«تجمّع العلماء» طالب باجتماع فوري لهيئة الحوار: البعض يريد تعويض خسائره بإشعال الفتنة
عقدت الهيئة الإدارية في «تجمّع العلماء المسلمين» اجتماعاً استثنائيا، تدارست فيه ما حصل في اليومين الماضيين، وأصدرت بعده بياناً، أعلن فيه المجتمعون «استنكارهم وشجبهم للهتافات التي مسّت ببعض صحابة رسول الله»، معتبرين أنّ «هذه الأفعال محرّمة شرعاً بإجماع فقهاء المسلمين المعاصرين، وعليه فإنّنا نعلن أنّ من قام بهذه الأفعال مُدان شرعاً وأخلاقاً، ولا يعبِّر عن أحد سوى عن انفعالاته الشخصية التي لا يمكن أن نحاسب عليها المذهب الذي ينتمي إليه، وهو مرفوع عنه الغطاء لاتّخاذ الإجراء اللازم بحقه».
كما استنكروا وشجبوا «الفيلم المُسيء للأمين العام لحزب الله السيد حسن نصر الله، الذي كان سبباً لهكذا أفعال مشجوبة، بل لعلّ الذين قاموا بهذا العمل كانوا يستهدفون حصول ردود الفعل هذه لإشعال الفتنة»، ودعوا في هذا السياق «وزارة الإعلام والقضاء اللبناني إلى اتّخاذ الإجراء المناسب بحق هذه القناة، كونها سعت لضرب السلم الأهلي في لبنان وهي تتّخذ من لبنان مقرّاً للقيام ببعض أعمالها».
وطلبوا من رئيس المجلس النيابي نبيه برّي، «الدعوة فوراً إلى اجتماع هيئة الحوار لوضع أُسُس مواجهة الفتنة التي يُعمل لها في لبنان، والتي لن تقتصر على منطقة من دون أخرى أو طائفة من دون أخرى، فالبعض يريد أن يعوّض عن خسائره في لبنان والمنطقة بإشعال هكذا نوع من الفتن، فهو إمّا أن يكون لبنان له أو فليُلحق به الدمار والخراب».
كما دعوا «القيادات الروحية اللبنانية إلى عقد قمّة سريعة تتداول سُبُل مواجهة موجة الفتن التي تعصف بلبنان، وإذا لم تتمّ على الصعيد الوطني فلتكن قمّة روحية إسلامية لإخراج لبنان من نفق مظلم يريدون إدخاله فيه».
وختمزا مطالبين بـ»إعادة تصويب البوصلة في الاتجاه الصحيح نحو العدو الحقيقي وهو العدو الصهيوني، الذي يتفرّج اليوم علينا فرحاً من قتالنا لبعضنا بعضاً وتنفيذنا، من حيث ندري أو لا ندري، مخطّطاته في نشر الفِتن في العالم العربي، وخصوصاً دول الجوار الفلسطيني».
جبري
ودانَ الأمين العام لـ»حركة الأمة» الشيخ الدكتور عبد الناصر جبري، «الإساءات التي أطلقها بعض المتظاهرين بحق الصحابة والخلفاء الراشدين»، مذكّراً بأنّ كبار المرجعيات الشيعية في العالم، كالسيد علي الخامنئي والسيد السيستاني، قد حرّموا التعرّض والإساءة للرموز الدينية وآل بيت النبي محمد وصحابته.
ورفض واستنكر «ما بثّته فضائيات الفتن والتحريض» بحق السيد نصر الله، لكنّه اعتبر أنّ «ذلك لا يعني قيام بعض المتحمّسين والمدافعين عن السيد إلى الإساءة للصحابة الكرام».
ولفتَ إلى أنّ «هذه القنوات الفضائية مملوكة لأناس امتهنوا ثقافة القتل والتدمير ودعم المجموعات التكفيرية في سورية ولبنان والعراق واليمن، وغيرها من البلدان، وتسعى إلى تنفيذ سياسة ومشاريع العدو الصهيو- أميركي لإثارة الفتن والنّعرات الطائفية والمذهبية، والتطاول على المقاومة ورموز الوطن دليل إفلاس للفكر والنهج الإجرامي، ودليل على المأزق الذي يعيشه أصحاب هذا الفكر بعد أن انكشف تورّطهم في المخطّطات التي تستهدف تمزيق الأمة وتفتيتها».
واعتبر جبري، أنّ «بعض القنوات الخليجية أصبحت بوقاً لإثارة الفتن في الوطن العربي والإسلامي، وأداة لتشويه صورة المقاومة، وواجب جميع شعوب أمتنا مقاطعتها، فسماحة السيد حسن نصر الله رمز من رموز الأمة العربية وأحرار العالم».
العيلاني
بدوره أعلن إمام «مسجد الغفران» في صيدا الشيخ حسام العيلاني، أنّه أجرى اتصالاً هاتفياً بمسؤول حزب الله في منطقة صيدا الشيخ زيد ضاهر، وبحث معه في ما صدر من شتم للصحابة من بعض المحتجّين على الإساءة إلى السيد نصر الله». ونقل العيلاني عن ضاهر، أنّ «الطائفة الشيعية ترفض هذه التصرفات رفضاً قاطعاً، وهذا ليس من شِيَم الشيعة»، مذكّراً بفتوى الإمام الخامنئي تحريم شتم الصحابة.
وقال العيلاني، إنّ «الوحدة الإسلامية هي السلاح الوحيد لتحصين ساحتنا الإسلامية ووطننا وأمتنا، وخصوصاً في هذه الأيام التي نخشى فيها فتنة سنيّة – شيعية»، مستنكراً «ما قام به بعض الذين نزلوا إلى الشارع للتعبير عن رفضهم للإساءة إلى الأمين العام لحزب الله»، ومحذّراً من «الاصطياد في الماء العكر، واستغلال بعض المفلسين سياسياً، وأصحاب النفوس المريضة لهذا العمل المُدان والمستنكر لتجييره لمصالحه الخاصة».