الوطن

«الحملة الأهليّة» دعَت للالتفاف حول لبنان ومقاومته: الضغط على أميركا الطريقُ الأمثل لوقف العدوان في غزّة

عقدَت «الحملة الأهليّة لنصرة فلسطين وقضايا الأمّة» اجتماعها الأسبوعيّ في «كليّة الدعوة الإسلاميّة» بحضورِ ناموس المجلس الأعلى في الحزب السوريّ القوميّ الاجتماعيّ المحامي سماح مهدي إلى جانب المنسّق العام للحملة معن بشّور والأمين العام لـ»حركة الأمّة» الشيخ عبد الله جبري ومقرّر الحملة د. ناصر حيدر وأعضائها.
وصدرَ عن المجتمعين بيانٌ هنّأوا في مستهلّه، أبناءَ الأمّة بحلول شهر رمضان ورأوا «أنّ حربَ التجويع المرعبة المتصلة بحرب المحارق والمجازر التي يقوم بها العدوّ الصهيونيّ وداعموه في واشنطن ودول الغرب والتي باتت صياماً إلزاميّاً على أهلنا في غزّة من دون إفطار على مدى 151 يوماً، ستبقى وصمةَ عارٍ في جبين المجتمع الدوليّ والأنظمة العربيّة والإسلاميّة التي وجد بعضها طريقاً بريّاً لإمداد العدوّ بالمساعدات الإنسانيّة، فيما لم يجد سوى الإسقاط بالطائرات طريقاً لإرسال المساعدات الإنسانيّة في غزّة من دون أن يربطوا على الأقلّ إرسال المساعدات إلى كيان العدوّ بشرط «شاحنة مقابل شاحنة»، بدلاً من ترك شعبنا الفلسطينيّ أسيرَ الإبادة الجماعيّة أو التجويع الإجراميّ».
وتوقّفوا أمامَ الحوار الفلسطينيّ – الفلسطينيّ الذي انعقدَ في موسكو الأسبوع الفائت واعتبروه «خطوةً بالإتجاه السليم» متمنّين «أن يستكمل حوار موسكو أعماله بترتيبات عمليّة داخليّة لتُعيد الوحدة إلى الساحة الفلسطينيّة خصوصاً بعد أن اتضَحَ للجميع أنّ الكلّ الفلسطيني مستهدف بهذا العدوان النازيّ».
وعرضَ المنسّق العام لأجواء الإرتياح لدى الفصائل كافّة «من النداء الذي أطلقته الحملة الأهليّة عشية بدء الحوار إلى القيادات الفلسطينيّة المجتمعة في موسكو، ورأوا فيه صرخةً وطنية وقوميّة صادقة للخروج من حال الانقسام ومن الأضرار التي رافقته منذ سنوات».
واطّلَعَ المجتمعون على أجواء المفاوضات الجارية من أجل وقف العدوان وتبادل الأسرى وانسحاب قوات الإحتلال عن الأراضي المحتلة في غزة، والسعي لفك الحصار ولعقد صفقة تبادل الأسرى وفق الشروط التي وضعتها فصائل المقاومة، ورأوا أنّ «العدوّ ما زال يتهرّب من حسم مسألتين أساسيتين أولاهما الانسحاب الكامل من شمال غزّة وعودة النازحين إلى منازلهم، وثانيهما صفقة تبادل الأسرى». ودعوا إلى «أوسع دعم عربيّ – إسلاميّ ودوليّ لموقف المقاومة الملتزم بالقانون الدولي الإنسانيّ والذي أبدى مرونة في إطار الحرص على المطالب المحقة للمقاومة».
واعتبروا أنّ الاعتداءات الأميركيّة والصهيونيّة على سورية «تكشفُ أنَّ ما فشلوا في تحقيقه بالوكالة يحاولون تحقيقه بالحرب المباشرة عليها»، ورأوا في ذلك «ارتباطاً وثيقاً بين العدوان على غزّة وبين الحرب الكونيّة المستمرّة منذ 16 عاماً، وتأكيدَ أنّ القوى الإستعماريّة والصهيونيّة وأدواتهما في المنطقة تلجأ اليوم إلى شنّ الحرب بشكل مباشر، بعد أن فشلت في شنّها بالوكالة بعد صمود تاريخيّ أبدته سورية، شعباً وجيشاً وقيادةً ورئيساً على مدى 13 عاماً».
ورأوا «في تصاعد المواجهات المسلّحة على الحدود اللبنانيّة – الفلسطينيّة المحتلّة، منذ الثامن من تشرين أول 2023 وحتى اليوم، وتصعيد عمليّات المقاومة ضد مستعمرات العدوّ وثكناته وتجمّعاته تعبيراً عن تلاحم الشعب في لبنان وفلسطين في مواجهة العدوان، وإدراكاً من المقاومة اللبنانيّة أنّ لبنان سيكون الهدف التالي لهذا العدوّ، ينبغي على كلّ اللبنانيين والعرب والأحرار في العالم الالتفاف حول لبنان ومقاومته إذا لم يكن مستعدّاً لمواجهته على كلّ صعيد».
وحيّا المجتمعون المقاومين في لبنان على وقفاتهم البطوليّة في مواجهة العدوّ والانتصار العمليّ المدوّي لأهلهم في غزّة وعموم فلسطين وحيّوا أرواح الشهداء الذين يرتقون كلّ يوم في هذه المواجهات، وتمنّوا الشفاء للجرحى، وأبدوا تضامنهم مع أبناء القرى الحدوديّة كما أبدوا أيضاً اعتزازهم بكلّ المواجهات التي تشهدها الأراضي العربيّة ضدّ العدوان الصهيو – أميركيّ – البريطانيّ في لبنان وسورية والعراق واليمن «الذي كان في وقفات قوّاته المسلّحة وأبنائه مفاجأة للأمّة والعالم ونقل المواجهة من إطار محليّ إلى إطار إقليميّ ودوليّ».
وتوقفوا «باعتزاز أمام الفوز الساحق الذي حققه المناضل البريطانيّ الشُجاع جورج غالاوي» ورأوا فيه «مؤشّراً إلى تغيير كبير في المزاج العالميّ تجاه القضية الفلسطينيّة وتراجُع السرديّة الصهيونيّة أمام السرديّة الفلسطينيّة والعربيّة». ورأوا «في هذا الفوز المترافق مع المسيرات الشعبية الضخمة التي يشهدها العالم بكلّ قارّاته، ما يؤكّد أنّنا أمام تحولات جذريّة وحقيقيّة في النظام العالميّ لصالح عالم أكثر سلاماً وعدلاً واستقراراً وأمناً».
ورأى المجتمعون «أنّ الطريقَ الأمثل لوقف العدوان في غزّة، يكمن في تصعيد الضغط على الإدارة الأميركيّة لوقف دعمها وإمداداتها للعدو باعتبار أن المدير الفعليّ لهذا العدوان هو هذه الإدارة المنحازة للكيان الصهيونيّ».
وحذّروا «من أصوات تتسّع هنا وهناك لإدانة العرب على تخاذلهم في خلطٍ غير مبرّر بين موقف بعض الحكّام العرب المتخاذل والمتواطئ مع العدو ضدّ شعب فلسطين وبين موقف الجماهير العربيّة والإسلاميّة التي يقاتل بعض أبنائها إلى جانب المقاومة في غزّة والتي لا تفوّت فرصة من أجل التعبير عن مساندتها لغزّة سواء داخل العالم العربيّ أو خارجه».
وأبدوا «تخوّفهم من أنّ خطّة هؤلاء الذين لا يميّزون بين الجماهير والأنظمة، هي ضرب وحدة الأمّة التي لم تتجلَّ في معركة، كما هي اليوم، والتي تُعبّر عن نفسها بطريقة أو أخرى، ومن أجل إشاعة اليأس لدى الشعب الفلسطينيّ نفسه بهدف دعوته إلى الاستسلام». ودعوا «القوى الحيّة في الأمّة إلى التنبّه من خطورة هذه الأصوات والعمل لمواجهتها بكلّ الوسائل الممكنة».
ورحّبوا بمؤتمر «البنيان المرصوص» ورأوا «في قراراته المهمّة، إسناداً حقيقيّاً لشعبنا في غزّة وفلسطين بوجه العدوان وتأكيدَ وقوف الأمّة بأسرها خلف مقاوميها الأبطال».
كما وجّه المجتمعون التحيّة إلى «كلّ أحرار العالم الذين يملأون العواصم والمدن بمظاهرات مندِّدة بالعدوان على غزّة، وفي مقدّمهم أعضاء «المنتدى العربيّ الدوليّ من أجل العدالة لفلسطين»، بما يؤكّد أنّ معركة تحرير فلسطين ليست معركة محليّة أو قوميّة أو إسلامية فحسب بل هي معركة أحرار العالم كافّة».

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى