كيف نسأل الليل عنك فقيداً؟

كيف نسأل الليل عنك فقيداً؟

روبير فرنجية

منذ صار لسان حاله أغنيته «موجوع»، وأنا أطرح علی لجان ومهرجانات التكريم إدراج اسم سمير يزبك علی جداول المحتفی بهم، والتي باتت بكبرها تشبه جداول لوائح الشطب عشيّة الانتخابات لكن الطلب رفض مراراً بداعي التأجيل.

سمير يزبك الذي غنّی ما يشبه حالة الناخب مع النائب والمناصر مع الزعيم «خلف حصانك مشينا والصدفة عم تلعب فينا»، رحل بعد معاناة في مواسم المهرجانات في كل لبنان، كأنه كان يتفرّج علی مواعيدها مسروراً مغنّياً «يا مصوّر صوّر لبنان بتطلعلك أجمل صورة»، وهي الأغنية التي يعدّد فيها غالبية مناطق لبنان علی غرار «جايين يا أرز الجبل» للعملاق وديع الصافي.

سمير يزبك الصوت الطافح بالرجولة ونُبل الخامة يرحل اليوم، فتستفيق إذاعات وتستذكر أغانيه «المهجورة» ـ المشهورة وغير المدعومة يوماً زمن الأصوات الشامخة تبحث عن شركات إنتاج بعدما كانت شركات الإنتاج في الماضي الجميل تبحث هي عن الأصوات الشامخة.

إنّه زمن التسوّل الموجع المفجع زمن «يا مين عَ شحّاد يهديني… ميشان سرّ الكار يعطيني»، «كار» الغاية تبرّر الوسيلة: كار الغناء والاصغاء بالأرجل.

سمير يزبك رحيلك سيعيد أغانيك إلى الهواء المنعش بعدما كانت في غرفة الإنعاش.

سنعيد بثّ حواراتك ونفتّش عن صوت يشبهك.

ستكون الخيبة كبيرة حين نخاطب ليل الأصالة سائلين عنك من دون مجيب.

ألم تكن وصيتك حين نفقد صوتك «اسأل عليّ الليل»، «أيّ ليل وأيّ نهار» و«ان مرّيت بهاك الحيّ لا تنسی تسأل عنّي» .

نسأل عنك في أيّ حيّ ونحن لم نسأل عنك حيّاً مفقوداً من الساحة فكيف نسأل عنك فقيداً؟!

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى