أحزابُ البقاع حيّت المقاومة في الجنوب واليمن وسورية والعراق: أنشطة استنهاضيّة توعويّة في مواجهة العدوان الأميركيّ الصهيونيّ على الفلسطينيّين
اتفقَ لقاءُ الأحزاب والقوى الوطنيّة والقوميّة والفصائل الفلسطينيّة في البقاع، خلال اجتماع تنسيقيّ بدعوةٍ من حزب الاتحاد، في مقرّه في الخيارة – البقاع الغربيّ، على “سلسلة أنشطة وتحرّكات استنهاضيّة توعويّة مشترَكة في مواجهة العدوان الأميركيّ الصهيونيّ وملحقاته من دول الغرب الجماعيّ على الشعب الفلسطينيّ وأمّتنا”. كما جرى التداول بما آلت إليه الأوضاع في مسرح العمليّات ونقاط الاشتباك في الجنوب.
وخلُصَ المجتمعون في بيان إلى التلاقي على أنَّ “الكيان الصهيونيّ الغاصب بعد السابع من تشرين كإنجاز إعجازيّ وفرط إستراتيجيّ، بدأ يعيش سكرات القلق الوجوديّ وعدم الثقة بالهويّة فاقداً دوره الوظائفيّ الذي أُنشئ من أجله في ردع وترهيب محيطه بالقوة العسكريّة الغاشمة المتفوّقة وتوفير الأمن والأمان لقطعان المستوطنين في الأرض الموعودة ليُصاب المشروع الإحلاليّ الاستيطانيّ بانتكاسة حادّة تُرجمت هجرةً معاكِسة ستقوّض مع الوقت مرتكزات المشروع الصهيونيّ في السيطرة والتوسُّع”.
ورأوا أنَّ صمودَ الشعب الفلسطينيّ الأسطوريّ وتحمّله فظاعات وارتكابات حرب الإبادة الجماعيّة قتلاً وتجويعاً وبسالة المقاومة الفلسطينيّة بكل أطيافها وإبداعاتها “أفشلا أهداف العدوان الصهيونيّ على غزّة بحيث تُقاس الحروب بنتائجها ومدى تحقّق أهدافها في حين لم يحصد نتنياهو سوى الخيبة وسقوط هيبة الدولة العبريّة”.
ولفتوا إلى “ضرورة التركيز على الدور الأميركيّ كراعٍ وداعمٍ وشريكٍ أساسيٍّ في العدوان على غزّة وشعبها، وما التباكي الإنساني على الشعب الفلسطينيّ سوى نفاق موصوف يحاول صرفَه ذاك الخرِف القابع في البيت الأسود في صندوق الاقتراع في محاولة لرأب الصدع داخل الحزب الديمقراطيّ واستمالة أصوات العرب والمسلمين”.
ودعوا إلى “تحفيز الجمهور الغربيّ المتعاطف مع الشعب الفلسطينيّ خصوصاً في أوروبا التي تخشى سقوط صدقيّتها الحضاريّة المهزوزة أصلاً ولا سيّما أنّ العقل الغربيّ بدأ يطرح الأسئلة الإحراجيّة التي أملَت عليه التطلّع إلى المشهد الفلسطينيّ من منظور أخلاقيّ قيميّ ويتحرّر تدريجيّاً من طغيان اللوبيات اليهوديّة ويطرح الأسئلة حيال ممارسات إسرائيل وسرديّتها الكاذبة حيال مظلوميّة خادعة لطالما ابتزّت من خلالها الغرب وشكّلت لها عنصر رعاية وحماية”.
وأعربوا “عن توقهم وشوقهم لأن يقتدي الشارعُ العربيّ بالحراك الجماهيريّ في الغرب الذي بدأ يؤثّر في سياسات ونهج الدول الداعمة للكيان الصهيونيّ”.
وحيّوا “قوى محور المقاومة في ساحات الاشتباك ولاسيّما في الجنوب اللبنانيّ واليمن وسورية والعراق والذي زنَّرَ الكيان الغاصب بالنار وأنهكَ قواه العسكريّة واقتصاده وساند غزّة ومقاومتها مجسّداً وحدة المصير القوميّ من خلال وحدة الساحات”.
وشدّدوا على “ضرورة وحدة البندقيّة الفلسطينيّة في وجه العدوّ الصهيونيّ والتشبُّث بأهداب الوحدة الفصائليّة سواء في ميدان القتال أو العناوين السياسيّة التفاوضيّة لإحقاق الحقّ الفلسطينيّ، لأنَّ في ذلك إجهاضاً لمحاولات العدوّ الصهيونيّ الحصول على مكسب يحفظ ماء وجهه بالمخاتلة والمكائد بعدما عجزَ عن تحقيقه بالآلة العسكريّة مع تأكيد الشروط التي وضعتها المقاومة الفلسطينيّة”.
وحذّروا من “إجراءات العدوّ الصهيونيّ لجهة تقييد حركة المصلّين في شهر رمضان المبارك وما يتعرَّض له المسجد الأقصى من تهديد سيُشعل ليس المنطقة وحسب بل العالم إذا ما تمادى اليمين الصهيونيّ في ترجمة خرافاته التلموديّة الغيبيّة”.
ونبّهوا من “مخاطر إيقاف الدعم عن أونروا وارتباط هذا القرار بخطّة تصفية القضيّة الفلسطينيّة وحقّ العودة وضرورة تضافر الجهود في الدول المعنيّة للضغط بإتجاه إعادة تمويلها وعدم المسّ بجهدها الإنسانيّ ووقف استباحة وتخريب القرارات الدوليّة من جانب الكيان الصهيونيّ وعصيانه على المؤسَّسات الدوليّة ومنها محكمة العدل الدوليّة التي أدانت جرائم حربه وممارساته العدوانيّة”.
وأبقى المجتمعون “لقاءاتهم مفتوحة للتداول والتشاور في الهمِّ المشترَك”.