ثقافة وفنون

الشاعرة رجاء نور الدين: الشعر وثيقة للتعبير عن حالات الحب والأزمات وللنقد دور مهم جداً في حضوره

 

تكتب الشاعرة رجاء نور الدين الشعر بعاطفة صادقة، وتعكس ما يؤثر بوجدانها، ما يجعل نصوصها قريبة من الواقع، إضافة إلى إغناء النصوص بالمطالعة والمعرفة والأثر بالبيئة والطبيعة.
وقالت الشاعرة نور الدين في لقاء مع الزميل محمد خالد الخضر “سانا”: إن الشعر هو حالة إبداعية عبرت عن داخل الإنسان بلغة موسيقية جميلة، مبيّنة أن الشعر ومنذ القدم هو وثيقة لنقل القيم الثقافية المعرفية، وتوثيق الحدث السياسي والاجتماعي من فرح وحزن وغيره يعني هو خلاصة لحياة المجتمعات.
أما اليوم فإن الشعر بحسب الشاعرة نور الدين هو وثيقة للتعبير عن حالات الحب والأزمات التي نحياها، وهذا أمر طبيعي في ظل الظرف الحياتي الذي نعيشه اليوم بكل أشكاله وأحواله وفق ظرف بلد خارج للتوّ من حرب كونية أنهكت الأرواح قبل الأجساد، مشيرة إلى أن الأدب بشكل عام والقصيدة بشكل خاص تخضعان لظرف الحياة المعاش.
ولفتت الشاعرة نور الدين إلى أنّه لا بد من تأثير العمل على نمط الكتابة، ومن الطبيعي أن يكون لمهنتي في الإعلام تأثير على ما أكتبه، والشخص الذي يقرأ شعري ويعرف طبيعة عملي يدرك هذا الموضوع ويلاحظه أكثر مني لكن الرابط المشترك بين العمل الإعلامي وكتابة الشعر أن الاثنين بحاجة إلى ثقافة كبيرة ومطالعات متكرّرة حتى يكون الشاعر أو الإعلامي على قدرة أكثر حضوراً.
وقالت نور الدين: أنا أميل لقصيدة النثر وأكتبها لأنها قصيدة حرة لا يقيدها وزن ولا قافية، وهي قصيدة تطلق العنان للمشاعر دون أن يحدّها قيد ودون أن تُضطر أحياناً لتغيير كلمة من أجل أن تكون القافية والوزن متناسقين، وهي موسيقا الداخل الحر، وتعبير وجداني عن حقائق ما يدور داخلنا، فعندما نحتاج أن ننمّق الحرف والكلمة لنخرج بموسيقا متناسقة كما في قصيدة التفعيلة هنا نكون قد قيّدنا الشعور ولم نطلق عنان أحاسيسنا بالشكل اللازم.
ولم يبتعد الناس بحسب نور الدين عن الشعر والثقافة بالمعنى الحرفي للبعد، ولكن الظرف الحياتي المعاش حالياً بما يفرضه من ركض وراء تفاصيل الحياة هو الذي جعل همومهم وأحلامهم تبتعد ولو بشكل جزئي عن الأجواء الثقافية كالأدب والشعر والموسيقا التي تحتاج إلى ذهن صاف وبال مرتاح وحفيظة لا تحمل هموم الحياة.
وأوضحت نور الدين أن الأدب عموماً يصوّر الواقع ويخرج منه، وينقله، قد يمدحه وقد يثور عليه، ولكن الجمالية تكمن في رسم الواقع بالشكل الدقيق والحقيقي، والشعر هو الناقل الأهم للواقع والوثيقة الأقوى بغض النظر عن انشغال القصيدة بالتقنيات الفنية فمنذ الأزل حاول الأدب عموماً والشعر خصوصاً تجسيد الواقع ورسمه. والشعر هو واحد من تلك الفنون وهو واحد من الفنون الوجدانية التي تجسد الواقع وترتبط به وترسمه.
وبينت نور الدين أن للنقد دوراً مهماً جداً في حضور الشعر، فعندما يتعمق الناقد في تلافيف القصيدة أفقياً وعمودياً، وغيرها يدرسها بكل تفاصيلها ومعطياتها، يشرحها ويبين المراد منها، ويغوص داخلها مبرزاً الأيقونات المخبأة داخل كل كلمة وعبارة، وبذلك يكون الناقل الأول لجمالية القصيدة ومعناها فتأتي للمتذوّق على طبق من ذهب وبجمالية مضافة، موضحة أنها تأتي من فهم الناقد، وكما النقد هو شارح للصورة ومعطياتها وجماليّاتها كذلك الإعلام له الدور الكبير في نقل هذه الجماليات وإظهارها عبر وسائل الإعلام المختلفة المرئية أو المسموعة يعني الإعلام هو الناقل الأهم لهذا الجمال المنظوم.
وختمت الشاعرة نور الدين أن على الشعراء أن يطلقوا عنان الكلمة، ويكون حضورهم في الساحة الثقافية مهماً، وعليهم ألا يتركوا مكانهم فارغاً، فهم أصحاب موهبة، لها دورها منذ الأزل.
يذكر أن الشاعرة رجاء نور الدين عملت في أماكن إعلامية مختلفة داخل سورية وخارجها، وهي مُعدّة للبرامج الثقافية، والآن معدة للبرامج الثقافية في الهيئة العامة للإذاعة والتلفزيون القناة السورية، من كتبها في الشعر “لا نبي يهدي”، وشاركت في العديد من المهرجات الأدبية.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى