دبوس
اقتدار…
الاقتدار، هو التعبير الأدقّ تعريفاً لهذه الغارة التاريخية، وهي درس في سموّ الأخلاق والممارسة النبيلة، والفروسية في الحرب، درس من إيران الى العالم، وإلى أولئك الذين يدعمون هذا الكيان المارق، والذي لا يتقن سوى فن قتل الأطفال والنساء…
وهو أيضاً درس لهذه الإنسانية البائسة المبتلاة بتغوّل وطغيان سرديات الجبناء وأشباه الرجال، في كيفية القتال الرجولي الإنساني النبيل والشجاع، مقارنةً بالكيفية التي يقاتل بها هؤلاء الجبناء المرضى، فالاستهداف كان عسكرياً، ولم يسجل ايّ استهداف لكينونة مدنية، ولم يجرِ التذرّع بارتكاب الآخرين للمعاصي، لتبرير ارتكاب المعاصي، فليرتكب العدو ما يشاء من استهداف للبعثات الدبلوماسية وللقنصليات والسفارات، لن يجرّنا الى هذه المنطقة اللاأخلاقية أبداً، فارتكاب الآخرين للمعاصي ليس ذريعة كيما يجنح الواحد منا لارتكاب هذه المعاصي…
درس ليتذكره الجميع في السموّ الأخلاقي الإنساني، فلو كان الإيمان منوطاً بالثريا، لتناوله رجال من فارس، او هكذا قال الرسول الأعظم، بل ربّت بيده الكريمة على ظهر سلمان الفارسي قائلاً، في نهاية الزمان، سوف تنصر أمتي من قبل قوم هذا،
أما المضحك المبكي في هذه الانعطافة التاريخية، هو هذه المملكة، من ضمن ممالك وإمارات أخريات، أقيمت بالمسطرة وعلى القياس كيما تكون خط الدفاع الأول عن الكيان الصهيوني، ولحماية حدوده الأطول، هذا هو الدور الوظيفي بالضبط لهذا الكيان الملحق، لزوم المشروع الاستعماري الصهيوني، ولن تجدي كلّ تلك البهلوانيات والتظاهر المضحك بالوطنية وبالحرص على أية قيمة عروبية او إسلامية، او حتى إنسانية!
هذا العرش يكتسب مبرّر وجوده من خلال التخديم المطلق لهذا المشروع الإحلالي المارق، ولينطنط ملكه وزبانيته كيفما يشاؤون، فالحقائق بائنة كالشمس في رابعة النهار، لا ينكرها إلّا الأعمى الذي ارتضى ان يحظى بالعمى الطوعي وبإلغاء العقل الى درجة الخبل والهبل…
لقد سلّمت الضفة الغربية بعد مسرحية المشاركة في حرب 67، تماماً كما سلمت اللد والرملة في حرب 48 من قبل الجنرال بيك الانجليزي، الذي كان قائداً للجيش العربي قبل ان يخلفه الجنرال غلوب باشا، الانجليزي أيضاً، كقائد للجيش العربي الأردني، بعد مصافحة حميمية مع قائد العصابات الصهيونية…
والبارحة، تتصدّى صواريخ الباتريوت من الأردن، خط الدفاع الأول للدفاع عن «إسرائيل»، لصواريخ ومُسيّرات إيران، واحد من الأدوار الوظيفية للمملكة الهامشية، هل سيتصدّى الخصاونة لمهمة نفي ذلك، كما نفى انّ قوافل شاحنات الغوث للكيان المجرم تمرّ عبر الأردن الى داخل الكيان؟ وكل العالم يرى ويسمع ويشاهد بالصوت والصورة هذا المدد الذي يتدفق لنجدة الكيان، وإعانته على ذبح أبنائنا وأطفالنا ونسائنا في غزة، على من تضحكون أيها الأوغاد…؟
سميح التايه