الوطن

نصرالله: ردّ إيران على استهداف قنصليّتها بدمشق حقٌّ طبيعيّ وإعلان وقف النار في غزّة يعني هزيمةً مدوّيةً للعدو «الإسرائيلي»

ـ بايدن ضغط على نتنياهو للتوصّل إلى اتفاق ما في القاهرة
ـ إسقاط طائرة هرمز «الإسرائيليّة» ضرب قيمتها العسكريّة والتجاريّة
ـ ترويع أهالي جبيل وكسروان خطوة خطيرة جدّاً جدّاً جداً…

 

أكّد الأمين العام لحزب السيّد حسن نصر الله أنّ إعلان وقف إطلاق النار في غزّة يعني هزيمةً مدوّيةً تاريخيّةً لإسرائيل»، لافتاً إلى أنّ الرئيس الأميركيّ جو بايدن ضغط على رئيس الوزراء «الإسرائيليّ» بنيامين نتنياهو للتوصّل إلى اتفاق ما في القاهرة وإدخال المساعدات. واعتبر أنّ الردّ الإيرانيّ على استهداف العدوّ القنصليّة الإيرانيّة حقٌّ طبيعيّ.
كلام السيّد نصر الله جاء في كلمة له، خلال حفل تكريميّ لمناسبة استشهاد اللوّاء محمد رضا زاهدي في العدوان الصهيونيّ الهمجيّ الغادر على القنصليّة الإيرانيّة في دمشق.
وأكّدّ السيّد نصرالله في مستهلّ كلمته أنّ «حضور الحرس الثوريّ الإيرانيّ في سورية ولبنان يعود تاريخه إلى العام 1982 بعد الاجتياح الإسرائيليّ للبنان»، موضحاً أنّه «نتيجة إحساس الإمام الخمينيّ بالمسؤوليّة في العالم 1982، قرّر إرسال قوّات إلى لبنان وسورية لمساندة اللبنانيين والسوريين في مواجهة الاجتياح الإسرائيليّ».
وقال «جاءت قوّات إيرانيّة إلى الزبداني في سورية ولكن جرّاء تقييم الوضع تقرّر بقاء مجموعة من ضبّاط وكوادر الحرس لتفعيل المقاومة الشعبيّة ونقل التجربة والمشورة والتدريب والدعم اللوجستيّ»، معلناً أنّ «ضبّاط وكوادر الحرس حضروا إلى لبنان إلى منطقة جنتا وأقيم أول معسكر تدريب».
وأشار إلى أنّه «مع تطوّر الأحداث في سورية عام 2011 حضر أيضاً مستشارون إيرانيّون وقوّات لفصائل المقاومة في المنطقة التي اعتبرت أنّ ما يجري على سورية يمسّ المقاومة في المنطقة».
وعن استهداف العدوّ «الإسرائيليّ» الاحتلال القنصليّة الإيرانيّة في دمشق واستشهاد مستشارين عسكريّين إيرانيّين وحضورهم في هذا المكان، أكّد السيّد نصرالله «أنّ هذا أمرٌ طبيعيّ وضمن الأعراف، واستهدافهم هو أعلى اعتداء إسرائيليّ من نوعه في سورية منذ سنوات»، لافتاً إلى «أنّ أميركا وبعض الدول الأوروبيّة ناقشت دور القنصليّة في دمشق».
وإذ رأى أنّ العدوّ يعلن حرباً علنيّة ويزعم استهداف قواتٍ إيرانيّة بينما هو يستهدف المستشارين الإيرانيين الذي قاموا بخدمات جليلة على مستوى المقاومة في المنطقة»، اعتبر أنّ «الاستهداف ينطلق من فهم الإسرائيليّ لدور مستشاري الحرس في منطقتنا على مستوى المقاومة»، مؤكّداً أنّ «هذا الاستهداف جاء بسبب فشل الحرب الكونيّة على سورية والتي كانت إسرائيل ضالعةً فيها، وهو جزءٌ من المعركة الحقيقيّة والمعركة الأوضح والأشرف والأكثر مركزيّة في المنطقة والأمّة».
ولفت إلى أنّ استهداف القنصليّة الإيرانيّة في سورية «يعني أن الاعتداء هو على إيران وليس فقط على سورية»، معتبراً أنّ «الجديد أيضاً هو مستوى الاغتيال حيث كان الشهيد زاهدي هو مسؤول المستشارين في سورية».
وأوضح أنّ «التقديرات تشير إلى أنّ العدوّ أخطأ التقدير في استهداف القنصليّة وذلك نسبةً لما أعلن من موقف إيرانيّ وما ينتظر من ردّ فعلٍ إيرانيّ» وقال «بعد توافر المعلومات، بات واضحاً أنّ الأميركيّ سلّم والإسرائيليّ سلّم والعالم كلّه سلّمّ بالردّ الإيرانيّ على هذا الاستهداف، وهذا حقٌّ طبيعيّ لإيران ومن الطبيعيّ أن تقوم الجمهوريّة الإيرانيّة بهذا الردّ»، لافتاً إلى «أنّ العدوّ أعلن أنّ هدف الاستهدافات هو إخراج المستشارين الإيرانيين من سورية»، وأوضح أنّه «لم يتمكّن من ذلك رغم الدماء التي سالت من إخراجهم، وبقوا لمساندة المقاومة في فلسطين ولبنان ودعم سورية».
وأكّد أنّه لا أساس من الصحة للمزاعم بأنّ إيران هي صاحبة القرار في سورية، مشدّداً على «أنّ المساعدة التي قدّمتها إيران لسورية خلال الحرب هي حتّى لا يسيطر الظلاميّون والإرهابيّون والإسرائيليّون على المنطقة وهو واجب مقدّس».
وتحدّث السيّد نصرالله عن الشهيد زاهدي، مشيراً إلى أنّه «كان كغيره من الشباب من عماد الثورة الإسلاميّة في إيران وتحمّلوا المسؤوليّات الكبيرة مبكّراً وهذه القيادات أفرزها الميدان» ولفت إلى أنّه «كان جريح حربٍ وخلال السنوات التي أمضاها معنا كانت تؤثّر عليه»، موضحاً أن علاقته بدأت مع لبنان عام 1998 مع تسلّم الشهيد قاسم سليماني لقوة القدّس واختاره حينها مسؤولاً للحرس في المنطقة.
وأضاف «الشهيد زاهدي هو القائد المجاهد المضحّي العامل في الليل والنهار لخدمة هذه المقاومة والمتواضع جدّاً والواضح الناصح المحبّ حسن العشرة وكان جادّاً ومثابراً ويحمل همّ المسؤوليّة ويألم لألمنا ويفرح لفرحنا، عندما حضر في آخر ولاية أخبرني أنّ «هذه المرّة أتيت لأستشهد وممنوع أن تمنعي من الذهاب إلى الجبهة والجنوب» مع العلم أنني منعته في طوفان الأقصى على الرغم من أنّه من اليوم الأول كان يريد الالتحاق بالجبهة»، لافتاً إلى أنّه «جاء إلينا بعد استشهاد الحاج قاسم سليماني يقول أنا أتيت لأقوم بواجبي ولكن عندي أمل بالشهادة وأنّ ألحق بالحاج قاسم وكان يطلب من الإخوة أن يدعوا له بالشهادة»، مؤكّداً أن قلبه وعينه وعقله كانوا على غزّة واستشهد وقلبه وعقله وعينه على غزّة.
وعن العدوان الصهيونيّ على غزّة، أكّد السيّد نصرالله أنّ «إسرائيل تخوض أطول حروبها في منطقتنا وهم يقولون إنّه بعد 6 أشهر على الحرب لم نعد أكثر من نصف المخطوفين ولم ندخل رفح ولا تزال صفّارات الإنذار في غلاف غزّة ويعلن عن مقتل ضبّاط وجنود جدد.»
واعتبر أنّ «كلام الإسرائيليين أنفسهم يحكي عن هزيمة إسرائيل، وفي آخر استطلاع أجرته صحيفة معاريف حول رأي المستوطنين بنتائج الحرب، تبيّن أنّ 62% منهم غير راضين و29% راضين و9% لا يعلمون».
وأردف «نتنياهو منفصل عن الواقع ويقول أمس الأحد إن إسرائيل حقّقت نصراً في حين كلّ العالم يقول له أنت خسرت» وأضاف «غالانت كان في غلاف غزّة ويقول إن حماس هزمت، ولكن بعد ساعات بدأت معاناتهم في خان يونس وأخرجوا قواتهم منها مذلولة».
وأشار إلى أنّ «الرئيس الأميركيّ جو بايدن زعم أنّه ضغط على نتيناهو بسبب مقتل عمّال إغاثة وطالبه باتخاذ إجراءات فقام رئيس أركانه بعزل رئيس هيئة أركان لواء ناحال ووبّخ قائد المنطقة الجنوبيّة وقائداً في لواء ناحال وهذا في العرف العسكريّ أمرٌ كبير».
وأوضح أنّ «الاتصال الأخير بين بايدن ونتنياهو بيّن ما كنّا نقوله بأنّ أميركا تستطيع الضغط على إسرائيل لأنّ الإدارة الأميركيّة أدركت فشله»، لافتاً إلى «أنّ من جملة الاعتراضات على نتنياهو داخل الكيان أنّه من دون أميركا لا ذخيرة لدينا ولا نستطيع خوض حربٍ لا في غزّة ولا في لبنان».
ورأى أنّ «ما حصل يدين أميركا لأنّها تحرّكت لأجل عمّال إغاثة فقط بينما لم تتحرّك للضفط بعد استشهاد أكثر من 30 ألف شهيد».
وتطرّق إلى الحديث عن وقف إطلاق النار بين الكيان الصهيونيّ والمقاومة الفلسطينيّة وقال «الحديث اليوم هو عن أنّ الحزب الديمقراطيّ الأميركيّ سيخسر بعض الولايات بسبب موقفه من العدوان على غزّة ما دفع بالرئيس بايدن للضغط على نتنياهو للتوصّل إلى اتفاق ما في القاهرة وإدخال المساعدات».
وأضاف «عندما يعلن وقف إطلاق النار في غزّة يعني هزيمة مدوية تاريخيّة لإسرائيل» وهذه الهزيمة هي شخصيّة لنتنياهو وحزب الليكود وبن غفير وسموتريتش لأنّهم سيذهبون إلى التحقيق بسبب فشلهم»، مؤكّداً أنّ «نتنياهو سيحاول عرقلة المفاوضات من تحت الطاولة لأنّ وقف إطلاق النار سيعني انتهاءه».
وأوضح أنّ «أحد أهم شروط حماس بالنيابة عن فصائل المقاومة الفلسطينيّة وعن محور المقاومة الانسحاب من قطاع غزّة وفتح الشمال على الجنوب»، لافتاً إلى «أنّ العدو قد يكون رضخ وخرج من غزّة قبل أن يصبح المطلب في المفاوضات ملزماً».
وعن إسقاط «المقاومة الإسلاميّة» في لبنان طائرة هرمز 900 قال السيّد نصرالله «أسقطنا طائرة هرمز 900 وهي فخر الصناعة الإسرائيليّة وضربت قيمتها العسكريّة والتجاريّة ولا نريد إظهار الصاروخ الذي أصابها»، مضيفاً أنّ «العدوّ اعتبر أنّ اسقاط الطائرة هو تجاوز للخطوط الحمر ونحن نقول له من قال إنّنا لا نتجاوز الخطوط الحمر؟»، مشدّداً على أنّ «أهميّة العمليّة هو أنّنا أسقطنا طائرة هرمز في الخطوط الأماميّة وهو يقرأ ما للمقاومة من قدرات في الدفاع الجويّ».
وفي الشأن الداخليّ تناول السيّد نصرالله حادثة اختطاف المسؤول القواتيّ باسكال سليمان وما أعقبها من اتهامات وقال «حصل أمرٌ (أول من) أمس لا يسكت عليه داخليّاً في ذكرى الحرب الأهليّة المشؤومة ونقول لمن يلاحقنا بقرار الحرب والسلم من قام بالحرب حينها؟ هل أخذتم قراراً من الدولة أو أنتم اتخذتموه؟».
وأضاف «هؤلاء يأتون لمناقشة المقاومة اللبنانيّة بعد تصدّيها لعدوّ يجمع اللبنانيون على عداوته».
وتابع «خطف أمس شخصٌ فخرج حزب القوات والكتائب والتلفزيونات الخبيثة وقرّروا أنّ حزب الله خطفه وسمعنا كلاماً يذكّر بالحرب الأهليّة».
وأردف «خرج مناصروهم إلى الشوارع وسمعنا كلاماً عن إخراج السلاح، على أساس أنّهم أحزاب سياسيّة وديمقراطيّون «مهفهفين» بينما تحرّكهم الأحقاد الدفينة وعمى قلب»، لافتاً إلى أنّه «في العام الماضي بعد خطف الشيخ الرفاعي خرجت شخصيّات وأحزاب على رأسها حزب القوات تتهم حزب الله بالخطف والقتل ونحن انتظرنا 4 أيّام والأجهزة الأمنيّة بفضل الله كشفت عن الجريمة التي تعتبر عائليّة».
وأوضح أنّ «كشف مصير المخطوف فضيحة حقيقيّة لحزبيّ القوات والكتائب تظهر أنهم ليسوا أهل حقّ وحقيقة وأنّهم أصحاب فتن يبحثون عن الحرب الأهليّة»، لافتاً إلى أنّه «في هذا البلد من يمنع الحرب والفتنة يتهم وفي أولهم نحن الثنائيّ لأنّنا نُقتل في الطيونة ونسكت عن حقّنا حفاظاً على السلم الأهليّ وكالأمس نُتهم ونسكت».
وأشار إلى «أنّهم حاولوا بالأمس ترويع أهالي جبيل وكسروان وأرسلوا رسائل تهديد وهذه خطوة خطيرة جدّاً جدّاً جداً حتّى ينقطع النفس وعليهم أن يفهموا خطورتها».
وختم السيّد نصر الله قائلاً «حمى الله لبنان شرّ الحقد والفتن والتآمر».

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى