أخيرة

دبوس

بريجنسكي وإطاعة ولي الأمر
لم تكن المؤامرة الجنائية الشيطانية التي تفتّقت عنها عبقرية زبيغنيو بريجينسكي مستشار الأمن القومي الأميركي، ذي الأصول البولندية، خلال إدارة الرئيس الأميركي جيمي كارتر من الأمور التي يُمكن المرور عليها مرور الكرام، لقد كان حدثاً استراتيجياً بالغ الأهمية، ما زال يؤثر على شؤون العالم حتى الآن بطريقة فادحة، بالفكر الشيطاني وبالتخطيط، بالممارسة والتنفيذ، كان الأعراب بالمال وبالدم وبالفكر الترّهي المعوجّ، لا يحلم أيّ مخطِّطٍ استراتيجي بتكوينٍ يضمن له ان يلحق الهزيمة بأعدائه من دون قطرة دمٍ واحدةٍ، وبتمويل من أطراف منفّذةٍ لديها الكثير من العملة الخضراء من دون جهدٍ ولا تعب، يكفي أن نلوي عنق الدين، حتى يصبح مطيّةً في يد الشيطان، بدلاً من ان يكون رسالةً للمستضعفين، ولإحقاق الخير والعدل والإنصاف، فلنجعل من وليّ الأمر قوةً مطلقةً حتى لو تناقضت مع الإرادة الإلهية، وستصبح الأمة برمتها في جيبنا ما دام ولي الأمر هذا في جيبنا…
هكذا أريدَ للدين أن يكون، وهكذا تصدّى دهاقنة الوهابية لهذه الإشكالية، فقطعان المقاتلين في «سبيل الله»، تم التعابث بكيمياء عقولهم الضحلة، البسيطة، للبعث بهم نحو الشهادة «في سبيل الله»، وهم يُزجّ بهم في واقع الحال كقوات بريّة باذلة للدم للقتال في حروب أميركا والكتلة الغربية والكيان الغاصب،
لقد رحل الصانع بريجينسكي وبقيت الصناعة، رحل مخترع عقيدة الجهاد في سبيل الشيطان، وبقيت قطعان الإرهاب في كلّ مكان على سطح هذه الأرض، البارحة فقط، قامت هذه القطعان بذبح 36 من الناس البسطاء الذين خرجوا يجمعون الكمأة من السهول، كما قاموا بقتل بعض الجنود السوريين وجرح البعض الآخر في درعا والقنيطرة، هذا هو بالضبط جهادهم، بينما دولة الإجرام والبغي والعدوان على مرمى حجر منهم، تفتك بشعب شقيق آخر، لم يستدع منهم طلقةً واحدة…
في بوركينا فاسو والنيجر ومالي القابعة في غرب أفريقيا، تمّ استنهاض مجاميعهم الضالة لقتال شرس مع هذه الدول، والتي نجحت مؤخراً في طرد فرنسا السارقة لثرواتهم لخارج البلاد، فأوعز إليهم بالبدء بالتقتيل والتخريب والاندفاع بالبلاد الى مجاهل الفوضى والنزاعات اللامتناهية، هذا هو دورهم بالضبط، والذي اخترعه لهم بريجينسكي وموّلهم وابتدع عقيدتهم الضالة…
سميح التايه

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى