الوطن

لقاء في المركز الثقافي الروسي بمشاركة «القومي» في الذكرى الثانية لبدء العملية العسكرية في أوكرانيا / روداكوف: الغرب فشل بأداء دوره كزعيم عالمي والدول الحرة بدأت برفض القرارات الأحادية التعسفية

العميد د فادي داغر
السفير الروسي والزميلة عبير حمدان

تغطية ـ عبير حمدان

نظم المركز الثقافي الروسي في بيروت لقاء مع سفير روسيا الاتحادية ألكسندر روداكوف بمناسبة مرور عامين على بدء العملية العسكرية الروسية في أوكرانيا، حيث عرض روداكوف لأبرز القضايا المتصلة بهذه العملية ونتائجها وتداعياتها.
شارك في اللقاء وفد من الحزب السوري القومي الاجتماعي ضمّ عميد الخارجية غسان غصن، عميد الدفاع علي عرار، عميد العلاقات العامة الدكتور فادي داغر، ووكيلة عميد الخارجية سناء حبيب.
كما شارك مستشار وزير الإعلام مصباح العلي، النائب السابق أمل أبو زيد، نائب رئيس جمعية الصداقة الروسية ـ اللبنانية د. رياض نجم، أمين سر نقابة الصحافة اللبنانية د. طلال حاطوم والزملاء سركيس أبو زيد وغسان جواد وثريا عاصي وإبراهيم الحلبي وعماد رزق وعدد من المهتمين.
استهلّ اللقاء بالنشيدين اللبناني والروسي وبعدها رحب السفير روداكوف بالحضور ثم قدم عرضاً تفصيلياً حول الموقف الروسي الرسمي في ما يتصل بالعملية العسكرية الروسية في أوكرانيا، ومما قاله: «مررنا في العديد من الاأداث وبعد عامين من بدء العملية العسكرية الروسية في أوكرانيا نؤكد أنّ القوات الروسية تحتفظ بمواقعها ونحن نواصل سعينا الدؤوب لتحقيق أهدافنا بوقف التهديدات الصادرة من الدولة الأوكرانية وهذا العمل سيُنجز.
في السابع عشر من شباط تمّ توجيه ضربة استراتيجية حاسمة للقوات المسلحة الأوكرانية حيث سقطت أقوى نقطة محصّنة والتي ظلت منيعة منذ عام 2014 وتمّت إزالة خط المواجهة بشكل ملحوظ. وفي المقابل يتمّ استمرار الوضع الدولي بالتدهور والعملية التي قمنا بها ساهمت بالتحوّل التدريجي في ما يتصل بالهيمنة الأحادية على العالم والنموذج الاستعماري الغربي، وبالتالي علينا الاعتراف بأنّ الغرب قد فشل بأداء دوره كزعيم عالمي والدول الحرة بدأت برفض القرارات الأحادية الجانب بناء على القواعد الأميركية السيئة والتي هي في الأساس مجموعة من الإنذارات التعسفية».
وأضاف: «إنّ رفض الهيمنة الغربية من قبل لاعبين دوليين مؤثرين آخرين يؤدّي الى ازدياد احتمال خلق أزمات ونزاعات وتوتر وزعزعة الاستقرار في جميع أنحاء الكواكب مما ساهم في نشوء صراعات مسحلة مفتوحة في عدد من المناطق كما نرى في أوكرانيا والشرق الأوسط».
وقال: «أوكرانيا التي كانت نشأتها وإمكانية تقدمها ذات يوم بفضل الاتحاد السوفياتي تحوّلت الآن الى واحدة من أخطر البلدان في أوروبا وقد تجاوز الدين الخارجي في كييف تسعين في المائة من الناتج المحلي الإجمالي، إن الأموال التي يخصصها الغرب سترتب على الأوكرانيين ديوناً لعقود آتية، كما أنّ عدد سكان البلاد انخفض من 46 إلى 25 مليون نسمة، لقد أدّى الجوهر الغبي لسلطة كييف وازدواجية المعايير الغربية الى تحوّل أوكرانيا الى خلية إرهابية دولية ونقطة انطلاق لعمليات الكفاح المسلح ضدّ روسيا».
وأردف: «في العامين الماضيين ومنذ بداية الصراع خصص الغرب أكثر من 200 مليار دولار لأوكرانيا لأغراض عسكرية، وعلى سبيل المقارنة خصص الاتحاد الأوروبي 80 مليار دولار للدعم الإنساني لدول جنوب وشرق الكرة الأرضية لمدة سبع سنوات».
وأشار روداكوف إلى المتورّطين في الجرائم ضد الشعب الروسي، فقال: «إنّ كبار المموّلين لأوكرانيا عسكرياً هم الولايات المتحدة الاميركية وبريطانيا وألمانيا والدانمارك وبولندا والنروج وهولندا والسويد، وكلّ هذه الدول متورّطة في الجرائم ضدّ روسيا وسكانها المدنيين».
وأكد أنه في هذه الظروف ستظلّ أولوية السياسة الخارجية لروسيا الاتحادية هي ضمان الأمن القومي وخلق الظروف الموأتية للتنمية التدريجية لبلدنا ولخير البشرية، والالتزام بالمبادئ الأساسية للمساواة في السيادة بين الدول وعدم التدخل في شؤونها الداخلية وسيادة القانون الدولي.

داغر: إحباط المخطط الأميركي ـ الغربي
ضدّ روسيا وحلفائها
وقدّم عميد العلاقات العامة في «القومي» د. فادي داغر مداخلة قال فيها: «نحن نعلم أنّ العملية العسكرية الروسية هي إجراء استباقي في مواجهة خطر تمثله أوكرانيا نتيجة خضوعها لإملاءات الغرب، وأنّ الخطر الأوكراني الذي تمّ وأده كان الغرض منه إشغال روسيا عن الاهتمام بالقضايا الدولية. ونحن نرى انّ العملية العسكرية الروسية نجحت في وضع الضوابط والقواعد التي من شأنها أن تردع أوكرانيا وغيرها عن الذهاب في الركب الأميركي ـ الغربي.
وأتى جواب السفير في ما يتصل بالدول المحيطة بروسيا مؤكداً على الاهتمام بهذه الدول وتحديداً أوكرانيا لجهة المساعدات وسبل التطوير من الجانب الاقتصادي والاجتماعي والإنساني وحالياً حين نقارب حياة الأوكرانيين قبل 2014 وما بعدها نجد أنّ كثيرين تركوها ولا يريدون العودة إليها، نحن دعمنا المدارس وجهّزنا البنية التحتية وكلّ شيء كان مؤمناً للشعب هناك ولم نسعى للخلاف بينما هم فعلوا.

جواد: معركة الوصول
إلى عالم عادل وشراكة شاملة
ورأى الكاتب والاعلامي غسان جواد أنّ ما قامت به روسيا هو ضمن إطار معركة نحو مستقبل العالم الأكثر عدالة وشراكة، فقال: «طبعاً من خلال العملية العسكرية التي قامت بها روسيا أثبتت أنها جريئة لكي تفتح معركة مستقبل العالم وموازين القوى الدولية بعد العام 1990 وبعد الاتفاق على تفتيت الاتحاد السوفياتي استمرت الولايات المتحدة الاميركية بالعمل وفق منطق الحرب الباردة، في حين أنّ روسيا حاولت صوغ شراكات دولية ولا تزال تحاول من أجل تأمين الاستقرار الإقليمي والدولي، وكانت أول محطة من محطات الشعور الروسي بالتسلل الى الاتحاد الروسي بهدف تفكيكه كما حصل مع الاتحاد السوفياتي سابقاً هي أحداث الشيشان في أواخر التسعينات وأوائل 2000 وقد أطلق الرئيس بوتين في مؤتمر ميونيخ صرخة حول الأمن الدولي وقال للغرب إنه يتصرّف بطريقة خاطئة ولا يحترم الدول بما يكفي، ولا تزال القوات الأميركية والناتو تعمل على تطويق الاتحاد الروسي من القوقاز الى أوكرانيا الى جورجيا وآسيا الوسطى»
وتابع جواد قائلاً: «لم تأتِ الخطوة الروسية عام 2022 من فراغ إنما جاءت بعد تمهيد وخطاب سياسي أسّست له موسكو حيث تحركت عام 2008 في جورجيا، وكان أول تحرك عسكري جذري لمحاولة وضع حدّ لهذا التطور والتقدّم الأميركي والأوروبي لمحاولة وضع اليد على أراضي روسيا الاتحادية وبعدها تزامنت ما يسمّى «الثورة» في أوكرانيا مع ما أسموه «الربيع العربي»، ونحن هنا عايشنا ما يشبه أحداث أوكرانيا وجورجيا لتوجيه الناس باتجاه معيّن، وجاءت لاحقاً اتفاقية مينسك التي لم يلتزم بها الغرب وأميركا وكلّ هذا السلوك هدفه تجويف المدى السوفياتي السابق للانقضاض عليها وهي كانت تدافع عن أمنها القومي، وبالتالي على موازين القوى في الشرق الأوسط ونحن استفدنا من قوة وجرأة روسيا في هذه المواجهة، وباعتقادي ما يجري اليوم في فلسطين نتيجة الاستفادة من انشغال الغرب في ما يحصل في أوكرانيا لخلق معركة هنا تضعف الولايات المتحدة الأميركية وحلفاءها لتجعلها قابلة لعالم متوازن وعادل، من هنا معركة الأمن الروسي هي معركة للوصول الى عالم أكثر عدالة».

الوقوف مع روسيا موقف محق
في مواجهة الهيمنة والاستعمار الأحادي
وركزت باقي المداخلات على الواقع العسكري في أوكرانيا وتداعياته، حيث اعتبر د. عماد رزق أنّ الساحة الأوكرانية شكلت ميدان تجارب عسكرية وأنّ الحرب لم تبدأ هناك كي تنتهي إنما هي مستمرة.
ورأى النائب السابق أمل ابو زيد أنّ علينا مواكبة ما يحصل على مستوى العالم والانطلاق من المشهد الكبير الى واقع تكوين الشرق الأوسط اقتصادياً كي نتمكن من مساعدة أنفسنا، حيث أنّ روسيا هي الدولة الصديقة وبالتالي علينا إزالة العقبات والعقوبات التي نفرضها على أنفسنا دون أن ندري لأننا محكومون بسياسات معينة.
بدوره قال د. طلال حاطوم: «من موقعنا كإعلاميين علينا مواكبة الحدث من وجهة نظر روسية وليس من خلال وكالات خلفياتها معروفة، ونحن حين نقف مع روسيا فهو موقف مع الحق حيث انّ انتصارها في المواجهة المفتوحة سينسحب على كلّ العالم الحر.
واعتبر د. رياض نجم أنّ ما نشهده من صراع بين روسيا وأوكرانيا هو ضمن سياسة الغرب اتجاه الاتحاد السوفياتي سابقاً وهي مستمرة حالياً مع الاتحاد الروسي، ذلك أنّ الاتحاد السوفياتي قدّم خدمات إنتاجية للمجتمعات وشجع دول العالم على التصدي ودعم الحركات الاستقلالية والتحررية للشعوب التي عانت من الاستعمار، اذاً هو صراع بين سياستين هما سياسة الاستعمار ونهب الشعوب مقابل سياسة التعاون والتحرر على أساس متساوٍ بين الدول.
وقال ابراهيم الحلبي انّ المعركة القائمة اليوم في الميدان الأوكراني تداعيتها سياسية وخفض المساعدات للجيش الأوكراني ليست مسألة هامشية، لافتاً إلى أنه رغم العقوبات لم يزل الاقتصاد الروسي متماسكاً وقوياً.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى