أولى

نتنياهو وخطاب الحرب

– لم تكد مفاوضات القاهرة تحت عنوان التوصل الى اتفاق في غزة تكشف عن وهم التفاؤل الذي وزّعه الأميركيون، بلسان رئيسهم جو بايدن الذي راح يوزع مواعيد مفترضة لوقف النار، حتى خرج رئيس حكومة الاحتلال بنيامين نتنياهو عبر صحيفة “بوليتيكو”، يتحدث عن جبهتي لبنان وغزة بلغة التهديد، حيث معركة رفح على الأبواب، وبالتوازي عودة مستوطني الشمال المهجّرين بالطرق الدبلوماسية أو بالقوة.
– عملياً، بقي الموقف الأميركي والإسرائيلي عند خطاب موحّد في رفض وقف الحرب، وحصر المفاوضات بفرضية هدنة مؤقتة تتضمن تبادل الأسرى وفق معادلات غير محرجة لكيان الاحتلال وتوفر دخول بعض المساعدات لسكان غزة المحاصرين، رغم كل الكلام عن خلافات أميركية إسرائيلية.
– جاء الإعلان عن رصيف بحريّ أميركيّ على ساحل غزة دلالة جديدة على التنسيق الأميركي الإسرائيلي في إغلاق معبر رفح واستمرار حرب التجويع والتركيع؛ والتنسيق الموازي في تخطيط مستقبلي لغزة يتضمن حضوراً أميركياً عسكرياً وبناء رصيف بحري غير مؤقت، وتقطيع أوصال غزة وإعادة ترتيب وضع السكان فيه، بما يتناسب مع الخطة المستقبلية التي تطال مستقبل ثروات الغاز في ساحل غزة.
– الحرب مستمرّة ولم ينضج بعد ظرف إيقافها. وعدم نضج الظرف هو في المفهوم الأميركي الإسرائيلي أن المقاومة لم تتلق الضربة اللازمة لقبول اتفاق بشروط مريحة لأميركا والكيان. وعدم نضج الظرف يعني بالنسبة للمقاومة استمرار المكابرة الأميركية والإسرائيلية والرهان على أن يلعب الوقت ضد المقاومة فتنخفض شروطها للاتفاق. والمقاومة واثقة من قدرتها على مواصلة الحرب لشهور وسنوات.
– ندخل شهر رمضان والحرب مستمرّة. وهذا يلقي مسؤوليات على الشارع العربي والإسلامي لتحويل شهر رمضان إلى شهر مساندة غير مسبوقة لغزة والمقاومة.

التعليق السياسي

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى