أولى

إلى أهل الجنوب…

كلود عطية

على درب الجلجلة يمشي أهل الجنوب في صورة تراجيدية حقيقية لمعنى الآلام والصلب والمواجهة باللحم الحيّ.. حيث نرى الدماء المقدسة في كلّ بلدة صامدة والليل المتحوّل الى نهار من أضواء القنابل المتفجّرة والصواريخ المعادية الإرهابية القاتلة.. وكأنّ حجاب الهيكل ينشقّ من قوة الإيمان والصمود والصبر على سهام الغدر في خاصرة كلّ مقاوم أراد لهذا البلد أن ينعم بالأمن والأمان والاستقلال والحرية غير المنقوصة التي لا تلوّثها كلّ القوى الغربية والإقليمية والعربية والمحلية (يهود الداخل)، التي تطمع بأرض لبنان وبحره وموقعه الاستراتيجيّ وتعمل منذ سنوات على احتلال لبنان فكرياً وثقافياً عبر مشاريع المنظمات الدولية، كما احتلاله سياسياً من خلال تعطيل المؤسسات والتحكّم بالانتخابات النيابية والرئاسية والتدخل في أصغر الملفات الاقتصادية والأمنية.
لنرفعِ الصلاة من أجل المقاومة وعلى أرواح الشهداء.. فالجنوب المصلوب ينزف حتى الانتصار.. وسينتصر لأنه يدافع عن الحق في وجه الباطل وعن السلام في وجه القتلة والمجرمين المحتلين..
الجنوب هو العيد لأنه سيبعث فرح الانتصار في النفوس العظيمة الحرة وأهل الجنوب هم صورة لبنان القوي بشعبه ومقاومته وجيشه…
لتُقرعْ أجراس الكنائس من أجل الجنوب وأهل الجنوب والمقاومة في الجنوب لأنهم سرّ القداسة القائمة على الكرامة والأخلاق والمواجهة حتى الموت من أجل الحياة.. ولتكن مواعظ العيد من أجل فلسطين مهد المسيح. ومن أجل الجنوب الجريح.. الذي أبى أن يترك العدو يدمّر ويقتل ويهجّر دون أن يدفع الثمن…
في زمن الأعياد لا فرق بين رائحة البخور ورائحة التراب المعلّق على وجوه المقاومين… من فلسطين الى لبنان والعراق واليمن الى شام الياسمين… هي الحق والخير والجمال. فلمن نصلّي بكلّ الأحوال؟

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى