الوطن

الحملة الأهلية تجتمع في يوم شهداء الصحافة بحضور «القومي»

في يوم شهداء الصحافة، عقدت الحملة الأهلية لنصرة فلسطين وقضايا الأمة اجتماعها الأسبوعي في منتدى «السفير» بحضور ناموس المجلس الأعلى في الحزب السوري القومي الإجتماعي سماح مهدي ومنسقها العام معن بشور، ونقيب المحررين جوزيف القصيفي، نقيب المصورين علي علوش، والإعلامية راميا إبراهيم عن قناة «الميادين» ومقرر الحملة د. ناصر حيدر، وممثلين عن الأحزاب والقوى والفصائل اللبنانية والفلسطينية.
منسق الحملة معن بشور افتتح الاجتماع بالوقوف دقيقة صمت إجلالاً وإكباراً لأرواح شهداء الصحافة وشهداء غزة وعموم فلسطين وجنوب لبنان وكافة ساحات المقاومة. وقال بشور: نحن سعداء في هذا اليوم المجيد يوم تكريم شهداء الصحافة كجزء من شهداء الأمة كلها، وخصوصاً شهداء اليوم والأمس في غزة وجنوب لبنان وعلى امتداد ساحات المقاومة.
وقال: لقد اخترنا جريدة «السفير» مكاناً للاجتماع بهذه المناسبة، فقليل منكم كان في سن لا تجعله يعرف أن جريدة السفير في أواسط سبعينات القرن الماضي تعرضت لهجوم استشهد فيه صحافي مصري كبير هو إبراهيم عامر الذي نحيي روحه بهذه المناسبة، وهذه الجريدة تعرضت لأكثر من تفجير كان يستهدف تفجيرها كلها وحياة أسرتها وفي مقدمهم ناشرها ومؤسسها حبيبنا الكبير الأستاذ طلال سلمان الذي تعرض لمحاولات اغتيال بقيت آثارها على وجهه حتى اللحظة الأخيرة. إذاً نحن لسنا في منتدى صحيفة، بل نحن في منصة للأحرار وللشهداء وللجرحى نعتز بهم ونحييهم في هذه المناسبة.
وقال بشور: لقاؤنا اليوم هو احتفاء بالحق والحقيقة، وحين نحتفى بالحق والحقيقة نحتفي بالكلمة، وحين نحتفي بالكلمة نحتفي بالصورة وخصوصاً أن شهداء الكلمة والصورة هم شهداء كبار في مسيرتنا المليئة بالشهداء بدءاً من فلسطين وامتداداً إلى كل لبنان وكل أنحاء العالم العربي والعالم. وحين نذكر شهداء الصحافة نذكرهم منذ أن ضمت قائمة شهداء خلال الحكم العثماني إلى اليوم شهداء من الصحافة لا يتوقفون، ونحن لا نتوقف عند صحافي معيّن يعجبنا بل نتوقف عند كلّ صحافي ذي رأي بغضّ النظر عن موقفنا من رأيه دفع حياته ثمناً لموقفه ولكلمته.
القصيفي
نقيب المحررين جوزيف القصيفي قال: شبح الضحية هذه المرة هزم الضمير المجرم، بارتقائه إلى مرتبة الشهادة، وإسقاطه هذا الضمير العفن المنسوج بألياف الدم إلى الحضيض، بل إلى أسفل درك الإنسانية التي تحتضر على أرض غزة، حيث يذبح الأبرياء، وتدك المعالم الحضرية دون أن يرف جفن للمجتمع الدولي الذي يغفو هانئاً، مستكيناً إلى السردية الصهيونية، مغمض العين عن الجرائم التي تمثل فصولاً، صامت الأذن عن صرخات الألم، وأصوات المضرجين بدمهم. كل ذلك وسط صمت عربي مخز يدفعنا إلى طرح علامة استفهام كبرى: هل لا تزال القضية الفلسطينية هي قضية العرب المركزية؟ كما يلاحظ وللأسف، هناك ما يشبه الخدر في الشارع العربي الذي افتقد نبضه، وصخبه، متلهياً عما يحصل على مرمى أخ منه، بأمور ثانوية، بل هامشية، وكأن الدم الفلسطيني الذي يراق ليس دماً، وكأن الذين يقتلون ليسوا من أبناء جلدته، ولا يمتون إليه بصفة.
وأضاف النقيب القصيفي: في غزة ارتقى منذ عملية «طوفان الأقصى» 167 شهيداً وعشرات المعوقين والجرحى من الصحافيين والإعلاميين، ودكت مؤسّسات إعلامية وسُوّيت بالأرض وأبيدت عائلات صحافيين ومراسلين بإسقاط مبانيهم السكنية على رؤوسهم، ومنعت محطات تلفزة وشبكات مرئية من استخدام الأقمار الصناعية لبث موادها بغرض منعها من تسليط الضوء على الإبادة الجماعية التي ترتكبها إسرائيل في غزة بحق الشعب الفلسطيني، ونقل الوقائع والحقائق من موقع الحدث مباشرة.
علوش
نقيب المصورين الصحافيين علي علوش تحدث عن همجية الكيان الصهيوني وعن شهداء الصحافة والمصورين وقال: كلّ صحافي ومصور لديه الاستعداد للذهاب إلى الجنوب ونقل الخبر والصورة ولكن على كل المؤسسات أن تعطي الصحافي والمصور حقوقه التي يستحقها.
إبراهيم
ثم تحدثت الإعلامية راميا إبراهيم من قناة «الميادين» فقالت نلتقي لنحيي يوم شهداء الصحافة وعدد شهداء الصحافة في غزة ولبنان وحدهما لامس 170 شهيداً منذ السابع من أكتوبر حتى الآن. أرقام غير مسبوقة ففي الحرب العالمية فقد 69 صحافياً حياتهم خلال سنواتها، هي حرب استهداف متعمد تشنها قوات الاحتلال الإسرائيلي بغطاء وموافقة ومشاركة غربية وعلى رأسها الولايات المتحدة الأميركية ضد الصاحفيين. نقولها بوضوح الغرب شريك بجرائم العدو بحق الإعلام والإعلاميين، وتقول الخارجية الأميركية أنه ليس لديها معلومات تشير إلى أن الحكومة الإسرائيلية تستهدف الصحافيين في هذا الصراع كما وصفته هي نفسها. أميركا التي ادعى رئيسها أنه رأى صور أطفال مقطوعي الرؤوس متهماً المقاومة الفلسطينية أنها فعلت ذلك وهو ما تبين للعالم كذبه. لماذا قد يفعل رئيس أميركا ذلك؟ لأنه يحتاج لرواية بل لسردية، يبني عليها حرب الإبادة المستمرة في غزة ولهذه الغاية يريد ضرب الإعلام والإعلاميين أولئك الذين كشفوا ويكشفون حقيقة ما جرى ويجري فهي معركة مفصلية يشكل الإعلام فيها رأس حربة. هذه معركتنا لا نغطيها، نحن في صلبها منخرطون، هي معركة الأمة ودخلت محطة مفصلية في السابع من أكتوبر، محطة ربحت فيها المقاومة الفلسطينية من ربع الساعة الأول، محطة عرت الجميع وفرزت الكل وبددت الوهم، بدت الوهم أن إسرائيل لا تهزم، بدد الوهم ألا صوت لنا.. وإذ بصوتنا يملأ العالم وتخشاه الحكومات الغربية ومعها إسرائيل وتحاول إسكاته، هو عهد لدماء الشهداء، هو عهد مع أحرار العالم أننا ماضون مستقرنا فلسطين الحبية محررة.
وتحدث خلال اللقاء عدد من ممثلي الأحزاب والقوى والفصائل، فوجهوا التحية إلى شهداء الصحافة والمصورين وخاصة أولئك الذين استشهدوا في غزة ولبنان الذين ضحوا بدمائهم وبعائلاتهم لكي تصل الكلمة والصورة إلى كل بيت، ولنقل أخبار الإبادة الجماعية التي يمارسها العدو الصهيوني بحق الشعب الفلسطيني في غزة والضفة الغربية والقدس وأكناف فلسطين وجنوب لبنان.
وكانت كلمة لناموس المجلس الأعلى في الحزب السوري القومي الإجتماعي سماح مهدي الذي قال :
أوجز فأصاب، مؤسس الحزب السوري القومي الإجتماعي الشهيد أنطون سعاده عندما وصف صحافة كل أمة بأنها مقياس ارتقائها، وصورة أخلاقها، ومظهر شعورها، وعنوان مجدها.
وأيما ارتقاء يصله بشر أعلى من مرتبة الشهادة.
لشهداء الصحافة الذين اجتمعنا في ذكراهم يوم أمس أمام نُصُبهم في ساحة الشهداء – وسط عاصمة المقاومة بيروت، وبالتزامن مع توأمها – ساحة المرجة في عاصمة الياسمين دمشق،
للشهداء الأعزاء عصام وحسين وربيع وفرح، ولأمثالهم في غزة ابتداء من الشهيد محمد الصالحي وصولاً إلى الشهيد مصطفى عياد،
بدمائكم الزكية تستمر هذه المقاومة، وقريباً ستحقق النصر.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى