أخيرة

دردشة

السادس من أيار
يغيب عن شاشات لبنان

يكتبها الياس عشّي

في السادس من أيار قبل مئة وثماني سنوات، وتحديداً عام 1916، مارس الحاكم العثماني جمال باشا هوايته السادية، فنصب المشانق في بيروت ودمشق، ونفّذ حكم الإعدام بنخبة من المثقفين الشاميين واللبنانيين الذين رفعوا أصواتهم، وطالبوا بإنهاء «العثمنة» التي حكمت العالم العربي أربع مئة عام.
ومنذ ذلك اليوم تحوّل السادس من أيار إلى مِنصّة يقف فوقها الأحرارُ، وإلى مناسبة وطنية يحتفل فيها اللبنانيون والشاميون، تخليداً لأولئك الأبطال الذين حوّلوا منصات الإعدام إلى منابر للحرية، والكرامة، ووقفات العزّ.
وكان من الطبيعي، والمناسبة بهذا الحجم، أن أقوم بجولة على المحطات الفضائية لأشارك فرحة الشاميين واللبنانيين بهذه الذكرى الخالدة عندما يبدأ الكلام على الحريات والوطنية، وخاصة في هذا الزمن الرديء الذي صارت فيه غزّة العنوان الرئيس في ضمير الأمة.
كانت البداية مع المحطة الرسمية للجمهورية العربية السورية التي أعادت، بأسلوبها الوطني المميّز، إلى الذاكرة ما جرى في السادس من أيار قبل قرن ونيّف في بيروت ودمشق، في ذلك الصباح الأسود من تاريخ العثمانيين، وكيف عادت اليوم فلسطين لتصبح شعاراً يرفعه الطلاب في جامعات العالم!
وبعدها… تجوّلت بين محطات لبنان، فلم أحصد سوى الخيبة.. كأنّ ما جرى في ساحة الشهداء لا يعنيهم بشيء. بل كان الحديث عن النازحين السوريين هو الموضوع الرئيس لتلك المحطات! عدا ثرثرات أخرى، من هنا وهناك، لطخت هذا اليوم المبارك بوسخ الطائفية، وذلّ العبودية.
أسوأ ما في الأمر، يا أباطرة الإعلام، أن تراهنوا على تاريخنا الأبيض، برغيف من الخبز…!

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى