مقالات وآراء

«تحرير» أسيرين… ماذا عن الآخرين؟

 وفاء بهاني

قررت حكومة نتنياهو الاحتفال بنجاح القوات الصهيونية في «تحرير» اثنين من الأسرى الصهاينة من منزل في رفح، وهذا يأتي بعد عدة محاولات فاشلة لتنفيذ مثل هذه العمليات، ورغم أنّ الاحتفال بالنجاح كان محصوراً في الدوائر الحكومية ولم ينتشر إلى المستوى الجماهيري أو حتى المستوى الإعلامي، إلا أنّ هذا لم يعكس صورة الانتصار المطلوبة خاصة مع استمرار المقاومة وسقوط جنود صهاينة آخرين، بما في ذلك قائد كتيبة في خانيونس.
تُعتبر هذه العملية مهمة بالنسبة لنتنياهو لأنها جاءت قبيل اجتماع مقرّر لأعضاء المقترح البرلماني في القاهرة لبحث تحريك مفاوضات تبادل الأسرى. تعتبر «إسرائيل» نجاح العملية تأكيداً لقدرتها على ممارسة الضغط العسكري على حماس من أجل تليين موقفها في مسألة تبادل الأسرى.
على الرغم من محادثة بايدن مع نتنياهو، والتي حثه فيها على إرسال وفد «إسرائيلي» للاجتماع مع رئيس المخابرات المركزية الأميركية ورئيس المخابرات العامة المصرية ورئيس الوزراء القطري، فإنّ أنباء «إسرائيلية» تشير إلى عدم النية لإرسال الوفد الإسرائيلي. ورأت وسائل الإعلام الصهيونية أنّ الطريق إلى صفقة تبادل الأسرى ما زالت طويلة، ولكن من وراء الكواليس تُبذل جهود لتضييق الفجوات وتليين مطالب حماس.
ومنذ تمّ تقديم ردّ حماس، الذي يتضمّن عدداً كبيراً من البنود الإشكالية من وجهة نظر «إسرائيلية»، عمل رئيس الموساد ديدي بارنيع مع مصر ومع رئيس وزراء قطر من أجل تضييق الفجوات والتوصل إلى اتفاق يشكل خروجاً للكيان الصهيوني من ورطته الوجودية. وتُجرى نقاشات جدية حالياً حول الخطوط العريضة للصفقة، ولكن حتى الآن، لا ينوي الجانب الصهيوني المحتل إرسال ممثل إلى مصر لاستكمال إجراء المحادثات.
ويرى مسؤولون كبار في الكيان الصهيوني أنّ الفجوات في الصفقة لا تزال كبيرة، وهناك اتفاق كامل على أنّ الشروط التي طرحتها حماس غير قابلة للتفاوض. ومع ذلك، أكد مسؤولون سياسيون أنّ القرار قد يتغيّر في الساعات المقبلة بعد محادثات وجهود تجري خلف الكواليس.
ويُعتقد أنه يجري نقاش جدي حول الخطوط العريضة للصفقة ويعمل بارنيع، من بين أمور أخرى، مع رئيس المخابرات المصرية ورئيس وكالة المخابرات المركزية للتحرك نحو الخطوط العريضة.
لكن من المهمّ جداً أن نلاحظ أنّ نجاح عملية تحرير الأسيرين الصهيونيين لم يكن متاحاً إلا عبر المنظار الصهيوني، على الرغم من محاولة الصهاينة تقديم العملية على أنها اختراق بطولي، إلا أنّ هذا لا يخفي حقيقة أنّ الأسيرين كانا في عهدة عائلة فلسطينية وليس في عهدة حماس، وتثبت المعطيات ذلك الأمر، بما يعني أنّ القصة لم تنتهِ بعد، خاصة أنّ كلّ المؤشرات تفيد بأنّ الإفراج عن الأسرى الآخرين لن يحصل إلا بشروط المقاومة الواضحة والمعروفة وأوّلها وقف العدوان وفك الحصار عن غزة وتصفير السجون الصهيونية وتحرير الأسرى الفلسطينيين…

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى