أخيرة

دبوس

ملوكية بالأرانب أو بالأنارب بالمصري

 

طبق اليوم هو ملوكية بالأرانب، المكوّنات والمقادير: جيش، إعلام، مخابرات، بوليس، ميزانية، فأما الجيش فهو مصمّم من حيث العدد والعتاد بحيث يكون قادراً على القمع الداخلي في حالة حدوث تمرّد او ثورة داخلية، وكذلك يمتدّ دوره إلى الخارج في دول الإقليم إذا ما تطلّب الأمر ذلك، في حالة حدوث ايّ حراك قد يهدّد مصالح الدول المموّلة، وفي هذه الحالة، الغرب بقيادة أميركا، ودول الإقليم المستتبعة والدائرة في الفلك الغربي و… “إسرائيل”، كذلك فإنّ من أهمّ مهماته حماية الحدود “الاسرائيلية” الشرقية، وإبقائها في حالة أمن وهدوء مستدام، ولا يجب أن يشتمل التسليح والأعداد ما قد يشكل خطراً على “إسرائيل” في حالة حدوث أيّ صراع غير محسوب،
أما الإعلام فهو مكرّس لخدمة النظام وتلميع صورته وإظهاره بثوب قومي حريص على مصلحة الشعب، ومتفانٍ في خدمة الأهداف العليا للبلاد، ولذلك فإنّ الميزة الأولى لكلّ من ينخرط في الجسم الإعلامي للبلاد هي الولاء المطلق للحاكم،
وأما المخابرات فأولى مهمّاتها، المراقبة الحثيثة وجمع المعلومات عن الشعب تحسّباً لأيّ توجّه نحو الاعتراض، وعدم القبول بالوضع القائم، وهي مرتبطة عضوياً بأجهزة مخابرات الغرب، وعلى رأسها المخابرات المركزية الأميركية وكذلك “الإسرائيلية” ودول الإقليم لتبادل المعلومات، ورصد كلّ الحركات المشبوهة التي تشكّل خطراً على الأنظمة وعلى إسرائيل، وكذلك المصالح الغربية، والبوليس يتولّى تأمين الهدوء داخل نطاق الدولة، والتأكد من انّ الأمن مستتبّ، وأنّ الكلّ في حالة قبول ورضوخ من دون شغب او معارضة غير مقبولة،
وفي ما يتعلّق بالميزانية، فهي لتمويل كلّ ذلك، وتأتي من المساعدات الأمريكية، ومساعدات إضافية من دول الإقليم حسب الحاجة، وكلّ ذلك يتمّ تأمينه من أموال النفط بطريقة أو بأخرى، ومن دهنه قلّيله، وقد يتطلّب الأمر في بعض الأحيان ميزانيات إضافية طارئة لتجميل صورة النظام، إذا انخفضت شعبية الحكم الى الحضيض، ساعتئذٍ، علينا أن نقوم ببعض الحركات الدون كيشوتية، ليس لمجرّد إزالة أيّ انطباع في الشارع بالتبعية والارتهان للغرب ولـ “إسرائيل”، بل لإظهار النظام بمظهر البطولة والتفاني في خدمة تطلّعات الشعب، حينئذٍ ستبلغ الكوميديا ذروتها، وسنصبح في منطقة اللامعقول…
نتمنى لكم وجبة شهية، وتكويعة تستمرّ لعقود مقبلة كما استدامت طيلة القرن الفائت، ملوكية بالأرانب وبقليل من بهارات الإنزالات، وصحتين وعافية.

سميح التايه

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى