أنشطة قومية

منفذيّة الضنيّة أحيَت ذكرى استشهاد سعادة وكلمات أكّدت أنّ فلسطين شأنُ الأمّة كلها والاحتلال زائل

ساسين: الثامنُ من تمّوز نهجٌ ترسّخَ فينا وفي قبضاتنا التي ترتفعُ بوجه كلّ عدوّ ومستعمِر. نهجٌ باقٍ في الأمّة السوريّة من أقصاها إلى أقصاها

حجزَ سعاده في التاريخ موعداً لمشروعه وليس لشخصه، ومحطّة لأمّته وليس لجماعته، وهكذا صار حضوره أقوى من الغياب

استشهاد سعاده شاهدٌ حيٌّ ينطقُ أنْ كيفَ تحيا القضايا بالدماء، وكيف يكون الفداءُ وكيف تخيب أوهامُ القتلةِ أمام إرادة الحياة.

المقداد: ليس صحيحاً أنَّ فلسطين هي شأنٌ فلسطينيّ محض بل هي أيضاً شأنٌ لبنانيّ وسوريّ وعراقيّ وأردنيّ فنحن أمّة واحدة بجسدٍ واحد

عون: لم تَنل رصاصات الغدر التي استقرَّت في جسدِ الزعيم سعاده من عقيدته النهضويّة ولم تحل عن وقفةَ العزّ الخالدة

الخير: نحنُ نرى هزيمة العدوّ الصهيونيّ في فلسطين ولبنان نتيقّنُ أكثر من انتصار مبادئ وعقيدة الشهيد الزعيم أنطون سعاده

هرموش: حزبنا ليس لنفسه بل هو للأمّة السوريّة كلّها لذلك كانت تضحية زعيمنا في سبيلِ كلِّ فردٍ من الأمّة وفي سبيلِ كلّ حبةِ ترابٍ منها

أحيَت منفذيّة الضنيّة في الحزب السوريّ القوميّ الاجتماعيّ ذكرى استشهاد مؤسِّس الحزب أنطون سعاده وذكرى شهداء الضنيّة، باحتفالٍ في باحةِ بلديّة السفَيرة، حضره العميد ساسين يوسف ممثلِّاً مركز الحزب، عميد الثقافة والفنون الجميلة د. كلود عطيّة، عضو المجلس الأعلى عبد الباسط عبّاس إلى جانبِ منفّذ عام الضنيّة مَنهل هرموش وأعضاء هيئة المنفذيّة، منفّذ عام عكّار أحمد السبسبي وأعضاء هيئة المنفذيّة وعدد من مسؤولي الوحَدات.
كما حضرَ عادل الحلو ممثِّلاً النائب فيصل كرامي، المقدَّم طلال حمدان ممثِّلاً مدير عام الأمن العام اللواء الياس البيسري، براء هرموش ممثِّلاً النائب السابق أسعد هرموش، أحمد موسى ممثِّلاً رئيس معلومات الأمن العام العميد خطّار ناصر الدين.
وحضرَ أيضاً، رئيس “المركز الوطنيّ في الشَمال” كمال الخير، أمين فرع الشَمال في حزب البعث العربيّ الاشتراكيّ جلال عون، مسؤول العلاقات العامّة في جبل لبنان والشَمال في حزب الله المهندس حسن المقداد، مسؤول “الجماعة الإسلاميّة” في الضنيّة حمزة عبيد، ممثِّل “التيّار الوطنيّ الحرّ” في الضنيّة محمد حسون، رئيس بلديّة السفَيرة محمود هرموش، رئيس بلديّة طاران أسامة طراد، رئيس بلديّة الحازميّة طارق الشفشق، رئيس بلديّة القطين محمد صافي، رئيس بلديّة بيت الفقس أبو جميل ديب، رئيس رابطة مخاتير الضنيّة المختار ضاهر أبو ضاهر، وفاعليّات وعددٌ من عائلات الشهداء وجمعٌ من القوميين والمواطنين.
عرّفَت الاحتفال سميّة هرموش، فقالت “إنَّه الثامن من تمّوز يوم الفداء، يوم انتصرَ الحقُ على الباطل، والنورُ على الظلام، إنَّه يوم ذكرى استشهاد سعاده، المعلِّم العظيم، إنَّه اليوم الذي ارتوت الأرضُ بدمائه الزكيّة”، ثمَّ قدَّمت الخطباء.

منفذيّة الضنيّة وعائلات الشهداء
وألقى منفذُ عام الضنيّة منهل هرموش كلمةَ المنفذيّة وعائلات الشهداء وجاء فيها “خمسةٌ وسبعون عاماً مضَت على ارتقاء مؤسِّس الحزبِ السوريّ القوميّ الاجتماعيّ أنطون سعاده، شهيداً فجر الثامن من تموز، ثلاثةُ أرباعِ قرن مرّت على ردّ سعاده وديعة الدم إلى الأمّة السوريّة التي آمنَ بها أمّةً هاديةً لكلّ الأمم. خمسةٌ وسبعون عاماً انقضَت من عمرِ هذه البلاد، لم تكن كافية لتمحوَ خجلَ التاريخ من تلك الليلة التي روى فيها الدم الزاكي رملَ عاصمة المقاومة – بيروت، ثلاثةُ أرباعِ قرنٍ من الزمان أثبتَت أكثر وأكثر راهنيّة فكر أنطون سعاده، وبُعد رؤياه التي جسّدها في مقولته العظمى: “الليلةَ سيعدمونني، أمّا أبناءُ عقيدتي فسينتصرون. وسيجيءُ انتصارهم انتقاماً لموتي”.
وتابعَ “خمسةٌ وسبعون عاماً تعرّض فيها الحزب السوريّ القوميّ الاجتماعيّ لحروبٍ شعواء وبأسلحة متعدّدة متنوّعة. حورب أيضاً بأشكالٍ كثيرة. لكنّها كلّها ما زادتنا إلاّ إيماناً بعقيدتنا، وتشبُثاً بأرضنا، وتمسُّكاً بهويّتنا القوميّة”.
أضاف “لقد تعلّمنا من شهيد الثامن من تموّز ألاّ نتاجر بالمبادئ التي آمنّا بها، ولا بالعقيدة التي اعتنقناها، ولا بالصداقات التي نسجناها أو التحالفات التي بنيناها. تربّينا في مدرسة الحزب السوريّ القوميّ الاجتماعيّ ألاّ نخلف الوعد، وألاّ نستهزئ بأماني شعبنا، وألاّ نحتقر حاجاته ورغباته. فنحنُ نؤمنُ بشعبنا، ونعملُ لحقيقته، ونشعرُ بآلامه، ونبذلُ نفوسَنا وأرواحنا فداءً له. ومن هنا كانت للضنيّة حصّتها من هذه البطولة إذ قدَّمت خيرة أبنائها شهداء دفاعاً عن وحدة البلاد وحرصاً على وحدة المجتمع في مواجهة كلّ حالات التقسيم والتفتيت. فالتحيّة للدماء الطاهرة لشهداء الحزب السوريّ القوميّ الاجتماعيّ في الضنيّة الرفقاء الأبطال علي محمد قاسم هرموش ومحمد علي كريم وجمال أحمد الكردي وغازي أحمد الرفاعي”.
وشكَرَ رئيسَ بلدية السفَيرة وأعضاء المجلس البلديّ “على التسهيلات التي قدّموها تجاوباً مع طلب منفذيّة الضنيّة في الحزب السوريّ القوميّ الاجتماعيّ بإطلاق أسماء هؤلاء الشهداء على شوارع ضمنَ النطاق البلديّ”، معاهِداً “على متابعةِ هذا الملفّ توصُّلاً للاستحصال على الموافقة النهائيّة من وزارة الداخليّة”.
وأردفَ “وتحيّاتُنا موصولة في يوم الفداء إلى كلّ شهداء الحزب السوريّ القوميّ الاجتماعيّ الذين ارتقى أولّهم الشهيد الرفيق البطل حسين البنّا على أرضِ سورية الجنوبيّة، من فلسطين، وتحديداً من جبل النار – مدينة نابلس، والتحقَ به الآلاف من الشهداء والاستشهاديين الذين عبّدوا طريق الانتصار والتحرير. ولا تكتملُ التحيّة إلاَّ بشمولها كلّ الشهداء من كلّ أحزاب وفصائل وأحزاب المقاومة في لبنان وفلسطين والشام والعراق، الذين لهم حصّتهم وبصمتهم في حرب الوجود ضدّ كيان عصابات الاحتلال. وتبقى التحية ناقصة ما لم تشمل جيوشنا القوميّة اللبنانيّ والشاميّ والعراقيّ وجيش اليمن الشقيق على كلّ التضحيات التي يبذلونها في سبيل فلسطين. فلسطين التي أثبَتت من جديد، ومنذ انطلاقة ملحمة طوفان الأقصى، تمسّكها بهويّتها، وسطّرَت ملاحمَ لم يشهد لها التاريخُ مثيلاً. فأكّدت مقاومة أهلنا داخل الأرض المحتلة أنَّ هذه البلاد هي ملكٌ عام لكل أجيالها على تعاقبها. فلن نسمحَ لمحتلٍّ أن يسرقها منها، ولن نقبلَ لغاصب أن يبقى فيها، وسنسلّمها للأجيال القادمة محررةً عزيزةً منتصِرة”.
وأشارَ إلى أنَّ “الحزبَ السوريّ القوميّ الاجتماعيّ ليس لنفسه بل هو للأمّة السوريّة كلّها، لذلك كانت تضحية مؤسِّسه الشهيد أنطون سعاده في سبيلِ كلِّ فردٍ من الأمّة وفي سبيلِ كلّ حبةِ ترابٍ منها”.
وأضافَ “وعلى الرغمِ من مضيّ كلّ تلك السنوات على الجريمة التي دُبّرت في ليل، ونُفّذت فجرَ الثامن تموز، فإنّنا نكرِّر ما قاله الأديب القوميّ سعيد تقيّ الدين: “إنَّ ترابَ الدنيا لم يطمر تلك الحفرة”. فالعهدُ هو العهد لحضرة الزعيم أنّه سيبقى قدوتَنا حتى في ارتقائه شهيداً. بهذا الإيمان نحنُ ما نحن، وبهذا الإيمان نحنُ ما سنكون. وبما نحنُ وبما سنكون، سيظلُّ هتافُنا في العالم يدوي “لتحي سورية وليحي سعاده”.

البعث
وألقى أمين فرع الشَمال في حزب البعث العربيّ الاشتراكيّ جلال عون، كلمة لفتَ فيها إلى أنّه “في الثامن من تمّوز من العام 1949 انطلقَت رصاصات الغدر لتستقرَّ في جسدِ الزعيم سعاده ظنّاً منها أنها ستنال من عقيدة هذا النهضويّ القومي. فوقفَ وقفةَ عزٍّ، واستحضرَ في هذا المشهد مقولته الشهيرة “كلّنا نموت، ولكن قليلون منا من يظفر بشرف الموت من أجل عقيدة”. وهذه العقيدة مع السنوات اللاحقة تبلورَت صورةً حيّةً وهي فلسطين وما تحمله هذه القضيّة في مكنونات وضمير وجسد هذه الأمّة. وعلى هذا الطريق مشى الرفقاء الشهداء في الضنيّة، حيث جسّدوا من خلال مقاومة العدوّ الإسرائيليّ في العمق اللبنانيّ مقولة وفكرة ونهضة الزعيم سعاده”.
أضافَ: “في العام الماضي كان لي شرف الوقوف على منبرِ الزعيم سعاده والرفقاء السوريين القوميين الإجتماعيين. كنّا حينها في تمّوز، ولم يكن يعلم أنّ إرادة الناس تحضِّر لأعتى مواجهة في وجه العدوّ الإسرائيليّ. هذه المواجهة انطلقَت في سورية بقيادة الرئيس الدكتور بشّار حافظ الأسد وامتدَت إلى لبنان – المقاومة بقيادة سماحة السيّد حسن نصرالله. هذا الخيار الذي اعتمدته واختارته أمّتنا على الرغمِ من كلّ التحديات، جسّده شعبنا أيضاً في العراق. وعاوننا فيه أشقاؤنا في اليمن. ودعمتنا في موقفنا إيران. فالمشهد اليوم يؤسِّس للانتصار القادم لا محَالة”.

الخير
وألقى رئيس «المركز الوطنيّ في الشَمال» كمال الخير، كلمةً حيّا في مستهلِّها الحضور وقال «نلتقي في يومِ الفداء ويوم التضحية، يومِ الثامن من تمّوز الذي ارتقى فيه الزعيم أنطون سعاده شهيداً مؤسِّس الحزب السوريّ القوميّ الاجتماعيّ، العابر لكلِّ الطوائف والمذاهب والمناطق. حزب فلسطين، وحامي السلم الأهليّ بعد أن دفعَ ثمناً لذلك آلاف الشهداء. اليومَ ونحنُ نرى مشهد هزيمة العدوّ الصهيونيّ في فلسطين وجنوب لبنان، نتيقّنُ أكثر من انتصار مبادئ وعقيدة الشهيد الزعيم أنطون سعاده”.
أضافَ “الآنَ تقومُ المقاومة بواجبها في مقارعة الاحتلال العاجز عن الردّ، وهذا ما يعطينا بشارةَ قرب زوال هذا الكيان الغاصب عن أرضنا في فلسطين. وعلى الرغمِ من هذا التخاذل العربيّ تّجاه الفلسطينيّ، إلا أنَّنا تمكنّا من تغيير المزاج في الشارع الأميركيّ والأوروبيّ. فيما محور المقاومة الممتّد من لبنان إلى سورية بشّار حافظ الأسد إلى المقاومة في العراق إلى الأشقّاء الأبطال في اليمن والحلفاء في إيران”.
وحيّا “شهداءَ الضنيّة وكلّ شهداء الحزب السوريّ القوميّ الاجتماعيّ الذين ضحّوا بدمائهم الزكيّة من أجل مصلحة الأمّة على عكس الفريق الآخر اللبنانيّ مدّعي الاستقلاليّة”، معتبراً أنّ “سلاحَ المقاومة هو خطٌ أحمر نحميه برموش أعيننا”.
وطالبَ “بانتخابِ رئيس جمهوريّة يتماهى مع المشروع المقاوم ويحمي ظهرَ المقاومة ويكون على علاقة جيّدة مع سورية بشّار حافظ الأسد”.
وحيّا كلَّ القوميين والأمين أسعد حردان “المقاوم من الطرازِ الأوّل”.

حزبُ الله
وألقى مسؤول العلاقات العامّة في جبل لبنان والشَمال في حزب الله المهندس حسن المقداد كلمةً ركّزَ فيها على مواجهةِ شعبنا في غزّة للعدوّ وقال «في غزّة نزلَ الشعب إلى المواجهة من شبّانٍ ونساءٍ وأطفالٍ وعجزة ليقولَ إمّا نموتُ جميعاً وإمّا نحيا جميعاً».
أضافَ «هذا القرار التاريخيّ الذي استشعرَه الإخوة في فلسطين كان قراراً في مواجهة العدوّ الصهيونيّ الذي أيضاً استشعره الزعيم أنطون سعاده منذُ عشرينيات القرن الماضي، حينما وصفَ الهجرة اليهوديّة إلى فلسطين بأنَّها ليست بريئة».
وتابعَ «نعم هذا الاستشعار الذي استشعرَه أنطون سعاده الفيلسوف وعالم الاجتماع والمفكّر، مؤسِّس الحزب الذي استهدف نهصة الأمّة ولو تطلب انتصارها الحقيقيّ مخاطبة أجيال لم تولد بعد».
وأكّدَ «أنَّ خيارَنا في مواجهة العدو الصهيونيّ في غزة لم ينطلق من حسابات آنيّة مرحليّة، ومن حسابات ربح وخسارة على مستوى الداخل. بل انطلق من ثوابت تاريخيّة إنسانيّة تتعلّق بالتصدّي لهذا الظلم وهذا الكيان الغاصب الذي سيزولُ على سواعد أبناء فلسطين وأبناء لبنان من جنوبه إلى شماله».
وقالَ «إنَّ مواجهتنا للعدوّ الصهيونيّ في الجنوب اللبنانيّ تنطلقُ أيضاً من حسابات دعم غزّة وصمود لبنان لأنّه ليس صحيحاً أنَّ فلسطين هي شأنٌ فلسطينيّ محض، بل هي أيضاً شأنٌ لبنانيّ وسوريّ وعراقيّ وأردنيّ، نحن أمّة واحدة بجسدٍ واحد».

مركز «القوميّ»
وألقى كلمة مركز الحزب العميد ساسين يوسف وجاء فيها “في الثامن من تمّوز حجزَ سعاده في التاريخ موعداً لمشروعه وليس لشخصه، ومحطّة لأمّته وليس لجماعته، وهكذا صار حضوره أقوى من الغياب”، لافتاً إلى “أنَّ ذكرى استشهاد سعاده ليست محطّة عابرة في التاريخ. فهي شاهدٌ حيٌّ ينطقُ أنْ كيفَ تحيا القضايا بالدماء، وكيف يكون الفداءُ وكيف تخيب أوهامُ القتلةِ أمام إرادة الحياة”.
وأوضحَ أنَّ “القوميين الاجتماعيين إذ يحيون هذه المناسَبة، يؤكّدون أنَّ نهجَ الفداءِ الذي أرساه زعيمُهم لم ينضب، وما طلائعُ شهدائنا ومقاتلينا من بيروت إلى الشام وفلسطين وعلى امتدادِ الوطن السوريّ إلاَّ شاهدٌ حيٌّ على فعلِ هذه النهضة وهذه الدماء في وجداننا جيلاً بعد جيل”.
أضاف “أمّا، صوريّة محاكمة سعاده، فسجّلت للتاريخ، أنَّ قضاءً لإحقاقِ العدالة تحوّلَ أداةً للاغتيال السياسيّ وارتكبَ جريمةً بحقِّ سعاده وحزبه ستبقى وصمةَ عارٍ على جبين الإنسانيّة”.
وتابعَ “نجتمعُ اليومَ لنحيي ذكرى استشهاد باعثِ النهضة القوميّة الاجتماعيّة أنطون سعاده، ولإحيائنا ملحمة الفداء من هذا المكان بالذات نكهةٌ خاصّة، فهنا وفي هذه المنطقة سطّرَ القوميّون الاجتماعيّون وقفات العز وفوقَ ترابِها نُثرَت أزكى الدماء، من الشهيد الرفيق علي محمد قاسم هرموش والشهيد الرفيق جمال أحمد الكردي والشهيد الرفيق محمد علي كريم والشهيد الرفيق غازي أحمد الرفاعي وعشراتِ الرفقاء الذين حَمَوا الضنيّة واستقرارها وحريّتها ليس بالكلامِ بل بدمائِهِم على خطى معلّمهم سعاده ونهجِه”.
وأشارَ إلى أنَّ “سعاده في تمّوز أنذرَ المتآمرين بقوله: “أنا أموتُ أمّا حزبي فباقٍ”، وبالفعل بقيَ الحزبُ وبقيَت النهضة على الرغمِ الصعاب والمؤامرات والأعباء القوميّة الكبيرة الناتجة عن ممارسة الأنظمة الرجعيّة التي أسَّسها الاستعمار، في إطار المؤامرة المجرمة لتمزيق أمتنا، والتي بدأ تموضعها على الأرض باتفاقيّة سايكس – بيكو المشؤومة في مطلع القرن الماضي، والتي كان في أولى استهدافاتها التمهيد لوعد بلفور وإنشاء الكيان اليهوديّ على أرض فلسطين. فاستشهاد المعلِّم على قاعدة بقاء الحزب في دوره الطليعيّ هو نموذجٌ فريد من نوعه في تاريخ الحركات والأحزاب في الممارَسة الديمقراطيّة والنضال الاجتماعيّ والسياسيّ”.
وأردفَ “يشكّلُ تمّوز بالنسبة لحزبنا منعطفاً مهمّاً في تاريخ مسيرتنا الحزبيّة، فقد رسّخَ في دروب النهضة القوميّة الاجتماعيّة، الإيمانَ بدورِ المؤسَّسة الحزبيّة في حمل الرسالة وإرساء قواعد الديمقراطيّة في نهج الحزب والولاء للمؤسَّسات، وتمّوز الفداء يضيف اليوم لنا معنىً جديداً في مسيرتنا القوميّة هي ذكرى انتصار المقاومة على العدو الصهيونيّ في حرب تموز 2016، وكسر غطرسة هذا العدوّ وزعزعة وجود هذا الكيان المغتصِب. وها نحنُ اليوم نشهدُ من جديد كيف المقاومة في لبنان تلقِّنُ العدوَّ درساً بأن لا مكانَ له في أرضنا، فقد أثبَت التاريخُ أنَّ إنقاذ فلسطين كما قال سعاده هو أمرٌ لبنانيّ في الصميم، كما هو أمرٌ شاميّ في الصميم، كما هو أمرٌ فلسطينيّ في الصميم، وأنَّ أيّ قرارات دوليّة ويهوديّة وأميركيّة لا تعنينا، وأيّ غطاء محليّ داخليّ لا يعنينا، فنحنُ لنا كاملُ الأرض ولنا كاملُ الحقّ بتحريرها بكلّ وسيلة مُمكنة. إن فجرَ الحريّة سيبزغُ قريباً من بغداد إلى الشام ومن بيروت إلى القدس”.
وقالَ “نلتقي اليوم في ذكرى اغتيال سعاده وفي شهرِ الفداء، تخليداً لذكرى شهدائنا واستشهاديينا، نلتقي وأمّتُنا تمرُّ بأعظمِ مراحل تاريخها، على الرغمِ من أنّها تتعرّضُ لتنفيذ ما تبقّى من مشروع سايكس بيكو، تحتَ أيّ غطاء يتوافرُ سواءٌ كان محليّاً أم عربيّاً أم دوليّاً، لكنَّ أبطالَ غزّة ورفَح، أبطال فلسطين كلّ فلسطين، يسطّرون أروعَ ملاحم البطولة والفداء والصمود مؤكّدين أنَّ أرضَنا حقُّنا ولسنا بمتنازلين عنها للذين يبشّرون بالسلم ويهيئون للحرب. فتحيّة لأبطال أمّتنا وشهدائها لمقاوميها، لنسائها وأشبالها الذين يكتبون بالأحمر القاني أسطورةَ النصر الأكيد. وتحيّة للشام عمق المقاومة الشام المنتصرة بجيشها وقيادتها، ولقد انكشفَ زيفُ ادعاءات دول التآمر حول حقوق الإنسان والحريّة والديمقراطيّة، وكان لصمودِ الجيش السوريّ وحلفائه وفي طليعتهم الحزب السوريّ القوميّ الاجتماعيّ، القولُ الفصلُ في تحطيم هذه المؤامرة وانقلاب السحر على الساحر، حيث ارتدَّ الإرهاب الذي مولّته ونظّمته استخباراتُ هذه الدول ضدّ سورية والعراق وجميع كيانات الأمّة والعالم، ارتدَّ على صانعيه ومموّليه وداعميه”.
وتوجّهَ إلى الرفقاء بالقول “إنَّ حزبَكم هو الدعامةُ الأساسيّة في بناء الدولة على أسُس واضحة خارج منطق الإفادة بالقطعة، أنتم بناةُ المستقبلِ الأجوَد والمجتمعِ الأفضل والحياةِ الأمثل. أنتم التعبيرُ الحقّ عن عظمَةِ هذه الأمّة وقدرة توحّدها على تغيير تاريخ أرادَه قتلةُ سعاده إملاءات من الخارج وأردتُموه تاريخاً مستقلاًّ ينبضُ بسيادتكم ومشيئتكم وإرادتكم”.
أضافَ “نعم، بإرادةِ الشعبِ السوريّ سطّرنا المستحيلَ، واليومَ نحنُ نقاتل ونُحقق نصراً عزيزاً، واستمرينا على نهج المعلم سعاده، على نهج الفداء، استمرينا في رفضنا الاستسلام وفي ترسيخ مقاومة العدوان وطلب استقلال الأرض والنفس”.
وختمَ “الثامنُ من تمّوز، هو نهجٌ ترسّخَ فينا وفي قبضاتنا التي ترتفعُ بوجه كلّ عدوّ ومستعمِر. هو نهجٌ باقٍ في الأمّة السوريّة من أقصاها إلى أقصاها.. هو عملٌ مستمرٌّ في نفوسِ أبناء العقيدة القوميّة يؤكّدُ لنا أنَّ في قوميتنا حياة وفي حياتنا حياة سوريّة، فكونوا كما أرادكم زعيمكم “كونوا قوميين دائماً فإنَّ المستقبل لكم”.

 

 

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى