مانشيت

أنصار الله يقلبون الطاولة: استهداف السفن المؤيّدة للكيان من المحيط الهنديّ/ سجال التجنيد يربك التحالفات الحكوميّة في الكيان وتجاذب بين غالانت ونتنياهو/ توتر بين الحزب الديمقراطي وحزب الليكود حول الدعوة للانتخابات المبكرة

‬ كتب المحرّر السياسيّ

أعلن السيد عبد الملك الحوثي قائد حركة أنصار الله اليمنيّة أن قرار حظر عبور السفن المؤيّدة لكيان الاحتلال سوف يدخل مرحلة جديدة، معلناً عن منع عبور السفن المرتبطة بـ»إسرائيل» من المحيط الهندي نحو طريق الرجاء الصالح، ورأت مصادر متابعة للملاحة البحريّة أن القرار الجديد يعني دخول أنصار الله المواجهة مع الهيمنة الأميركيّة على البحار من بوابة التضامن مع غزة، إلى مساحة جغرافيّة تتجاوز المدى الإقليميّ لليمن، وتمثل تحدياً استراتيجياً للهيمنة الأميركية على الممرات المائية. وقالت المصادر إن الأميركي يدخل منطقة شديدة الحرج في كيفية التعامل مع الخطوة اليمنيّة الجديدة التي تعني عملياً قلب الطاولة بوجه الأميركيّ، ما لم يُسارع الى التحرك لفرض وقف الحرب على غزة.
في العلاقات الأميركيّة الإسرائيلية امتداد أصداء وتداعيات للفشل المشترك في الحرب مع محور المقاومة، ومع التمسك بمواصلة الحرب والارتباط بمصير مشترك، تقاذف المسؤولية عن الفشل وارتفاع الصوت الأميركيّ الانتقاديّ تجاه الأداء الإسرائيلي. وكان البارز كلام زعيم الغالبية الديمقراطية في الكونغرس الأميركي تشاك شومر، حيث قال «إنّ رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو عقبة كبيرة أمام السلام وقد خضع في كثير من الأحيان لمطالب المتطرّفين». وأضاف «أعتقد أن انتخابات جديدة هي الطريقة الوحيدة لإفساح المجال أمام عملية اتخاذ قرار سليمة ومفتوحة بشأن مستقبل «إسرائيل»، في وقت فقد الكثير من الإسرائيليين ثقتهم برؤية حكومتهم وإدارتها»، معتبرًا أنّ «تحالفًا يقوده نتنياهو لم يعد يلبّي حاجات «إسرائيل» بعد السابع من تشرين الأول». وردّ حزب الليكود على تصريح شومر بالقول إن «»إسرائيل» ليست جمهورية موز وإن سياسة نتنياهو تحظى بتأييد عام كبير». ولفت إلى أنه «خلافاً لكلمات شومر، فإن الجمهور الإسرائيلي يؤيد الانتصار المبين على حماس ويرفض أي إملاء دوليّ لإقامة دولة فلسطينية إرهابية ويعارض عودة السلطة الفلسطينية إلى غزة».
في داخل الكيان يتصاعد الجدل حول خطة التجنيد مع التأكيد على الحاجة لآلاف الجنود والضباط، حيث الانتقادات لإعفاء الحريديم يشترك فيها زعيم المعارضة يائير لبيد وعضوا مجلس الحرب بيني غانتس وغادي ايزنكوت، بينما صعد إلى الواجهة التجاذب بين رئيس الحكومة بنيامين نتنياهو ووزير الحرب يوآف غالانت، بعدما حذّر نتنياهو غالانت من مخاطر عدم تضمين مشروع التجنيد الذي سوف يُعرَض على الحكومة الأحد من إعفاء الحريديم من التجنيد.

لا يزال الوضع الأمني في الجنوب يتصدّر المشهد الداخليّ في ضوء المواقف التي أعلنها الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله في كلمته الأخيرة أمس الأول، لا سيما لجهة تأكيده بأن جبهة الجنوب وجبهات محور المقاومة ستبقى مفتوحة لإسناد غزة طالما العدوان الإسرائيليّ مستمرّ على القطاع. ما يؤشر وفق ما يشير خبراء في الشؤون العسكرية والسياسية لـ»البناء» إلى أننا أمام مرحلة جديدة من الحرب ستكون أكثر ضراوة في العمليات العسكرية وقد تتوسّع في الجغرافيا والأهداف ونوع السلاح، ما قد يرفع نسبة المخاطر من الانزلاق إلى حرب إقليمية حقيقية. ولفت الخبراء إلى أن تأكيد السيد نصرالله على استمرار اشتعال الجبهات يعزّز الموقف التفاوضي للمقاومة الفلسطينية التي تملك مقوّمات الصمود للقتال لأطول مدة ممكنة. وكل ما صمدت غزة تقلّصت المدة التي يستطيع العدو القتال فيها بظل الاستنزاف الذي يتعرّض له على كافة المستويات العسكرية والاجتماعية والاقتصادية والسياسية. وأوضح الخبراء أن تنازل المقاومة الفلسطينية غير وارد لأن أي تنازل يعني خسارة المقاومة وتفريطاً بمكتسبات طوفان الأقصى وبالتالي ضربة قاصمة للقضية الفلسطينية، وفي المقابل «إسرائيل» لا تستطيع التراجع في الوقت الراهن لأنها تعتبر المعركة وجودية فيما لا يزال أمام الولايات المتحدة متسع من الوقت للمناورة بدعم «إسرائيل» قبل الدخول في العميلة الانتخابية.
وواصلت المقاومة في لبنان تسديد ضرباتها للعدو الإسرائيلي واستهدفت ‏موقعي السماقة ورويسات العلم في تلال كفرشوبا اللبنانية المحتلّة بالأسلحة الصاروخيّة. كما استهدفت مجموعات من جنود العدوّ الإسرائيلي داخل موقع المالكيّة، وفي محيط تلة الكرنتينا، وداخل موقع بياض بليدا بالأسلحة المناسبة، وأوقعوا فيها ‏إصابات.‏
ونشر الإعلام الحربي في المقاومة مشاهد من عملية استهداف مجاهديها قاعدة كيلع التابعة لجيش العدو الإسرائيلي في الجولان السوري المحتل.
في المقابل شنّ الطيران الحربي غارة إسرائيلية على برعشيت في القطاع الغربي، و3 غارات على بلدة كونين. كما أغار على بلدة الناقورة مستهدفاً أحد منازلها فتوجّهت الى المكان سيارات الإسعاف. وسجّل قصف مدفعيّ على أطراف طير حرفا – عين الزرقا. وعثر على صاروخ إسرائيليّ سقط ليلاً في محيط مجمع الإمام الرضا في بلدة ميس الجبل ولم ينفجر وتمّ إغلاق المكان في انتظار وصول فريق هندسة من الجيش اللبناني.
على الصعيد الرسميّ أطلق وزير الخارجية عبدالله بوحبيب سلسلة مواقف بارزة. ولفت في حديث تلفزيوني الى أنّه ورئيس مجلس النّواب نبيه بري «مع تطبيق القرار 1701 بشكل واضح، ولكن هناك خلاف في وجهات النّظر مع ميقاتي الّذي يتخوّف من حرب». واستبعد أن «تشنّ «إسرائيل» حربًا بريّةً على لبنان، لأنّها تعرف بأنّ حرباً كهذه لن تكون نزهةً بالنّسبة لها»، متوقّعًا أن «تطول حرب الاستنزاف الّتي تشنّها «إسرائيل» عبر مسيّراتها».
كما شدّد على رفضه «أنصاف الحلول من خلال تجاهل أو إغفال موضوع انسحاب «إسرائيل» من مزارع شبعا وتلال كفرشوبا، لأنّها بمثابة هديّة مجانيّة لـ»إسرائيل»، وتؤدّي إلى تجدّد الصّراع لاحقًا»، وأجرى ربطًا بين «سحب «حزب الله« عناصره المنتشرة في المناطق الحدوديّة، وقرار شركات النّفط فيما خصّ التنقيب عن الغاز». ورأى أنّ «قرارها سياسي وليس تقنيًّا، وإذا ابتعد «حزب الله» عشرة كيلومترات عن الحدود تتغيّر النّتائج».
وتحدّث عن «مؤامرة على لبنان في ما يخصّ ملف النزوح السوريّ«، معتبرًا أنّه «لا يمكن فتح أبواب البحر جهارًا»، منوّهًا إلى «أنّه على المستوى الشّخصي مع «قبّة باط»، ولكن الأجهزة الأمنيّة لديها حسابات مختلفة».
وكشف بوحبيب أنّ ميقاتي يتعدّى على دوره كوزير خارجيّة، «من خلال محاولاته المتكرّرة لاختصار صلاحيّات الوزارة بشخصه»، مركّزًا في هذا الإطار على أنّ «ميقاتي لا يراعي أنّنا في بلد تعدّدي، ومسيحيًّا أنا لا أقبل بتصرّفاته لكونه يمسّ بأرفع منصب».
الى ذلك حذّرت مساعدة وزير الخارجية الأميركي باربارا ليف من أن حزب الله يقود لبنان إلى وضع خطير و»نتطلع إلى أن تحتكر الدولة اللبنانية السلاح ويكون حزب الله حزباً سياسياً». وقالت في حديث تلفزيوني: نطالب إيران بوقف تسليح جماعات في المنطقة مثل الحوثيين وحزب الله»، لافتة الى ان لإدارتها قنوات تواصل مع إيران و»ندعوها لتفادي التصعيد».
على صعيد آخر أعلن الأمين العام لرئاسة مجلس الوزراء محمود مكية أنّ رئيس حكومة تصريف الأعمال نجيب ميقاتي بصدد الدعوة الى جلسة لمجلس الوزراء للبحث في البنود المتعلقة بمواضيع ضروريّة. وكان ميقاتي استقبل المنسق المقيم للأمم المتحدة في لبنان ومنسق الشؤون الإنسانية عمران ريزا في السراي. وفي خلال الاجتماع عرض ريزا مع الرئيس ميقاتي الخطة الإنمائية للعام 2024، وتمّ التطرق للوضعين الاقتصادي والاجتماعي في الجنوب. كما أنه أودع الرئيس ميقاتي بقرار كندا والسويد بإعادة تمويل «وكالة الأونروا»، وشكر الرئيس ميقاتي كلاً من كندا والسويد لإعادة النظر في تمويل «الأونروا» في لبنان، ودعا سائر الدول إلى الاستمرار بدعم «الأونروا».
على الخط الرئاسي أفيد أن سفراء الخماسي الدولي سيزورون الرئيس السابق ميشال عون ومعراب الثلثاء المقبل.
ولفتت أوساط نيابية لـ»البناء» إلى أن الحراك الخارجيّ من اللجنة الخماسية وغيرها لم تنجح بإحداث خرق في جدار المواقف في ظل خريطة التحالفات النيابية الجامدة إضافة إلى الخلافات في مقاربة الملف الرئاسي بين أعضاء اللجنة الخماسية. ما يؤشر وفق الأوساط إلى أن لا انفراجات في الرئاسة في المدى المنظور. كما قللت من الحديث عن تقارب بين بعض القوى السياسية.
ولبّى مفتي الجمهورية الشيخ عبد اللطيف دريان ومفتو المناطق دعوة السفير السعوديّ وليد بخاري الى مأدبة إفطار أقامها على شرفهم في دارته في اليرزة. وبحسب دارالفتوى، أكد المجتمعون أن إنجاز انتخاب رئيس للجمهورية هو استحقاق مهم لاستقرار لبنان. وبشّروا بأن هناك مؤشرات إيجابية لانتخاب رئيس إذا حسنت وصدقت النيات، وأن الخير مقبل على لبنان مهما اشتدت معاناة اللبنانيين. وثمّن المجتمعون الجهود والمساعي التي تقوم بها اللجنة الخماسيّة والجولات التي قامت وتقوم بها على بعض الأطراف السياسية في لبنان للتأكيد على المعايير والمواصفات الوطنيّة التي ينبغي أن يتمتّع بها الرئيس المقبل، لافتين إلى أن الحوار اللبناني – اللبناني هو عامل أساسيّ لاستكمال جهود اللجنة الخماسية. كما أبدوا تفاؤلهم بأن هناك بشائر إيجابيّة ستظهر قريباً لناحية حلحلة الأمور والعقد على كافة الأصعدة لتكون منطلقاً لتفعيل عمل المؤسسات الرسميّة والالتزام بمهام الرئاسات التي نصّ عليها اتفاق الطائف دون المساس بها.
في الشأن القضائيّ أصدرت قاضية التحقيق لدى المجلس العدليّ رؤى حمدان القرار الاتهامي المتعلق بجريمة التفجير الإرهابية الحاصلة في منطقة الرويس بتاريخ 15/8/2013 والمحالة على المجلس العدلي، بعد الاطلاع على كامل ملف الدعوى رقم 12727/2013 المتعلّق بالتفجير المذكور ومرفقاته.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى