الشفاء الطبي في غزة الذي قيل يومها إنه مركز لقيادة قوات القسام ومكان لإخفاء الأسرى، وهو ما قيل أمس على لسان الناطق العسكري لقوات الاحتلال عن مجمع ناصر الطبي في خان يونس.
على الجبهة اللبنانيّة بعد مجازر استهداف المدنيين في النبطية وعدشيت والصوانة، أعلن الإعلام الحربي للمقاومة الإسلامية أن قوات المقاومة استهدفت مستعمرة كريات شمونة بعشرات الصواريخ، وكان نائب الأمين العام لحزب الله الشيخ نعيم قاسم قد أكد أننا «لن نترك عدواناً على مدنيين إلَّا وسنردّ عليه بالطرق المناسبة، وسنعلن ذلك وسنُعرِّف أننا ردينا من أجل المدنيين، حتى ولو كانت قواعدنا الآن التي نعمل عليها باختيارنا وبقرارنا أن تكون المواجهة محدودة في دائرة الجنوب بما يؤدي إلى فائدة غزَّة من دون استخدام كل القوة التي لدينا لندخرها إلى الوقت المناسب». وشدّد على أنه «إذا جاء هذا الوقت المناسب بغير إرادتنا، وفي أي وقت من الأوقات سنكون جاهزين تماماً لكل مواجهة مهما كانت كبيرة، وسنلقِّن الإسرائيلي دروساً لن ينساها أبداً، وسيكون درس 2006 هو درس ابتدائيّ أمام الدروس التي سيراها في المواجهة المقبلة». وختم قاسم بالقول «لا نقاش لدينا حول مستقبل الجنوب اللبناني على ضفتيه من جهة فلسطين ومن جهة لبنان إلَّا بعد أن يتوقف العدوان الكامل على غزة. عندها تجري النقاشات. وكل النقاشات التي تجري الآن وكل الاقتراحات التي تُقدَّم هي نوع من إضاعة الوقت أو التسلية أو ما شابه ذلك، لأنَّنا غيرُ معنيين بها لا من قريب ولا من بعيد»، بينما ينتظر أن يرسم الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله في كلمته اليوم في ذكرى القادة الشهداء معادلات المعركة الإقليمية الدائرة بأبعادها السياسية والعسكرية.
وبينما أعلنت المقاومة العراقيّة أنها هاجمت هدفاً عسكرياً في الجولان المحتل، بالطيران المسيّر، دعماً لغزة وشعبها ومقاومتها، أعلن الجيش اليمني استهداف سفينة بريطانية في خليج عدن بصواريخ أرض بحر، فيما أكد زعيم حركة أنصار الله في اليمن أن موقف اليمن المتميّز والمؤثر على ثلاثي الشر أسقط أهداف الأميركي وكل ثلاثيّ الشر وصنع تحولاً ومعادلات جديدة ومتغيرات مهمة جداً، مبيناً أن «ما يجري هو تحوّل استراتيجي ومعادلات جديدة طرأت على الساحة لصالح كل أمتنا الإسلامية».
وقدّم السيد الحوثي أرقاماً تشير الى الخسائر الاسرائيلية الاقتصادية، مشيراً إلى أن الواردات الإسرائيلية والصادرات وفق إحصاءات العدو للعام 2020 تصل إلى نحو 133 مليار دولار عبر باب المندب وأن عمليات قواتنا المسلحة إلى إغلاق شبه كامل لميناء أم الرشراش باعتراف العدو، محمّلاً أميركا مسؤولية المجازر التي ارتكبها ويرتكبها جيش الاحتلال في غزة، كاشفاً عن بعض التقارير التي تشير إلى تقديم أميركا 3 آلاف قنبلة تصل وزنها الواحدة إلى 2000 رطل إضافة إلى أنواع أخرى، مضيفاً أن جيش الاحتلال اعترف بإطلاقه أكثر من 90 ألف قذيفة وصاروخ مدفعي على غزة خلال 50 يوماً.

وشهدت الجبهة الجنوبية تصعيداً هو الأعنف منذ 8 تشرين الأول الماضي، إذ كثف العدو الإسرائيلي غاراته على قرى الجنوب مستهدفاً منازل مأهولة بالسكان في عدشيت والمنصوري وصولاً الى النبطية ما أدى لسقوط عددٍ من الشهداء، فيما رفع المسؤولون الإسرائيليون وتيرة التهديد بتوسيع الحرب على لبنان، عشية إطلالة الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله. بينما ردّ حزب الله بضربات قاسية على كريات شمونة أحدثت أضراراً كبيرة وهلعاً عارماً في صفوف المستوطنين.. وهذه تطورات دراماتيكية على الجبهة الجنوبية تؤشر الى الدخول في مرحلة جديدة من المواجهة أكثر قسوة وخطورة قد تنزلق الى مستويات أعلى بحال طال أمد الحرب في غزة ولم تتوصل الجهود الدولية والمفاوضات في القاهرة الى نتائج إيجابية، وفق ما يشير خبراء في الشؤون العسكرية والسياسية لـ»البناء».
وأبلغ وزير حرب الاحتلال الإسرائيلي يوآف غالانت، نظيره الأميركي لويد أوستن، أمس، بأن «لا تهاون في الرد على هجمات حزب الله». ونقلت قناة العربية عن غالانت زعمه أن «طائراتنا في سماء بيروت تحمل قنابل ثقيلة وقادرة على ضرب أهداف بعيدة»، مدّعياً «أن التصعيد الراهن ضد حزب الله ليس سوى عُشر ما نستطيع القيام به ويمكننا الهجوم حتى عمق 50 كلم في بيروت وأي مكان آخر».
وإذ نقلت أوساط نيابية عن دبلوماسيين أوروبيين تخوّفهم من عدوان إسرائيلي واسع على لبنان اذا لم يلتزم حزب الله بسحب قواته 10 كلم الى شمال الليطاني، علمت «البناء» أن المسؤولين الفرنسيين الذين زاروا لبنان خلال الأسبوعين الماضيين تحدثوا مع المسؤولين في الدولة اللبنانية عن مهلة تنتهي آخر الشهر الحالي للموافقة على المقترح الفرنسي الذي يتضمن انسحاب حزب الله 10 كلم شمالاً وتعزيز قوات اليونفيل والجيش اللبناني على الحدود لتطبيق القرار 1701، وإلا سيوسّع الجيش الاسرائيلي عملياته العسكرية على طول القرى الأماميّة وصولاً الى الليطاني. كما علمت «البناء» أن لا موعد محدداً لزيارة الوسيط الأميركي أموس هوكشتاين الى لبنان الذي جمّد زيارته الى لبنان، بعدما زار «إسرائيل» وغادر مباشرة الى الولايات المتحدة، وذلك بعدما أحجم لبنان عن إرسال الأجوبة على مقترح هوكشتاين. علماً أن المقترح الفرنسي وفق المراقبين هو مقترح أميركي – إسرائيلي ويعكس المصلحة الإسرائيلية والتي سبق ونقلها هوكشتاين خلال زيارته لبنان.
ومساء أمس، عممت دوائر السرايا الحكومية معلومات عن أن رئيس حكومة تصريف الأعمال نجيب ميقاتي التقى هوكشتاين (قد يكون التقاه ليلاً) في ميونخ لوضعه في أجواء التصعيد العسكري والتداول في ملفات على صلة بالحدود والجنوب. وأشارت مصادر إعلامية الى أن «ميقاتي اجتمع مع وزير الخارجية عبدالله بو حبيب في ميونخ التي انتقلا اليها في الساعات الماضية للمشاركة في مؤتمر الأمن السنوي».
من جهته، كشف نائب رئيس مجلس النواب الياس بوصعب، أن «هوكشتاين ما زال يعمل على ما بدأ به، بشأن الوضع في الجنوب»، موضحًا أنّ أفكار الفرنسيين والأميركيين مختلفة.
وكشف بوصعب في تصريح تلفزيوني «أنّني بُلّغت رسميًا من حزب الله ورئيس المجلس النيابي نبيه بري أن لا أجوبة على طروحات هوكشتاين قبل وقف إطلاق النار، وأعطيت جواباً أنه في النهار الذي يحصل فيه التفاهم بين حماس و»إسرائيل» باللحظة نفسها يطبق هذا الأمر بلبنان».
ولفت إلى «أننا في حالة حرب»، مشيرًا إلى أنّ حزب الله لا يزال يلتزم بعسكر مقابل عسكر والإسرائيلي «شطح» لأنّه متوتّر، معتبرًا أنّ الإسرائيلي لن يفكّر بالدخول بريًّا إلى لبنان، وقال: «برأيي أن أمين عام «حزب الله» السيد حسن نصرالله يتصرّف بمسؤولية تجاه الرأي العام اللبناني الذي لا يريد الحرب».
ميدانياً، ارتفعت حصيلة الشهداء والجرحى في الغارة الاسرائيلية التي استهدفت منطقة سكنية في مدينة النبطية إلى 8 شهداء و7 جرحى.. الاستهداف الذي أدى الى سقوط سبعة شهداء من عائلة برجاوي في حصيلة غير نهائية للمجزرة نفذته مسيرة اسرائيلية بصاروخ موجّه على شقة سكنية لآل برجاوي وسط المدينة. وتمكنت فرق الاسعاف والاغاثة بعيد منتصف ليل أمس الأول من انتشال الطفل حسين علي عامر من تحت الأنقاض حياً، بعد أكثر من 4 ساعات من البحث عن ناجين، فيما تمّ سحب 5 جثث تعود لصاحب الشقة الوالد حسين أحمد ضاهر برجاوي وابنتيه أماني حسين برجاوي وزينب حسين برجاوي، وشقيقته فاطمة أحمد برجاوي، وابن ابنته زينب الطفل محمود علي عامر، وتمّ نقلهم الى مستشفيات النبطية. فيما استمر البحث عن جثماني زوجة برجاوي أمل محمود عودة وابنة شقيقته غدير ترحيني. كما تمّ نقل صهر برجاوي علي عامر وأكثر من 6 أشخاص جرحى الى المستشفيات في النبطية للمعالجة.
في المقابل أعلن الإعلام الحربي في «حزب الله» قصف مستعمرة كريات شمونة بعشرات صواريخ الكاتيوشا، في ردّ أوليّ ‌‏على مجزرتي النبطية والصوانة. وأعلن الإعلامي الحربي في بيان ثانٍ، أنه «وفي إطار الردّ ‏على مجزرتي النبطية والصوانة استهدف ‏مجاهدو المقاومة الإسلامية ثكنة كريات شمونة بعدد من صواريخ فلق وحققوا فيها ‏إصابات مباشرة».
كما استهدفت المقاومة الإسلامية التجهيزات التجسسيّة للعدو في مواقع «المرج» و»رويسات العلم» و»الراهب» بالأسلحة ‏المناسبة، فيما تمّ استهداف ثكنة ‏زبدين في مزارع شبعا اللبنانية المحتلة بصاروخ «فلق».
وكانت صواريخ نوعية أطلقت أمس الأول، واستهدفت مركز قيادة المنطقة الشمالية الاسرائيلية في صفد ما أدّى الى سقوط قتلى وجرحى في صفوف جيش الاحتلال، وفق ما أعلن الإعلام الاسرائيلي الذي وصفها بالضربة القاسية. إلا أن حزب الله لم يتبنّ العملية.‏
في غضون ذلك، يتحدث السيد نصر الله عصر اليوم في مهرجان القادة الشهداء الذي يقيمه حزب الله، في مجمع سيد الشهداء (ع) في الضاحية الجنوبية.
ومن المتوقع وفق مصادر مطلعة لـ»البناء» أن يتطرق السيد نصرالله بالتفصيل لآخر التطورات الميدانية والسياسية في غزة والظروف الإنسانية المحيطة، والأبعاد الاقليمية والدولية، وآفاق المرحلة المقبلة على المستويات كافة، لا سيما في ظل مفاوضات القاهرة وتهديدات العدو الاسرائيلي بشن عدوان على رفح. كما سيردّ السيد نصرالله على تهديدات المسؤولين الإسرائيليين بتوسيع الحرب على لبنان ويعيد التذكير بمعادلات ضد استهداف المدنيين لردع العدو الإسرائيلي.
وأشار نائب الأمين العام لـ»حزب الله» الشيخ نعيم قاسم، خلال حفل تأبين عدد من الشهداء، الى أن «هذه المواجهة المسانِدة لا يمكن أن تتوقف إذا لم تتوقف الحرب بشكل كامل على غزَّة.
وأكد قاسم أننا «لن نترك عدواناً على مدنيين إلَّا وسنرُّد عليه بالطرق المناسبة، وسنعلن ذلك وسنُعرِّف أننا ردّينا من أجل المدنيين، حتى ولو كانت قواعدنا الآن التي نعمل عليها باختيارنا وبقرارنا أن تكون المواجهة محدودة في دائرة الجنوب بما يؤدي إلى فائدة غزَّة من دون استخدام كل القوة التي لدينا لندّخرها إلى الوقت المناسب». وشدّد على أنه «إذا جاء هذا الوقت المناسب بغير إرادتنا وفي أي وقت من الأوقات سنكون جاهزين تماماً لكل مواجهة مهما كانت كبيرة، وسنلقِّن الإسرائيلي دروساً لن ينساها أبداً، وسيكون درس 2006 هو درس ابتدائي أمام الدروس التي سيراها في المواجهة المقبلة».
وأوضح قاسم، أننا «لدينا لاءات ثلاثة: أولاً لا تراجع عن مساندة غزة ما دام العدوان قائماً مهما كان الثمن ومهما كانت التطورات، ثانياً لا نخضع للتهديدات ولا للتهويلات الإسرائيلية أو الغربية مهما كانت، لأنَّنا أهل الميدان، ولأنَّنا نعتبر أنَّ الدفاع واجب وبغيره لا استقرار ولا وجود لنا في هذه المنطقة ولا لقضية فلسطين». وأضاف قاسم: «لا نقاش لدينا حول مستقبل الجنوب اللبناني على ضفتيه من جهة فلسطين ومن جهة لبنان إلَّا بعد أن يتوقف العدوان الكامل على غزة، عندها تجري النقاشات وكل النقاشات التي تجري الآن وكل الاقتراحات التي تُقدَّم هي نوع من إضاعة الوقت أو التسلية أو ما شابه ذلك، لأنَّنا غيرُ معنيين بها لا من قريب ولا من بعيد».
ويستبعد خبراء عسكريون ذهاب حكومة الحرب الاسرائيلية الى حرب شاملة مع لبنان في ظل موازين الردع الحالية مع حزب الله واستنزاف جيشها في غزة، مرجّحين «تصعيداً إسرائيلياً مضبوطاً والاكتفاء بالضربات الموجعة»، وأشار الخبراء لـ»البناء» الى أن «تهديد السيد نصرالله بقدرة الحزب على تهجير مليوني مستوطن من الشمال سيدفع حكومة الحرب ونتنياهو للتفكير ألف مرة قبل الإقدام على حماقة تؤدي الى حرب شاملة مع لبنان». وبرأي الخبراء فإن حكومة الحرب فشلت بالعمليات العسكرية بإعادة المستوطنين الى الشمال، فكيف ستستعيد الأمن الى الشمال بحال توسّعت الحرب وتهجر أغلب مستوطني الشمال؟ وأوضح الخبراء أن «كلام السيد نصرالله سيشكل عامل ضغط كبير على نتنياهو لمنعه من شن حرب شاملة على لبنان أولاً، وثانياً تسريع وتيرة المفاوضات للتوصل الى اتفاق لوقف الحرب على غزة وتبادل الأسرى».
وفي سياق ذلك، رأى ضابط الاحتياط في جيش الاحتلال اللواء غيرشون هكوهين أن السيد حسن نصر الله يسعى للوفاء بواجبه في مساعدة حركة حماس، لكنّه في الوقت ذاته ينتهز الفرصة لصياغة مستوى جديد في هوية حزب الله كقوة إقليمية، وفق تعبيره.
وفي مقال لصحيفة «إسرائيل هيوم»، قال: «الهجوم الصاروخي على صفد، هو ارتقاء درجة في التصعيد»، ولفت إلى «وجوب تحليل الطريقة الخاصة التي تجعل من السيد نصر الله تهديدًا خطيرًا جدًا لوجود «إسرائيل» ليس فقط بسبب قوته العسكرية، مع حجم القذائف الصاروخية والصواريخ بعيدة المدى، التي يمتلكها حزبه والتي تُعدّ قوى عظمى، بل هو خطير بسبب حنكة سلوكه الاستراتيجي بشكل رئيسي»، على حدّ قوله. واعتبر أنّ السيد نصر الله نجح في «تحويل المنطقة الشمالية إلى ساحة معركة نشطة، ومستوطنات خط المواجهة إلى مهجورة، بعد اقتلاع نحو 70 ألف مستوطن من منازلهم». وخلص هاكوهين الى أن هذا فنّ الابتزاز الذي حسّنه وأتقنه (السيد) نصر الله.
على صعيد المواقف الرسمية، أعلن رئيس الحكومة نجيب ميقاتي أنني «تشاورت مع وزير الخارجية والمغتربين عبدالله بو حبيب في الوضع، وطلبت تقديم شكوى جديدة عاجلة ضد «إسرائيل» الى مجلس الامن الدولي».
واعتبر الحزب السوري القومي الاجتماعي في بيان أصدره عميد الإعلام معن حمية، أن مجزرة النبطية التي أعقبت مجزرة الصوانة، استحضرت مشاهد الأطفال الشهداء الذي قضوا في مجزرة قانا وغيرها من المجازر التي يحفل بها سجل الإرهاب الصهيوني في عدوانه على لبنان. كما تسلط الضوء على المجازر اليومية وحرب الإبادة الجماعية التي ينفذها العدو بحق أهلنا في قطاع غزة وفي الضفة وكلّ فلسطين المحتلة. وهذه كلها جرائم موصوفة ضدّ الإنسانية. وأكد أنّ تمادي العدو الصهيوني في جرائمه الوحشية، يعكس طبيعته العنصرية المعادية للإنسانية، وأنّ صمت مؤسسات المجتمع الدولي حيال هذه الجرائم، يضعها والدول التي تسيّرها، شريكة للعدو الصهيوني في مجازره وقتله للأطفال والنساء.
وأشار رئيس الحكومة الأسبق سعد الحريري، في دردشة مع الصحافيين في بيت الوسط، الى «أنني لا أرى أنه حان وقت عودتي للعمل السياسي».
وذكر الحريري أنّ «رئيس تيار المردة سليمان فرنجية صديقي تمامًا كما الوزير السابق جهاد أزعور». وقال: «هناك احزاب لديها تواصل مع إيران، ولكن هذا لا يعني أن ليس لدى حزب الله هامش في العمل في الداخل اللبناني»، مضيفًا «صحيح أنني علقت العمل السياسي ولكن مش يعني الواحد ما يعطي رأيو». وقال: «إذا لمست أن سنّة لبنان يميلون نحو التطرف ساعتها أنا بتدخّل».
وزار الحريري الرئيس بري أمس، في عين التينة.
وكانت الساحة الداخلية انشغلت بعودة الحريري الى لبنان لإحياء ذكرى اغتيال الرئيس رفيق الحريري وسط حشود شعبية كبيرة فاضت بها شوارع بيروت من مختلف المناطق اللبنانية. وعلمت «البناء» أن الحريري سيغادر الأحد المقبل لبنان على أبعد تقدير عائداً الى أبو ظبي. كما لفتت مصادر سياسية لـ»البناء» الى أن الفيتو السعودي على عودة الحريري الى الحياة السياسية في لبنان لم يُرفع حتى الساعة، وبالتالي لن تكون عودته النهائية إلى لبنان قريبة.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى