الإصلاحيون يحققون فوزاً شبه مؤكد في انتخابات إيران
أعلنت لجنة الانتخابات في إيران أمس، أحدث نتائج عملية فرز الأصوات للدورة الخامسة لانتخابات مجلس خبراء القيادة لدائرة طهران الانتخابية.
وفي بيانها رقم 73، أعلنت اللجنة فرز أصوات 5750 صندوق اقتراع في طهران والتي بلغت 3 ملايين و889 ألفاً و877 صوتاً، أظهرت حصول أكبر هاشمي رفسنجاني على أكبر عدد من أصوات الناخبين، يليه محمد آقا أمامي كاشاني، والرئيس الإيراني حسن روحاني في المرتبة الثالثة.
يذكر أن لطهران 16 مقعداً في مجلس خبراء القیادة من أصل 88 مقعداًَ، وتم لغایة الآن فرز أصوات 5 آلاف و750 صندوق اقتراع من إجمالي عدد صنادیق دائرة طهران الانتخابیة البالغة عددها 6 آلاف و138 صندوقاً.
وتمكن الإصلاحيون من الفوز بمقاعد طهران الـ30 بعد فرز 90 في المئة من الأصوات، وكانت النتائج الأولية للانتخابات قد أظهرت تقدماً واضحاً للإصلاحيين على حساب المحافظين، فيما حصل مرشحو التيار المبدئي في المدن الأخرى، الغالبية البرلمانية وفق النتائج الرسمية المعلنة لحد الآن، حيث تشير التقارير إلى أن المبدئيين حصلوا على نسبة 60 في المئة من مقاعد مجلس الشورى الإسلامي الـ290، في عموم إيران.
وجاء المتحدث باسم تحالف المحافظين، غلام علي حداد عادل، المعروف بقربه من المرشد الإيراني الأعلى، علي خامنئي، سادساً في دائرة طهران الانتخابية، التي تضم 30 مرشحاً، في حين فازت 8 مرشحات من التيار الإصلاحي في انتخابات دائرة طهران، ومن المنتظر أن تعلن النتائج النهائية للدائرة، اليوم الاثنين 29 شباط.
وكانت انتخابات الدورة لخامسة لمجلس خبراء القيادة في إيران أجريت يوم الجمعة الماضي، بالتزامن مع انتخابات مجلس الشورى الإسلامي لدورته العاشرة.
ويتألف مجلس الشورى الإسلامي برلمان البلاد من 290 مقعداً، وبلغ عدد المرشحين في انتخاباته 4844 مرشحاً بينهم 586 امرأة. فيما يضم مجلس خبراء القيادة 88 عضواً، وهو يملك صلاحيات اختيار الزعيم الأعلى للجمهورية الإسلامية.
الى ذلك، أعلن وزير الداخلية الإيراني عبد الرضا رحماني فضلي، أن نسبة المشاركة في الانتخابات تجاوزت الستين في المئة حتى الآن، متوقعاً زيادتها بعد الانتهاء من عملية فرز الأصوات بشكل كامل.
في غضون ذلك، قال روحاني: «أظهر الشعب قوته من جديد ومنح حكومته المنتخبة مصداقية وقوة أكبر»، مضيفاً أنه سيعمل مع كل الفائزين في الانتخابات لبناء مستقبل البلد المصدر للنفط.
وفي السياق، قال فؤاد إزادي وهو أستاذ مساعد في كلية الدراسات الدولية بجامعة طهران: «وفقاً للنتائج التي لدينا حتى الآن يبدو أن المحافظين سيفقدون الغالبية في المجلس المقبل بحصولهم على أقل من 50 في المئة. وحصل الإصلاحيون على 30 في المئة وأبلى المرشحون المستقلون بلاء أفضل مما سبق ففازوا بنسبة 20 في المئة».
ويشغل المحافظون 65 في المئة من مقاعد البرلمان المنتهية ولايته وينقسم العدد الباقي بين الإصلاحيين والمستقلين الذين عادة ما يكونوا مؤيدين لروحاني.
وعزا إزادي تقدم الإصلاحيين بفارق كبير إلى نجاح روحاني في التوصل إلى الاتفاق النووي بين إيران والقوى العالمية ورفع معظم العقوبات التي كبلت اقتصاد البلاد طول العقد الماضي وكذلك نجاحه في إعادة العلاقات مع الغرب.
وكتبت صحيفة اعتماد الإصلاحية التي فاز رئيس تحريرها بمقعد في طهران عنواناً رئيسياً يقول: «تنظيف البرلمان». وكتبت في صفحتها الأولى: «لن يكون البرلمان المقبل مثل أي برلمان آخر في تاريخ إيران لأنه لن يكون هناك فصيل سياسي ينفرد بالرأي».
ومن المتوقع أن تعلن النتائج النهائية لانتخابات مجلس الشورى الإسلامي ومجلس خبراء القيادة في إيران الأسبوع المقبل.
ومع استمرار فرز الأصوات أعلن وزير الأمن الإيراني محمود علوي عن كشف عمليتين إرهابيتين في شرق وشمال غرب البلاد خلال أيام الانتخابات، وقال إن أجهزة وزارة الأمن ترصد كل حركة ولن تسمح بالمساس بأمن البلاد.
وأضاف علوي أمس في لقاء صحافي: «أن أحد العناصر التكفيرية اعتقل على الحدود الجنوب الشرقية للبلاد في 8 شباط يحمل معه قنبلتين يدويتي الصنع متحكم فيها عن بعد… بالإضافة إلى ضبط نصف كيلو من المتفجرات مع صاعق التفجير وجهاز الريموت كنترول وقنابل مغناطيسية للاغتيال».
وأضاف وزير الأمن أن العملية الإرهابية الثانية التي أحبطت ترتبط بالحدود الغربية للبلاد، وقال: «تلقينا معلومات عن محاولة إحدى التيارات الإرهابية في خارج البلاد التسلل إلى داخل البلاد وتنفيذ عمليات إرهابية ما استدعى تدخل الأجهزة الأمنية ومراقبة الحدود والمناطق الحدودية».
كما أشار علوي إلى ضبط زمرة إرهابية تضم أربعة أشخاص في 24 شباط الجاري بمعيتهم العديد من المعدات التي تستخدم في العمليات الانتحارية والتفجيرات بما فيها ستة أحزمة ناسفة و9 صواعق تفجير إلكترونية و1.5 كغم من المساحيق القابلة للانفجار ومعدات أخرى تستخدم في العمليات الانتحارية والتفجيرية، ولم يسمح لهم في سلب أمن الناس أثناء الانتخابات.