تلفزيون لبنان
الاستقرار الأمني والمالي محور اتصالات أميركية وفرنسية، وفق تأكيدات وردت في تقارير دبلوماسية، وفي تقرير أنّ الرئيس الفرنسي هولاند حرّك فريقاً باتجاه عواصم مؤثّرة في لبنان، للدفع باتجاه انتخاب رئيس للجمهورية.
وفي جو السفارات الكبرى في بيروت، إنّ القرار الدولي بالاستقرار في لبنان مستمر بقوة، بسبب الحاجة إلى هذا البلد كغرفة عناية دولية بالأزمة السورية، سواء لانتقال المبعوثين من وإلى سورية، أو نقل المساعدات واستيعاب النازحين، فضلاً عن أنّ لبنان مثال لما هو مطلوب لبلدان المنطقة.
وفيما تتحدّث المحافل السياسية عن ترقّب حركة موفدين في بيروت، تلتقي المراجع اللبنانية كلّها على أهمية دور رئيس مجلس النوّاب نبيه برّي، في الجمع بين الأطراف والضغط لخفض التوتر وتكثيف الحوار باتجاه تأكيد الاستقرار وإنجاح الحوار والتقدّم بسرعة نحو الانتخاب الرئاسي.
وقد نجحت اتصالات الرئيس برّي وجهود بعض السفارات، في عودة الهدوء إلى الشوارع، بعد إجراءات للجيش اللبناني ضبطت ردّة الفعل الغاضبة على بثّ شريط يُسيء إلى صورة السيد حسن نصر الله، رغم أنّ قطع الطرق تجدّد مساءً مساء أمس لبعض الوقت، ولا سيّما في الشويفات وشتورا، وطريق مار مخايل في الضاحية الجنوبية.
«المنار»
عكس السير، هو الاتجاه الذي تسلكه مملكة الخير، وتقود فيه أتباعها في المنطقة ولبنان.
في زمان اللاعبين الأذكياء الكبار والحسابات الدقيقة الأكبر، تُمعن الرياض في سياسة الـ»خبط عشواء»، متغافلة عن أنّ المقاعد ليست محجوزة للحمقى الذين يلعبون لعبة الجنون في زمن لا يصلح إلّا لحسابات العقلاء.
زجّت السعودية نفسها، وبحسابات خاطئة، في أتون لعبة كان لا بدّ من أن ترتدّ عليها. راهنت بكل حساباتها دفعة واحدة في زمن قياسي. لعبت لعبة التحريض المذهبي والتجييش الديني إلى مداها الأقصى ضدّ طهران. لم تُبقِ اتهاماً إلّا وألصقته بها، ظنّاً منها أنّ ذلك سيؤتي ثماراً تجنيها، فكانت النتيجة صفعة مدويّة مع إبرام الاتفاق النووي الذي لم يجارِها في جنون غضبها إزاءه إلّا الكيان الصهيوني.
واليوم أمس ، يتنافس أذنابها الصغار وأتباعها من متكسّبي إطلاق المواقف وتغيير المواقع في كل زمن، على التحريض ضدّ «حزب الله»، ونعته بأقذع الأوصاف. هؤلاء الذين يتسابقون كي يخطبوا ودّ الحزب وراء الأبواب الموصدة وفي الكواليس، فيما يتناولونه بالتجريح والاتّهام على المنابر.
ربما يحتاج هؤلاء إلى من يذكّرهم بأنّ مملكة الخير، التي يفاخرون بالانتماء إليها واتباع سياساتها، لم تجلب من هذا الخير المزعوم شيئاً لأهلها وجيرانها، وهم الأولى بذلك.
ألم يسمعوا بالمجازر الإجرامية السعودية المتواصلة في اليمن؟ وبالمفخخات السعودية وإرهابييها في العراق؟ بغزو البحرين إسناداً للنظام في إجرامه ضدّ المدنيين المطالبين بأبسط الحقوق؟ ألم يُعاينوا دعمها الجماعات الإرهابية وتمويلها العلني للحرب ضدّ سورية وشعبها منذ خمس سنوات؟
أين هي مآثر مملكة الخير في كل ذلك؟
إنّ ما تفعله المملكة وأتباعها هو جهد العاجز. وما اختيارهم لبنان ساحة لتنفيس مشاكلهم الداخلية، إلّا دليل على الإمعان في الحسابات الخاطئة. حبّذا لو يفيء هؤلاء إلى بعض عقلهم فيرشدون.
«او تي في»
من قرّر إحراق البلد، أو إغراقه في أتون الفتن؟
سؤال بدأت تطرحه الدوائر البدلوماسية والسياسية والأمنية المعنية بلبنان. والسؤال مطروح على خلفية مشهدين اثنين متقابلين: مشهد أول في 18 كانون الثاني الماضي، عنوانه توافق مسيحي جامع، على تزكية رئيس للجمهورية، يكون ممثّلاً لبيئته، منفتحاً على البيئات الأخرى كافة، قادراً على إقامة جسر من التواصل والتعاون والعيش الواحد بين كل اللبنانيين. عربي الهوية والهوى. مقاوماً للعدو الصهيوني وللإرهاب، شقيقاً لكل عربي وصديقاً لكل صديق.
لكن لم يلبث أن قام في وجه 18 كانون الثاني، مشهد مضادّ. في 14 شباط، عاد رئيس الحكومة الأسبق سعد الحريري إلى وطنه الأول. استهلّ عودته بإهانة حلفائه المسيحيين، ثمّ أكملها بقطيعة مع الزعامة المسيحية المستحقة. قبل أن يُنجز ثمار العودة بتحريض ضدّ شركائه من الجماعات اللبنانية الأساسية الأخرى، وصولاً إلى استعداء الأشقاء ضدّ مواطنيه، واستدراج الأذى للبنانيين المقيمين في دول عربية شقيقة.
في هذا الوقت، كانت كل مكوّنات الفتنة تتراكم: أشرطة إعلامية من هنا. شائعات من هناك. بيانات مفبركة تحت جنح ظلام وظلم من هنالك. حتى بات الوطن ممسكاً بقلبه، والمواطنون حابسين أنفاسهم.
هل هناك من قرّر رمينا في النار؟ لا يمكن لعاقل أن يصدّق ذلك، ولا يمكن للبناني أن يقتنع أنّ لبنانياً، حاكماً كان أم محكوماً، يمكن أن يقدم على انتحار كهذا. الهامش لا يزال قائماً، والفرصة لا تزال متاحة، وعودة سعد الحريري إلى قواعد الميثاق لا تزال مشرعة، فهل يقدم، فينقذ نفسه وناسه وشعبه والوطن؟ سؤال برسم ما حصل أمس أول أمس من رقص على حافة الانفجار – الانتحار.
«أن بي أن»
التوترات الإقليمية تنعكس في الداخل، فيرتفع منسوب القلق. لكن الأوضاع مضبوطة لسببين: لا قرار بانفلات الساحة لا سياسياً ولا أمنياً، والمواطنون يتمسّكون بالاستقرار ما يعني أنّ الحوار وحده سبيل لإيجاد المخارج اللبنانية، وعدم السماح للتخبّط الإقليمي بالتسلل إلى المساحة الداخلية.
التحرّكات التي سُجّلت في الشارع في الساعات الماضية، هي خطوات فردية تُصنّف في خانة ردّة الفعل لا أكثر.
وبالانتظار، هل تهدأ الحملات الإعلامية وتتغلّب الحكمة وصوت العقل؟
سورية، الهدنة صامدة رغم خروقات عدّة للمسلحين في مناطق ريفية متفرقة، وخصوصاً في اللاذقية. إرهابيو «داعش» و«النصرة» حاولوا استغلال المساحة الزمنية والجغرافية للهدنة، ونفّذوا هجمات أفشلها الجيش السوري.
دمشق أثبتت للعالم التزامها بالهدنة، ومضت في مشاريعها السياسية. لكن عواصم إقليمية ودولية بقيت عند سقوفها المرتفعة، ولو بالشكل. تركيا أبقت الكرة في ملعب الروس. والسعودية كررت مواقفها إزاء الرئيس السوري بشار الأسد، سلماً أو حرباً، استناداً إلى سيناريو التدخّل البري، وهو فرضية لم تُسقطها أصوات أميركية من الحسابات، ووضعتها في خانة الخطة باء، من دون أي دور لروسيا، وهي فرضية تستبعدها الوقائع السورية الميدانية والسياسية إلى حدود المستحيل.
«ام تي في»
الأسبوع الطالع، هو موعد الجلسة 36 لانتخاب الرئيس. طبعاً الجلسة ستكون عقيمة كسابقاتها، فالتوتر السياسي المُستجدّ بين تيار «المستقبل» و«حزب الله»، جاء ليُضاف إلى العوامل الأخرى المحلية والإقليمية المانعة لإتمام الاستحقاق.
كذلك تتوسّع دائرة التساؤلات حول قدرة مجلس الوزراء على عقد اجتماعه الأسبوعي، وعلى جدول أعماله قنبلتا تحويل ميشال سماحة إلى المجلس العدلي، وإيجاد الحل النهائي لملف النفايات.
ولا تقتصر المعوقات على الملفات المزمنة السابق ذكرها، إذ إنّ التوظيف في التوترات الأمنية وترك الشارع يتحرّك على هواه لتطيير رسائل تهويلية، إنّما المقصود منه على ما يبدو إلحاق الاستحقاق البلدي بالاستحقاق الرئاسي، فالزمن ليس زمن الترف الديمقراطي في لبنان، بحسب روزنامة «حزب الله»، بالرغم من إشادته بالانتخابات التي تشهدها إيران.
«ال بي سي»
في العالم الافتراضي، انتشر مسلحو «حزب الله» في شوارع بيروت أمس أول أمس ، ونصبوا الحواجز وقطعوا الطرق واندلعت الاشتباكات في السعديات وانتهكت الحرمات والمقدسات، وكاد البلد يغرق في 7 أيار جديد.
في عالم الواقع، انتشر مناصرون لـ«حزب الله» بالعشرات في مناطق الغبيري، المشرفية وقصقص وصولاً إلى سبيرز أمس أول أمس ، وأحرقوا الإطارات واحتجّوا على فيديو تناول السيد نصر الله، رافعين شعارات مناهضة للسعودية ولتيار «المستقبل».
في العالم الافتراضي، اليوم أمس قطع مناصرو تيار «المستقبل» شوارع بيروت، وتداعوا للتجمّع في طرابلس انطلاقاً صوب العاصمة حيث توتّرت الأجواء.
في عالم الواقع، لم يقطع مناصرو «المستقبل» طرق بيروت اليوم أمس ، ولم يتداعوا في طرابلس، بل قُطعت طريق شتورا لبعض الوقت فقط.
بين الافتراض والواقع خيط رفيع، وبين الشائعات والحقيقة كذلك. ما هو أكيد أنّ الصراع الإيراني – السعودي انتقل إلى لبنان، وما هو أيضاً أكيد أنّ تيار «المستقبل» متمسّك بالسلم وبعدم التصعيد، كذلك «حزب الله» الذي يعتبر الأمن خطاً أحمر.
فمن سيلتقط كرة النار المجبولة بالصراع المذهبي الممتدّ منذ مئات السنين، بما يحمله من شعارات طائفية؟
وهل سيتمكّن تيار «المستقبل» و«حزب الله» من حصر الصراع المتصاعد في إطار ردّات الفعل المدروسة، لكي لا يتحوّل العالم الافتراضي إلى واقع؟
«الجديد»
الشارع على كفّ «سكتش» لا يساوي ثمن إنتاجه، فطرقاتنا يكفيها ما تعانيه من نفايات، ولن تكون في عوز إلى الاحتجاج على نفايات من صناعة تلفزيونية تحمل من التهريج ما يدفع إلى إهمالها. فالحملة الإعلامية من شبكات خليجية عريقة، استفزّت شارعاً كان على نار سياسية عالية، لكن ما أنتجته هذه الشبكات من تقليد لشخصية السيد، لا يرقى إلى توتير الشارع وقطع الطرقات. وحبّذا لو جرى توفير هذا الغضب للمطالبة بحل أزمة النفايات التي باتت على كل شاشة وقرب كل شارع وبيت، ولنترك أي إساءة للشخصيات الدينية أو السياسية، إلى القضاء، إذا ما استطعنا إلى نزاهته سبيلا.
هي لحظة تدفع إلى التقاط الحكمة، من حيث العمل على ضمان أمن البلاد. وكلّنا مسؤول عن شارع لا تنقصه عوامل توتير.
وربطاً بهذا التوجّه، علمت «الجديد» أنّ قيادة الجيش أجرت اتصالات بكل المراجع الحزبية المعنية بالتحركات الاحتجاجية، وأبلغتهم أنّها سوف تعمل على ضبط الشارع، مع ما يحمله هذا الأمر من توقيفات إذا اقتضت الضرورة. وقد استجابت قيادتا «حزب الله» وحركة «أمل» إلى هذا التوجّه، وأكّدتا لمؤسسة الجيش أنّهما ترفعان الغطاء عن أي محتج يُقدِم على إضرام التوتر وإقفال الطرقات. لن يعني ذلك أنّ ما جرى بثّه على كل من «العربية» والـMBC و«روتانا خليجية»، أمر محبّب، إنّما يمكن إدراجه في خانة الهرقطة التلفزيونية، وسيكون ذلك أفضل ردّ وربما أمضى من أي تحرّك.
والشارع في جانبه البحري، مشى اليوم أمس ، في احتجاج على أزمة النفايات. وصوّب حزب الكتائب» على رئيس مجلس الإنماء والإعمار نبيل الجسر والمشنوقين نهاد ومحمد، وطالبهم بالحل أو الرحيل. على أنّ أيّا من هذه الشخصيات أو غيرها، لا يريد حلاً. ولو جاءت النيات صافية، لتمّ الاتصال على الاقل بنائب رئيس الحكومة الأسبق ميشال المر، لسؤاله عن اقتراحه الموفر الذي لا يكلّفنا أكثر من خمسة وعشرين دولاراً على الطن الواحد.